أطباء بلا حدود: 30% من الشهداء سقطوا في جنوب غزة "الآمن" بحسب الاحتلال

09 نوفمبر 2023
لا يستطيع أهالي قطاع غزة الهروب إلى أي من مناطقه إذ كلها مستهدفة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
+ الخط -

في تأكيد جديد على أن لا مكان آمناً في قطاع غزة، وهو الأمر الذي لا ينفكّ يردّده مسؤولون أمميون ودوليون وناشطون ومنظمات حقوقية وإنسانية منذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على القطاع المحاصر وأهله، أفادت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود - فرنسا إيزابيل دوفورني بأنّ "لا مناطق آمنة في غزة" وأنّ "نحو 30 في المائة من الشهداء سقطوا في جنوب القطاع".

وفي حين تدّعي سلطات الاحتلال أنّ مناطق جنوبي قطاع غزة آمنة، وقد أمرت سكان شمالي القطاع بالتوجّه إليها للنجاة من الاستهداف العسكري، بدت دوفورني حاسمة وهي تقول إنّ الناس لا يستطيعون الهروب إلى أيّ من مناطق غزة، إذ إنّ "إسرائيل تقصفها كلها من دون تمييز". وأتى كلام دوفورني في المؤتمر الإنساني الدولي حول قطاع غزة، الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس.

وإذ أشارت دوفورني إلى أنّ الدعوات الإسرائيلية لإخلاء المستشفيات في غزة "خطرة"، طالبت بضمانات بعدم قصفها، محذّرة من أنّ النظام الصحي في غزة ينهار. وقد دعت في سياق متصل إلى وقف إطلاق النار.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد عبّرت، في وقت سابق، عن الشعور بقلق بالغ على الزملاء في قطاع غزة، إذ يواصل كثيرون منهم العمل في مستشفياته من أجل توفير الرعاية الصحية المنقذة للحياة. وفي هذا الإطار، أفادت: "نكرر دعوتنا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار".

وأوضحت المنظمة أنّ سكان قطاع غزة يخسرون "أرواحهم وأفراداً من عائلاتهم ومنازلهم في كلّ أنحاء القطاع، في حين يفشل زعماء العالم في اتّخاذ أيّ إجراء مجدٍ" من شأنه أنّ يخفّف أو يضع حداً للمأساة التي يعيشها هؤلاء.

وقد نعت المنظمة، أمس الأربعاء، "محمد الأهل، أحد أعضاء فريقنا في غزة، الذي قُتل مع عدد من أفراد عائلته، في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري"، في غارة إسرائيلية على مخيّم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة.

وفي بيان النعي، شدّدت المنظمة على أنّ وقف إطلاق النار هو "السبيل الوحيد" لمنع وقوع وفيات في قطاع غزة الذي يتعرّض لحرب إسرائيلية مدمّرة، ولإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وجدّدت دعوتها إلى تنفيذ وقف إطلاق نار عاجل.

الصليب الأحمر: القضية الأساس إنقاذ حياة أهالي غزة

من جهتها، أفادت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر بأنّ إنقاذ حياة الناس في قطاع غزة هي القضية الأساس، وذلك خلال مشاركتها في المؤتمر الإنساني الدولي حول قطاع غزة اليوم.

وقالت سبولياريتش إيغر إنّه من غير المقبول أن يكون الوضع الإنساني الكارثي في غزة قد استمرّ شهراً، ومن غير المقبول أن يستمرّ مدّة أطول.

وفي هذا الإطار، طالبت سبولياريتش إيغر الدول المشاركة في المؤتمر بحماية المدنيين، وباستخدام نفوذها لتطبيق القوانين الخاصة بالحرب في المنطقة المشتعلة. وشدّدت على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة سريعاً، وكذلك حماية العاملين في مجال الإغاثة والمدنيين في القطاع. ورأت أنّه لا بدّ من السماح للعائلات النازحة بالعودة.

المجلس النرويجي للاجئين: عقاب جماعي يُنفَّذ في غزة

في سياق متصل، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، اليوم الخميس، إنّ وقفاً عاجلاً لإطلاق النار في قطاع غزة هو أمر ضروري جداً، لمنع وقوع مزيد من الضحايا بين المدنيين.

أضاف إيغلاند أنّه "لا يمكن الانتظار دقيقة واحدة إضافية قبل تنفيذ وقف إطلاق نار إنساني أو رفع الحصار الذي يمثّل عقاباً جماعياً". وأوضح أنّ "نزيف الأرواح سوف يستمرّ من دون وقف لإطلاق النار ورفع للحصار ووقف للقصف العشوائي والحرب".

ووصف الناشط النرويجي شاحنات المساعدات القليلة التي تدخل إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر بأنّها "رمزّية"، مؤكداً أنّها لن تستطيع في أيّ حال من الأحوال أن تلبّي الحاجات الهائلة. وبالتالي، طالب بأن يُصار إلى إدخال الإمدادات المنقذة للحياة من كلّ المعابر المؤدية إلى غزة.

ولفت إيغلاند إلى أنّ العاملين في مجال الإغاثة في قطاع غزة، بما في ذلك فريق المجلس النرويجي للاجئين، يقعون كذلك ضحية القصف والحصار، مبيّناً أنّهم لا يستطيعون القيام بمهامهم إلا عند توقّف القصف.

وكان إيغلاند قد بيّن، أمس الأربعاء، بأنّ "مناشدات يائسة تصل إلينا بصورة متزايدة من العاملين لدينا في المجال الإنساني في قطاع غزة المغلق، من أجل الحماية والمساعدة". وشدّد على أنّه "من غير المقبول عدم قيام وقف إنساني لإطلاق النار وإنشاء ممرّ إنساني وإنهاء للحصار الخانق حتى الآن".

في سياق متصل، أفادت بيانات المجلس بأنّ تضرُّر أكثر من 220 ألف وحدة سكنية من جرّاء الحرب على غزة يؤثّر سلباً على أكثر من مليون فلسطيني في القطاع المحاصر. أضاف أنّ تدمير أكثر من 40 ألف وحدة يعني أنّ أكثر من 200 ألف فلسطيني لا يملكون أيّ منزل يعودون إليه. وأكد المجلس أنّ 50 في المائة في مساكن قطاع غزة هي إمّا مدمّرة كلياً وإمّا متضرّرة من جرّاء القصف الإسرائيلي.

تجدر الإشارة إلى أنّ ائتلافاً يضمّ 13 مجموعة إغاثية، من بينها أطباء بلا حدود ومنظمة العفو الدولية وأوكسفام والمجلس النرويجي للاجئين والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، طالب قادة العالم بالضغط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد أكثر من شهر على الحرب الإسرائيلية على القطاع. أتى ذلك، أمس الأربعاء، عشية استضافة باريس المؤتمر الإنساني الدولي المخصص للوضع في قطاع غزة.

(العربي الجديد، رويترز، الأناضول، فرانس برس)

المساهمون