أميرة وحسن... شهيدان صغيران اغتالتهما إسرائيل في لبنان

01 اغسطس 2024
أميرة وحسن فضل الله في صورة متداولة بعد الغارة الإسرائيلية على لبنان، 30 يوليو 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في ليلة الغارة الإسرائيلية على حارة حريك، انتشرت صور الطفلين أميرة وحسن فضل الله على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرقد والداهما في مستشفى بهمن وشقيقهما الأكبر علي في المستشفى اللبناني الجعيتاوي.

- الغارة أسفرت عن استشهاد أميرة وحسن، بينما يرقد والدهم في حالة حرجة. الأطفال كانوا في المصعد لتهنئة ابن عمتهم بنجاحه في امتحانات الثانوية العامة.

- أميرة وحسن كانا طفلين بريئين وطيبين، وحسن كان لاعباً في فريق كرة القدم بنادي المبرة الرياضي. نادي المبرة نعى حسن بعد استشهاده جراء العدوان الإسرائيلي.

في تلك الليلة، انتشرت صور أميرة وحسن فضل الله على مواقع التواصل الاجتماعي، وراح ناشروها يطالبون كلّ من لديه معلومات عن الطفلَين المفقودَين بالاتصال بـ"مستشفى بهمن"، في الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ إنّ والدَيهما هناك. أمّا اليوم، فيسأل علي، شقيقهما الأكبر البالغ من العمر 13 عاماً والراقد في "المستشفى اللبناني الجعيتاوي" شرقي بيروت، عنهما. من جهتهم، يتجنّب أفراد العائلة، كلما سألهم علي عن أميرة وحسن الإفصاح عن مصير الصغيرَين البالغَين من العمر ستّة أعوام وعشرة أعوام على التوالي. هم يتردّدون في الكشف عن الحقيقة أمام الفتى، خوفاً عليه من الصدمة، ويكتفون بالإشارة إلى أنّ أميرة وحسن سوف يزورانه فور تحسّن وضعه، هو الذي يتعالج من حروق بليغة أُصيب بها في خلال الغارة الإسرائيلية التي استهدفت حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الثلاثاء 30 يوليو/ تموز المنصرم.

الصورة
الشهيدة أميرة فضل الله في صورة متداولة بعد الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت - لبنان - 30 يوليو 2024 (فيسبوك)
الشهيدة أميرة فضل الله في صورة متداولة في 30 يوليو 2024، لبنان (فيسبوك)

ويأتي خوف الأهل والأقارب كبيراً على ابن الأعوام الثلاثة عشر الراقد في المستشفى، بحجم اللوعة التي تمكّنت منهم بعد سقوط أميرة وحسن شهيدَين. عندما عُثر عليهما، يُحكى أنّهما كانا متعانقَين. قد يكون حسن أراد حماية أميرة من الرعب الذي شعرا به، تماماً كما كان يفعل، إنّما لأسباب أخرى، في الصورة الأولى التي انتشرت لهما، والتي ظهر فيها مطوّقاً شقيقته الصغرى بذراعه. يُذكر أنّ الأشقاء الثلاثة كانوا في المبنى الذي استهدفته إسرائيل في غارتها، فوقعوا جميعهم ضحايا إجرامها، فيما والدهم يرقد حالياً في "مستشفى بهمن" في وضع صحي حرج بعدما أُصيب بدوره.

الصورة
الشهيد حسن فضل الله في صورة متداولة بعد الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت - لبنان - 30 يوليو 2024 (فيسبوك)
الشهيد حسن فضل الله في صورة متداولة في 30 يوليو 2024، لبنان (فيسبوك)

عندما وقعت الغارة، كان الأطفال الثلاثة يتوجّهون إلى منزل عمّتهم التي تقطن في المبنى المستهدف. فوالدتهم كانت قد اصطحبتهم لشراء ملابس خاصة بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاة جدّتهم الحاجة أمينة فضل الله، شقيقة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، ثمّ أصرّوا هم على زيارة العمّة. ويخبر خالهم الشيخ مروان السلطاني "العربي الجديد" أنّهم قصدوا منزل العمّة رغبةً في تهنئة ابنها بنجاحه في امتحانات الثانوية العامة التي صدرت نتائجها في الليلة التي سبقت. يضيف الخال بحسرة: "نحن راضون بقضاء الله وقدره، لكنّ ما حصل فاجعة. هم سبقوا والدتهم إلى وجهتهم مستخدمين المصعد، ولحظة وقوع الغارة كانت الوالدة تنتظر عودة المصعد للحاق بهم، فيما شقيق زوجها وزوجته عند مدخل البناية". ويتابع الخال أنّ الغبار غطّى الوالدة التي صارت تصرخ "راحوا ولادي"، من ثمّ "اتّصلت شقيقتي بي مكرّرةً: راحوا ولادي. تعوا (تعالوا) شيلوهن (انتشلوهم) من تحت الأنقاض".

ويلفت الخال إلى أنّ "أميرة وحسن كانا بريئَين وطيّبَين"، ولعلّ صورهما التي انتشرت تبيّن ذلك بوضوح. يضيف أنّ حسن الذي وُجد تحت الأنقاض محتضناً أميرة، بحسب ما جرى تناقله، "كان حنوناً جداً على شقيقته، وهي كانت تحبّه وسع الدنيا. ولم يكن حسن وشقيقه الأكبر علي يتناولان الحلوى قبل أن تنتهي أميرة من قطعتها، لعلّها رغبت في أكثر من ذلك.. لهذه الدرجة كان الواحد منهم يحبّ الآخر".

ويكمل خال الشهيدَين أميرة وحسن أنّهما كانا "يتابعان تعليمهما في مدرسة أمجاد - الشويفات، وهي مدرسة مختلطة تستقبل تلاميذ وتلميذات من مختلف الطوائف". ويذكر أنّ "المدرسة نعت الصغيرَين، بإدارتها وهيئتها التعليمية"، قبل أنّ يشير إلى أنّ "حسن كان ذا سمعة طيّبة جداً في فريق كرة القدم المنتسب إليه، ولم يكن يتناول المياه قبل رفاقه".

ولا يخفي الخال تعلّقه بأميرة وحسن، فيقول بغصّة: "أميرة دلّوعتي وعمري.. وعمري راح معها. كانت قليلة الكلام، لكنّ الأمر كان مختلفاً في وجودي. أمّا حسن الغالي على قلبي، فكان طيّباً ولطيفاً. ونظراً إلى شغفه بالعلم والمعرفة والإيمان، كنت أقول له دائماً إنّ مكتبتي التي تضمّ كتباً علمية ودينية، كوني خرّيج الحوزة العلمية، سوف تكون لك من بعدي". وإذ يخبر: "نحن تربّينا على حبّ الوطن وعلى الالتزام الديني والمقاومة وحبّ الناس"، يشدّد على أنّ "لا إسرائيل تخيفنا ولا غيرها".

المساهمون