4 قتلى برصاص قوات الأمن السودانية في مليونية 30 ديسمبر

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
30 ديسمبر 2021
موجهات بين الشرطة ومواكب 30 ديسمبر ضد الإنقلاب العسكري
+ الخط -

قتل أربعة متظاهرين في مواجهات عنيفة بين المشاركين في مليونية 30 ديسمبر/ كانون الأول وقوات الشرطة السودانية.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، مساء اليوم الخميس، عن مقتل 3 من المشاركين بنيران قوات الأمن في مواكب منطقة أم درمان، مشيرة إلى أن "السلطة الانقلابية تمارس أبشع الانتهاكات في حق الشعب الآن، وتواصل ارتكاب مجازرها في تعتيم إعلامي لن يستر عورة السقوط الحتمي، حيث تتواصل المطاردات داخل الأحياء مع إطلاق الرصاص الحي والانتهاك السافر لحرمات المنازل".

وعادت اللجنة لتعلن في وقت لاحق عن سقوط قتيل رابع، مشيرة إلى أنهم أصيبوا جميعًا بالرصاص الحي الفتاك، وبمقتل 4 من المتظاهرين، يرتفع عدد الذين سقطوا منذ الانقلاب العسكري إلى 52 شخصاً.

وأدانت السفارة الأميركية، مقتل المتظاهرين الأربعة وإصابة العشرات خلال مظاهرات اليوم، كما شجبت السفارة في بيان الهجمات العنيفة التي تشنها أجهزة الأمن السودانية على وسائل الإعلام والصحافيين، وحثت السلطات على حماية حرية الصحافة.

ومن جهته، حمل تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير قادة الانقلاب العسكري مسؤولية جرائم قتل الثوار، التي يقول التحالف إنها لن تسقط بالتقادم، مؤكداً أن عودة الانقلابيين لاستعمال الرصاص الحي لن تثني بنات وأبناء الشعب عن مواصلة المعركة.

وحث بيان لقوى الحرية والتغيير الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة على مطالبة مجلس الأمن بتكوين لجنة دولية مستقلة للتحقيق في مقتل ما يزيد على خمسين من الثوار السلميين بالرصاص الحي، والعمل على حماية المدنيين.

وأضاف أن السلطات الانقلابية تصدت للمواكب السلمية واستخدمت القمع المفرط وأوقعت إصابات مباشرة بالثوار السلميين، كما اعتقلت عدداً من أعضاء لجان المقاومة في العاصمة والأقاليم، واعتدت على المواطنين العزل وحرمة منازلهم، وما زالت تواصل انتهاكاتها لحرية الصحافة والإعلام وتعتدي على المراسلين ووسائل الإعلام وتعيق عملهم.

وتجمع آلاف المحتجين في نقاط مختلفة للتوجه نحو محيط القصر الرئاسي، اليوم الخميس، استجابة لدعوات من لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين وقوى إعلان الحرية والتغيير، حيث بادرت قوات الشرطة، التي انتشرت بكثافة، إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وحاصرت المحتجين بميدان شورني القريب ومنطقة أبراج النيلين السكنية، قبل أن يستعيد المتظاهرون زمام المبادرة ويتقدموا من جديد نحو القصر الرئاسي.

وتحاول تجمعات أخرى بمدينة الخرطوم بحري وأم درمان عبور الجسور التي أغلقتها السلطات الأمنية بالكتل الخرسانية والحاويات لمنع وصول المحتجين إلى القصر، كما حدث في الأسبوعين الماضيين.

وعلى الرغم من قطع الاتصالات الهاتفية، فإن معلومات أولية أشارت إلى خروج مواكب في مدن سودانية أخرى، مثل مدينة بورتسودان الساحلية، حيث انضم عشرات الأشخاص لموكب قمعته السلطات الأمنية وحاصرت المشاركين فيه داخل جامعة البحر الأحمر، واعتقلت عددًا منهم، كما شهدت كل من مدن كسلا وعطبرة ومدني تظاهرات مماثلة.

وسبقت المواكب وقفات احتجاجية لعدد من الكيانات النقابية، مثل نقابة العاملين بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.

سودانيون: متمسكون بالشارع لإسقاط الانقلاب

وأكد عدد من المشاركين، خلال أحاديث لهم مع "العربي الجديد"، عدم التراجع رغم عنف القوات الانقلابية، إذ قالت المشاركة زينب الريح إن "مكان العسكر ليس كرسي الحكم، وإنما الثكنات"، فيما شددت على أهمية حلّ "الدعم السريع"، مبدية رفضها لأي مقترح للتفاوض مع العسكر.

أما المشارك عبد الرحيم الطيب، فقد أكد هو الآخر أن "المواكب ستنتصر في النهاية، وأن الشبان في الطرقات عازمون على إسقاط الانقلاب"، في حين يؤكد المشارك عمار أبوشيبية أن "الشارع السوداني يتحلى في حراكه الثوري بكامل السلمية للتعبير عن نفسه رفضاً للانقلاب العسكري على السلطة المدنية، وصولاً لحكومة مدنية بطريقة ديمقراطية".

وأشار المشارك عباس العمرابي إلى أن مليونيات الشعب السوداني "ستنتهي بوضع (قائد الجيش عبد الفتاح) البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) في سجن كوبر القومي"، مبينًا أن "السودانيين خرجوا بإيمان تام متحدين العنف اليومي تجاه الاحتجاجات السلمية".  

وتطالب مليونية 30 ديسمبر/ كانون الأول، التي تعد الثانية عشرة منذ الانقلاب العسكري، بعودة الحكم المدني ومحاكمة المتورطين في الانقلاب.

