- تصاعد الهجمات الإسرائيلية يؤدي إلى تهجير سكان واسعة من القطاع، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى، رغم التحذيرات الدولية.
- حماس تحذر من كارثة إنسانية بسبب إغلاق معبر رفح، مطالبة بتحرك دولي عاجل لإعادة فتح المعبر وضمان وصول الإمدادات الإغاثية.
قدّرت الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) نزوح 150 ألف فلسطيني من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بعد العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل بالمدينة، متجاهلة كل التحذيرات الدولية.
وقالت "أونروا" في تدوينة نشرتها على منصة إكس اليوم السبت: "تشير التقديرات إلى أن 150 ألف شخص فرّوا من رفح منذ يوم الاثنين بحثاً عن الأمان المفقود". وأضافت أنّ "ما لا يقل عن 300 ألف شخص تأثروا بأوامر الإخلاء، حيث تتلقى مناطق أخرى من قطاع غزة اليوم أوامر إخلاء جديدة إلى المركز، في كل من رفح في الجنوب وجباليا في الشمال".
At least 300,000 people affected as further areas across #GazaStrip receive new evacuation orders today, both towards central #Rafah in the south AND #Jabalia in north #Gaza@UNRWA estimates 150,000 people have now fled #Rafah since Monday, looking for safety where there's none. pic.twitter.com/9UNfo6b0rW
— UNRWA (@UNRWA) May 11, 2024
وأفادت لويز ووتريدج، من قسم الإعلام والتواصل في "أونروا"، في تدوينة على "إكس": " في كل مكان تنظرون إليه غرب رفح هذا الصباح، تشاهدون حزم العائلات أمتعتها والشوارع خالية إلى حد كبير".
Everywhere you look now in west #Rafah this morning, families are packing up. Streets are significantly emptier; @unrwa estimates 150,000 people have now fled Rafah.
— Louise Wateridge (@UNWateridge) May 11, 2024
New areas have been issued evacuation orders towards central #Rafah in south #Gaza AND #Jabalia in North #Gaza pic.twitter.com/bolQsVQSJL
اجتياح رفح: لا مأوى لمئات النازحين
ولا يوجد أي مأوى لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقطنون في المناطق التي طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلائها شمالي القطاع، فمناطق غربي المدينة كانت قوات الاحتلال قد دمرتها بشكل كامل في عملياتها العسكرية منذ بداية الحرب قبل سبعة أشهر.
ووسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته البرية والجوية، السبت، بشكل متزامن في جميع محافظات قطاع غزة، بعد مطالبته بتهجير أهالي مناطق واسعة في شمال القطاع ووسط مدينة رفح (جنوب) وتوغله في جنوب مدينة غزة وشرق خانيونس (جنوب)، إضافة لتنفيذه سلسلة غارات عنيفة أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى بمناطق متفرقة من القطاع. ورغم التحذيرات الدولية المتصاعدة تجاه توسيع عملياته في مدينة رفح، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح السبت، لتهجير سكان أحياء في قلب المدينة بشكل فوري، ليوسع بذلك عملياته التي بدأت الاثنين في شرق المدينة.
وطالب، في بيان، أيضاً سكان ونازحي مناطق واسعة في شمال قطاع غزة بإخلائها والتوجه إلى غرب مدينة غزة. ويدفع جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو تجميع نازحي رفح في منطقة المواصي الواقعة على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كيلومتراً وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالا، مروراً بمحافظة خانيونس جنوباً، وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب.
وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية.
إغلاق معبر رفح لليوم الخامس: إنذار بكارثة إنسانية
من جهتها، حذرت حركة حماس، السبت، من تداعيات سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح وإغلاقه لليوم الخامس، ما "ينذر بكارثة إنسانية وتفاقم لحالة المجاعة في كافة أنحاء قطاع غزة المحاصر". وقالت، في بيان نشر على منصة تليغرام، إنّ السيطرة على المعبر وإغلاقه "تسببا بتعطيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية لشعبنا الفلسطيني في ظل استمرار العدوان، إضافة لتوقف خروج الجرحى لتلقي العلاج في الخارج".
وأضافت أنّ هذا "ينذر بكارثة إنسانية وتفاقم لحالة المجاعة في كافة أنحاء القطاع المحاصر، يتحمل الاحتلال الصهيوني، الذي يُمعن في جريمة الإبادة وحرب التجويع والتطهير العرقي، المسؤولية الكاملة عنها". وطالبت الحركة "المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها بالتحرك العاجل لوقف هذه الكارثة الإنسانية، في ظل تصاعد الهجوم الصهيوني الإجرامي على رفح". ودعت إلى "اتخاذ ما يلزم من إجراءات تجبر الاحتلال الصهيوني على وقف عدوانه، وعلى الانسحاب من المعبر، وإعادة فتحه وتسهيل وصول الإمدادات الإغاثية والطبية الطارئة لشعبنا المحاصر".
وأمس، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أنّ الأوضاع في غزة وصلت إلى مستويات طوارئ غير مسبوقة، بعد اجتياح الاحتلال رفح، آخر ملاذ للنازحين، وإغلاقه معبر رفح.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
(العربي الجديد، الأناضول، فرانس برس)