اضطر المحاسب التركي، رسول أيدودو، للتوجّه إلى أحد المراكز الخاصة لتعلّم اللغة العربية، كي يتمكن من التعامل مع الزبائن العرب الذين يزورون المحلّ الذي يعمل فيه للتسوّق.
وجد رسول أنّ تعلم اللغة العربية بات أمراً مهماً جداً، ويمنحه ميزة خاصة، لا سيما وأنّ تركيا تستضيف ملايين اللاجئين العرب، إلى جانب السياح الوافدين. وحسب الثلاثيني التركي، فإنّ المحل الذي يعمل فيه يستقبل يومياً ما لا يقل عن مئة شخص يتحدثون اللغة العربية، وهو يجد صعوبة بالغة في التعامل معهم.
وشهدت تركيا خلال السنوات الست الماضية، ارتفاعاً كبيراً في عدد المعاهد المتخصّصة في تعليم اللغة العربية، بعد انفتاح الدولة التركية على العالم العربي، ما زاد من توجّه المواطنين الأتراك نحو هذه المراكز لتعلّم لغة الضاد.
ويقول رسول لـ "العربي الجديد"، إنّ "هدفي من تعلّم اللغة العربية أيضاً، هو التقرّب والتعرّف على التقاليد الموجودة في العالمين الإسلامي والعربي".
ويرى رسول أنه تأخر كثيراً على هذه الخطوة، التي تمكّنه من فهم القرآن الكريم الذي يعشقه، بل وتحمل اللغة العربية الكثير من أحاديث وقصص وتعاليم الدين الإسلامي.
تشابه مئات الكلمات بين اللغتين العربية والتركية، دفع المواطن، درويش أوغلو، إلى تعلّم لغة الضاد. يقول إنه "يضع عبارة مهمة نصب عينيه، بأنّ اللغة الواحدة تمثّل شخصاً واحداً، ومن يتحدّث لغتين فهو يمثّل شخصين أو يحمل في ذاته تقاليد متعدّدة".
ويشير أوغلو لـ "العربي الجديد" إلى أنّ والده هو الذي شجّعه على تعلّم اللغة العربية، لأهميتها في الوقت الراهن، وسهولة تعلّمها بسبب وجود جاليات عربية كبيرة في تركيا، ستساعده على ذلك، فضلاً عن وجود كليات متعدّدة تدرّس باللغة العربية.
أمّا المواطن، اسماعيل، فيوضح أنّ اللغة العربية أصبحت لغة عالمية بشكل كبير، وبات من الضروري تعلّمها لاستخدامها في كثير من المجالات، معرباً عن أمله بأن يتحدث بها كما ينطق باللغة التركية.
من جهته، يقول مدرس اللغة العربية، محمد جمال الحوشان، إنّ الأتراك يقبلون على تعلّم لغة الضاد، خلال الأعوام الماضية، منهم الأطباء والمهندسون والموظفون في البنوك و المحلات المختلفة.
كما يقبل الطلاب الذين يدرسون في كليات الإلهيات "العلوم الإسلامية"، على تعلّم اللغة العربية وفقاً للحوشان. ويلفت إلى أنّ أعداد كليات العلوم الإسلامية تزيد عاماً بعد آخر، ما يعني أنّ الطلبة الأتراك يقبلون على تعلم اللغة العربية في السنة التحضيرية، إلى جانب كونها مادة إجبارية في مدارس الأئمة والخطباء على مدار العقدين الماضيين.