وكانت السلطات الأمنية قد استبقت مليونية اليوم بفرض طوق أمني على منطقة وسط الخرطوم، حيث مقر القصر الرئاسي، وأغلقت الجسور الرابطة بين المنطقة ومدينتي الخرطوم بحري وأم درمان ومناطق شرق النيل، وذلك بغرض منع المشاركين من الوصول إلى محيط القصر، كما نشرت وحدات من الشرطة والمخابرات والجيش والدعم السريع، وأغلقت الطرق المؤدية لمحيط القيادة العامة للجيش وشارع أفريقيا المؤدي إلى مطار الخرطوم الدولي.

القوات الأمنية تغلق الطرقات والجسور بالمتاريس والمركبات العسكرية في الخرطوم (الأناضول)

السلطات تشن حملة اعتقالات واسعة

كما شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة وسط قيادات لجان المقاومة والناشطين، مستندة إلى الصلاحيات التي منحها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان (بموجب أمر الطوارئ) للقوات النظامية، من مخابرات وجيش وشرطة وقوات دعم سريع، في اعتقال من يتوقع مشاركتهم في أعمال صنفها "أمر الطوارئ" "أعمالًا تخريبية".

وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان، اليوم الخميس: "تنفذ القوات والمليشيات المأجورة التابعة للمجلس العسكري الانقلابي حملة مسعورة من الاعتقالات تستهدف عضوية القوى الثورية في لجان المقاومة والقوى النقابية".

وأضاف: "يظن المجلس العسكري وغطاؤه المدني أن هذه الممارسات القمعية وغير القانونية ستثني القوى الثورية عن حركتها المقاومة الصامدة وأهدافها في إسقاط الانقلاب العسكري".

وفي الأسبوعين الماضيين، نجح آخر موكبين وسط الخرطوم في اجتياز كل الحواجز والإجراءات الأمنية والوصول إلى محيط القصر الرئاسي.

وأعلن عدد من المدارس والمؤسسات الحكومية والمجال التجارية بمنطقة وسط الخرطوم عن الإغلاق تحسباً لأي أعمال عنف.

ودعت تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم، في بيان لها نشرته على منصات التواصل الاجتماعي، للخروج في مليونية الثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول، رافعين شعار "سلميين غير مخربين، موحَّدين لا متفرقين أشتاتاً، شيباً وشباباً مترابطين".

وحدد البيان مسارات المليونية المتوجهة صوب القصر الجمهوري عددا من نقاط التجمع، أهمها محطة باشدار، وأبو حمامة، وحجازي والقرشي، على أن تتحرك جميعها نحو القصر في الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي، كما أصدرت لجان مقاومة أم درمان والخرطوم بحري بيانات مماثلة تحديا لقرار إغلاق الجسور.

ونبهت اللجان المشاركين إلى ضرورة وضع متاريس قوية وكبيرة في أغلب الشوارع الرئيسية والفرعية شرقاً وغرباً وشمالاً لحماية المواكب.

وكان عدد من أحياء الخرطوم قد شهد، أمس الأربعاء، تظاهرات ليلية للترويج لمليونية اليوم، كما نظمت نقابات الصحافيين والمحامين والمهندسين وقفات احتجاجية مناهضة للانقلاب العسكري.

من جهتها، دعت السفارة الأميركية بالخرطوم السلطات السودانية إلى "احترام حق المواطنين في التعبير عن تطلعاتهم الديمقراطية"، محذرة من استخدام القوة وسلاح الاعتقالات التعسفية.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول، تاريخ الانقلاب العسكري بواسطة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تنوعت أشكال مقاومة السودانيين للانقلاب بين المواكب، والوقفات الاحتجاجية، والعصيان المدني، والمليونيات التي تكررت 12 مرة، منها 5 خلال الشهر الحالي وحده.

ولقي ما لا يقل عن 48 شخصاً مصرعهم، وأصيب واعتقل المئات خلال المليونيات، بينما تحدثت مجموعات حقوقية عن اغتصاب 13 من النساء أثناء تفريق الاحتجاجات، وهي الأنباء التي وجه مجلس السيادة بالتحقيق فيها.

وتقول مجموعة محامو الطوارئ، وهي جماعة تكونت لمساعدة المعتقلين والمتأثرين بانتهاكات الانقلاب، إن الأفعال المشكلة للجرائم ضد الإنسانية تنوعت في الأسابيع الأخيرة، مشيرة، في بيان لها، إلى أن "المجموعة الانقلابية تقوم بهجوم ممنهج وواسع النطاق في مواجهة الأشخاص، من خلال القبض عليهم وسجنهم واحتجازهم وتسبيب آلام لهم، مما يدخل ذلك تحت طائلة المادة 186 من القانون الجنائي لسنة 1991، وقد يمتد الجزاء إلى الإطار الدولي عندما ينعقد الاختصاص للمحكمة الجنائية الدولية".

ذات صلة

الصورة
سودانيات نزحن إلى القضارف بسبب ويلات الحرب، 6 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)

مجتمع

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وخصوصاً قوات الدعم السريع، ارتكبا "أعمال عنف جنسي واسعة النطاق".
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.
الصورة
تحقيق تهريب السوريين

تحقيقات

للمرة الثانية يضطر السوريون إلى ترك كل ما يملكون وراء ظهورهم للنجاة بحياتهم، فراراً من حرب السودان، إذ يسلكون دروباً صحراوية شديدة الخطورة للانتقال إلى مصر
الصورة
مسيرة في الأردن تنديدًا بالحرب على غزة (العربي الجديد)

سياسة

شارك الآلاف في الأردن بمسيرة شعبية حاشدة بعد ظهر اليوم الجمعة، انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان، تنديدًا بالحرب الإسرائيلية على غزة.
المساهمون