عاش قطاع غزة في الأسبوع الأخير حالة من التوتر، على خلفية تصعيد لا يزال "محدود الأفعال" بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وعلى وقع غياب شبه تام للدور المصري الناظم للعلاقة بين الجانبين، والمخفف من حالات الاحتقان. وشهد القطاع، خلال الأيام الأخيرة، إطلاق عشرة صواريخ وقذائف هاون على الأراضي المحتلة، فيما استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية ومدفعيته الثقيلة مواقع للمقاومة الفلسطينية، في مناطق مختلفة من القطاع. واستهدفت الصواريخ وقذائف الهاون مستوطنة "سديروت" شمالي القطاع، وعسقلان والنقب، ومجمع "أشكول" ومحيطه، وفق تقرير الاحتلال. وأخلت الأجهزة الأمنية والشُرطية في القطاع، ليل الجمعة ـ السبت، مواقعها، خشية من تطور الأوضاع الميدانية، في ضوء التهديدات التي أطلقتها مستويات مختلفة في دولة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع بتوسيع دائرة الهجوم عليه. وقالت مصادر مقربة من المقاومة الفلسطينية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الصواريخ التي أطلقت من غزة على الأراضي المحتلة تحمل رسالة تعبير عن حالة الغضب من خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، والتي أعلن تفاصيلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام، بعد أن كان قد عمد إلى تطبيق الجزء الأكبر منها على الأرض في السنوات الأخيرة.
وأشارت المصادر إلى أنّ إطلاق هذه الصواريخ وعلى مناطق قريبة من السياج الحدودي الفاصل ومفتوحة (ليس بها سكان) يؤكد أنّ لا نية للوصول إلى حالة من الحرب مع الاحتلال، لأنّ القطاع غير مستعد في الوقت الحالي. وتراهن المقاومة، وفق المصادر ذاتها، على أنّ الاحتلال الإسرائيلي غير جاهز كذلك للذهاب إلى حرب شاملة ومعركة، لاهتمامه بالجبهة الشمالية مع لبنان وسورية، ولمعرفته بأنّ لدى المقاومة ما يمكن أن يفاجئه في أي عدوان شامل.
غير أنّ لا ضمانة حتى الآن بأنّ لا تتدحرج كرة الثلج ويصبح التصعيد عدواناً جديداً على القطاع، مع استمرار غياب الراعي المصري، واستمرار تنصّل الاحتلال الإسرائيلي من تفاهمات تخفيف الحصار التي أبرمت قبل عامين برعاية أممية ومصرية وقطرية بين "حماس" والاحتلال. وعلى الأرض، يستمر ناشطو مسيرات العودة وكسر الحصار في إطلاق البالونات الحارقة تجاه الأراضي المحتلة، في رسالة واضحة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ التفاهمات المبرمة والعودة إلى تنفيذ التسهيلات في غزة.
غير أنّ لا ضمانة حتى الآن بأنّ لا تتدحرج كرة الثلج ويصبح التصعيد عدواناً جديداً على القطاع، مع استمرار غياب الراعي المصري، واستمرار تنصّل الاحتلال الإسرائيلي من تفاهمات تخفيف الحصار التي أبرمت قبل عامين برعاية أممية ومصرية وقطرية بين "حماس" والاحتلال. وعلى الأرض، يستمر ناشطو مسيرات العودة وكسر الحصار في إطلاق البالونات الحارقة تجاه الأراضي المحتلة، في رسالة واضحة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ التفاهمات المبرمة والعودة إلى تنفيذ التسهيلات في غزة.
ويحمل إطلاق البالونات الحارقة أيضاً رسالة لمصر التي تلكأت، في الآونة الأخيرة، في متابعة ملف التفاهمات والتسهيلات لغزة، وغابت عن المشهد على نحو مفاجئ، حتى قبل أن تُبدي غضبها على مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في جنازة قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتيل بغارة أميركية في بغداد. وخالف هنية في الزيارة اتفاقاً شفوياً مع المخابرات المصرية قضى بأنّ لا يزور إيران، ما أثار حالة من التوتر الخفي بين الجانبين، لكنه لن يصل إلى القطيعة التامة، لحاجة مصر إلى الاستقرار والهدوء في القطاع من جهة، ولرغبتها في استمرار العمل كوسيط بين الفصائل، خصوصاً "حماس" وإسرائيل، من جهة ثانية. وكان مجدولاً زيارة الوفد الأمني المصري إلى غزة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، لكنه لم يحضر ولم يقدم تبريرات لعدم مجيئه إلى القطاع، ما أعطى الفصائل الفلسطينية، تحديداً حركة "حماس"، مؤشرا على توتر وإنّ كان محدوداً حتى الآن في العلاقة مع مصر.
وفي سياق ذي صلة، لا يزال قائد حركة "حماس" في قطاع، غزة يحيى السنوار، مختفياً عن الأنظار منذ أكثر من شهرين، ولم يظهر إلا مرة واحدة ولدقائق معدودة في مسقط رأسه مدينة خان يونس جنوب القطاع. ولم يشارك السنوار علانية في أي لقاء مع مسؤول أممي أو دولي من الذين حضروا للقطاع منذ ذلك الوقت، على عكس عادته في التعاطي الإيجابي مع الوفود الزائرة وجلوسه معهم للتباحث حول أوضاع القطاع. ويعطي هذا الأمر دلالة واضحة على أنّ "حماس" تخشى من اغتيال الاحتلال للسنوار، لا سيما في ظل تحميله اسرائيلياً مسؤولية عدة هجمات سابقة، واعتباره "العمود الفقري" للحركة في غزة في السنوات الأخيرة.
وفي سياق ذي صلة، لا يزال قائد حركة "حماس" في قطاع، غزة يحيى السنوار، مختفياً عن الأنظار منذ أكثر من شهرين، ولم يظهر إلا مرة واحدة ولدقائق معدودة في مسقط رأسه مدينة خان يونس جنوب القطاع. ولم يشارك السنوار علانية في أي لقاء مع مسؤول أممي أو دولي من الذين حضروا للقطاع منذ ذلك الوقت، على عكس عادته في التعاطي الإيجابي مع الوفود الزائرة وجلوسه معهم للتباحث حول أوضاع القطاع. ويعطي هذا الأمر دلالة واضحة على أنّ "حماس" تخشى من اغتيال الاحتلال للسنوار، لا سيما في ظل تحميله اسرائيلياً مسؤولية عدة هجمات سابقة، واعتباره "العمود الفقري" للحركة في غزة في السنوات الأخيرة.