أونروا: تعليق التمويل قد يضطرنا إلى وقف عملياتنا لمصلحة الفلسطينيين بحلول نهاية فبراير

01 فبراير 2024
عشرات آلاف الفلسطينيين اضطروا إلى الفرار في اتجاه أقصى جنوب غزة (يوسف الزعنون/ فرانس برس)
+ الخط -

حذّر المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني من أنّ استمرار تعليق التمويل الدولي المخصّص للوكالة، والبالغ اليوم 440 مليون دولار أميركي، سيضطرها إلى إنهاء عملياتها بحلول نهاية فبراير/ شباط الجاري في قطاع غزة والمنطقة ككلّ.

وجدّد لازاريني، في بيان اليوم الخميس، دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى استئناف تمويل وكالة أونروا، ولا سيّما وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

لازاريني: هذا وقت تعزيز أونروا وليس إضعافها

وشدّد لازاريني على أنّ وكالة أونروا "ما زالت منظمة الإغاثة الكبرى في واحدة من أشدّ الأزمات الإنسانية تعقيداً في العالم"، مشيراً إلى أنّه "إذا ظلّ التمويل معلّقاً، فمن المرجّح أن نضطر إلى إنهاء عملياتنا بحلول نهاية فبراير الجاري، ليس فقط في قطاع غزة، إنّما كذلك في كلّ أنحاء المنطقة".

يُذكر أنّ وكالة أونروا تقدّم خدماتها في أقاليم عملياتها الخمسة في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، منذ تفويضها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوفير المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في عام 1949، إلى حين حلّ قضيتهم.

وأوضح لازاريني أنّه "في الوقت الذي تستمرّ فيه الحرب في قطاع غزة بلا هوادة، وفي الوقت الذي تدعو فيه محكمة العدل الدولية إلى تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية، فإنّ هذا هو الوقت لتعزيز (قدرات) أونروا وليس لإضعافها".

تجدر الإشارة إلى أنّ وكالة أونروا أوضحت، في بيانها الأخير، أنّ عشرات الآلاف من الفلسطينيين اضطروا إلى الفرار في اتجاه رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، بسبب القصف والقتال في مدينة خانيونس الجنوبية، خلال الأسبوع الماضي، علماً أنّ أكثر من 1.4 مليون شخص "محشورون بالفعل في رفح". أضافت أنّ هؤلاء النازحين بمعظمهم "يعيشون في مبانٍ مؤقتة أو في خيام أو في العراء، ويخشون عدم تلقّي أيّ طعام أو مساعدات إنسانية أخرى من أونروا بعد الآن".

وكان مسؤولو وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة قد أعلنوا، في بيان مشترك أمس الأربعاء، أنّ قطع التمويل عن وكالة أونروا ستترتّب عليه "عواقب كارثية" على قطاع غزة.

توما: تعليق تمويل أونروا حكم بالإعدام على الفلسطينيين

بدورها، حذّرت مديرة التواصل والإعلام في وكالة أونروا جولييت توما، اليوم الخميس، من أنّ "كلّ عمليات أونروا ستتوقّف على الأرجح في المنطقة كلها، وليس في قطاع غزة وحده، بحلول نهاية فبراير/ شباط الجاري، في حال استمرّ تعليق التمويل". وفي هذا الإطار، وصفت توما تعليق دول كبرى تمويل وكالة أونروا بأنّه "حكم بالإعدام على الفلسطينيين".

وبيّنت توما أنّ وكالة أونروا طلبت إجراء تحقيق مستقلّ في ما يخصّ الادّعاءات الإسرائيلية حول ضلوع أفراد من فريق عمل الوكالة بعملية "طوفان الأقصى"، في 17 يناير/ كانون الثاني المنصرم.

يُذكر أنّه حتى الآن، لم تقدّم إسرائيل إلى الأمم المتحدة أيّ شكوى رسمية أو تفصيل يتعلّق بادّعاءاتها تلك التي أطلقتها بعد إصدار محكمة العدل الدولية توصياتها في ما يخصّ ارتكابها إبادة جماعية بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة.

وحتى 30 يناير/ كانون الثاني المنصرم، قرّرت 18 دولة، وكذلك الاتحاد الأوروبي، تعليق المساهمات الخاصة بتمويل وكالة أونروا، بناءً على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة الأممية بعميلة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، والتي نفذتها "حماس" والمقاومة الفلسطينية ردا على جرائم الاحتلال وانتهاكاته وحصاره للقطاع.

وهذه الدول هي الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلاند وأيسلندا ورومانيا وإستونيا والسويد، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وفقاً للأمم المتحدة.

في المقابل، أصدرت حكومات إسبانيا وأيرلندا وبلجيكا وسلوفينيا ولوكسمبورغ والنرويج بيانات منفصلة، أعلنت فيها استمرار دعمها المالي لوكالة أونروا، مع تأكيدها أهمية التحقيق في الادعاءات الإسرائيلية.

وايت: من الصعب النجاة من دون أونروا

في الإطار نفسه، رأى مدير شؤون وكالة أونروا في قطاع غزة ونائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة توماس وايت أنّه "من الصعب تخيّل نجاة السكان (الفلسطينيين في غزة) من الأزمة من دون الوكالة".

يُذكر أنّ وكالة أونروا هي "المنظمة الإنسانية الكبرى في قطاع غزة، ومن بين موظفّيها البالغ عددهم 13 ألف موظف، ثمّة أكثر من ثلاثة آلاف يواصلون العمل، ويُعَدّون العمود الفقري لعمليات الإغاثة الإنسانية".

وفي البيان الصادر عن وكالة أونروا، اليوم الخميس، قال وايت إنّهم تلقّوا "تقارير تفيد بأنّ الناس في شمال قطاع غزة يطحنون علف الطيور لصنع الدقيق"، وذلك حتى يتمكّنوا من تناوله. وأضاف: "نواصل التنسيق مع الجيش الإسرائيلي لنتمكّن من الذهاب إلى الشمال، لكنّه لم يُسمَح بذلك إلى حدّ كبير". وتابع: "وعندما يُسمَح لقوافلنا بالتوجّه إلى المنطقة، يهرع الناس إلى الشاحنات للحصول على الطعام، ويأكلونه على الفور في غالب الأحيان".

من جهة أخرى، وصف وايت المشهد في رفح، الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، بقوله: "رفح تحوّلت إلى بحر من الناس الفارين من القصف".

وفي العاصمة الأردنية عمّان، أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، الذي أجرى مباحثات مع لازاريني، أنّ "لا جهة أخرى قادرة على أداء الدور الرئيس الذي تؤدّيه وكالة أونروا في قطاع غزة". وحذّر الصفدي من أنّ "أيّ تخفيض في الدعم المالي المقدّم للوكالة من شأنه أن ينعكس فوراً على أهالي غزة، على شكل معاناة أعمق لهؤلاء الذين يواجهون مجاعة جماعية مردّها منع إسرائيل إدخال الحدّ الأدنى من احتياجاتهم الإنسانية".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون