عباس للغرب: مفاوضات السلام وإلا انتفاضة لا أريدها

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
23 سبتمبر 2015
7C80D084-8619-4F11-BA3E-9E23C1039977
+ الخط -
يحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جولته الدولية التي بدأت في فرنسا قبل يومين، ويواصلها اليوم الأربعاء في روسيا ومن ثم الولايات المتحدة، من مخاوف اندلاع انتفاضة لا يريدها، لكنه لن يستطيع منعها، في حال استمر العالم في إدارة ظهره لما تقوم به حكومة الاحتلال من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تقول مصادر فلسطينية مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن "عباس كان واضحاً في عكس مخاوفه من انفلات كبير في الأراضي الفلسطينية سيؤدي إلى انتفاضة عمل طوال سنوات حكمه العشر على عدم انطلاقها، لكن الاعتداءات الإسرائيلية اليومية تسرّع من احتمال انطلاق هذه الانتفاضة".

وتؤكد المصادر "أن عباس يعرض مخاوفه أمام رؤساء الدول الفاعلة، بدءاً من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي التقاه يوم الثلاثاء، وصولاً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيلتقيه ظهر اليوم في موسكو، إلى وزير الخارجية الأميركية جون كيري، في محاولة أخيرة لإقناعهم بالتحرك وتحريك المياه التي جمدتها إسرائيل في قنوات السلام الضيقة أصلاً"، مشددة على أن الرئيس الفلسطيني "يريد العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل لكن بشروط تضمن مخرجات مجدية عبر مفاوضات محددة بسقف زمني".

وكانت أنباء قد ترددت عن إرسال عباس رسائل سياسية إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأمر الذي سارع السفير الفلسطيني في فرنسا هائل الفاهوم صباح أمس الثلاثاء إلى نفيه، مؤكداً أن عباس "لم يرسل أي رسائل سياسية شفوية عبر دبلوماسيين فرنسيين إلى نتنياهو بضرورة لقائه وبحث كيفية استئناف المفاوضات".

وترى المصادر الفلسطينية نفسها أن مخرجات لقاء الرئيس الفلسطيني بالرئيسين الفرنسي والروسي، ووزير الخارجية الأميركي، ستحدد خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لذلك يبذل جهوداً كبيرة في إقناع هذه الأطراف بالتحرك ودعمه عبر إرغام إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات وفق سقف زمني، وعقد مؤتمر دولي موسّع لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا تحتكره الولايات المتحدة الأميركية كما جرت العادة.

وكان عباس قد حذر خلال لقائه الرئيس الفرنسي من مخاطر اندلاع "انتفاضة لا نريدها"، في حال استمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، بحق المسجد الأقصى المبارك. وقال في ختام لقائه مع هولاند، إن "ما يحصل خطير جداً"، وحث نتنياهو على وقف هذه الممارسات، محذراً من "الفوضى"، واندلاع "انتفاضة لا نريدها".

من جهته، دعا هولاند إلى "التهدئة واحترام المبادئ"، بعد المواجهات العنيفة التي استمرت عدة أيام في باحة المسجد الاقصى في القدس. وأضاف: "عبّرت عن تمسكنا بعدم تغيير شيء في المسجد الأقصى"، في إشارة إلى الوضع القائم في الأقصى منذ عام 1967.

اقرأ أيضاً: هولاند يدعو للتهدئة بالأقصى وعباس يحذر من انتفاضة جديدة

وتؤكد مصادر مقربة من الرئاسة الفلسطينية أن فرنسا لن تُقدِم على تقديم مشروع إنهاء الاحتلال أمام مجلس الأمن الدولي على الرغم من إلحاح عباس على أهمية هذا المشروع، وذلك بسبب رفض الولايات المتحدة الأميركية للمشروع جملة وتفصيلاً.

وتقلل مصادر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، من أهمية الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة، مؤكدة أنه "لن تكون هناك قنبلة كما تحدّث الرئيس، وهذا تكتيك لإرغام المجتمع الدولي للتحرك وإرغام إسرائيل على العودة لطاولة المفاوضات". وتقول المصادر: "بالطبع سيتخلل الخطاب الإعلان عن قرارات جدية ليعرف المجتمع الدولي أن الفلسطينيين لم يعودوا يحتملون المزيد من الإهمال بقضيتهم، واستفراد الاحتلال بهم". وحول طبيعة هذه القرارات الجدية، تؤكد أن "عباس سيعلن عن وقف العمل في 22 بنداً من اتفاقية أوسلو".

من جهته، يؤكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد المجدلاني، لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس الفلسطيني سيعلن وقف الالتزامات المتقابلة بموجب الاتفاق المرحلي "أوسلو". أما بالنسبة لإعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال، فيقول المجدلاني: "هذا أمر منطقي ومفروغ منه".

لكن القيادي في "الجهاد الإسلامي" أحمد العوري، يقلل في تصريحات لـ"العربي الجديد" من أهمية خطاب عباس، قائلاً: "لن يكون هناك شيء جوهري في خطاب الرئيس عباس، وربما يقتصر الأمر على مطالبات لوقف بعض البنود في اتفاقية أوسلو وتعديلات على اتفاقية باريس، وهي قضايا ناقشها الفلسطينيون قبل عشرة أعوام وتوصلوا إلى أهمية إلغائها لأن إسرائيل لا تلتزم بها من جهة، ولأنها تضر بالمصالح الوطنية والاقتصادية للفلسطينيين من جهة أخرى".

وفي الوقت الذي يواصل فيه عباس البحث عن أي أفق سياسي عبر تجنيد دولي لإرغام إسرائيل على العودة لمفاوضات مجدية بسقف زمني، يواصل في الوقت نفسه جهوده لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، ومن المتوقع أن يلتقي اليوم الأربعاء بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة الروسية موسكو، لبحث مبادرة جديدة تطرحها حركة "حماس" لإنهاء الانقسام وعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الذي تشترطه "حماس" وغالبية الفصائل الفلسطينية كضرورة يجب أن تسبق انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني نهاية العام الحالي.

اقرأ أيضاً: عباس يطمئن إسرائيل: لا حل للسلطة ولا إلغاء لأوسلو

ذات صلة

الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
علما إسرائيل والإمارات في مبنى القنصلية الإسرائيلية بدبي، يونيو 2021 (كريم صاحب/فرانس برس)

سياسة

اندلعت أزمة دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، بسبب 100 كيلوغرام من التمور مع نوى، والتي وصفتها أبوظبي بأنها "صدع" حقيقي.
الصورة
طائرة مسيّرة تحمل علم حزب الله 21- 5-2023 (أنور عمرو/ فرانس برس)

سياسة

مما يستدلّ به على العجز الإسرائيلي إزاء الجبهة الشمالية، هو ما سرّب عن مصدر بالجيش للإعلام، تعقيباً على الاختراق الذي حققته مسيّرة حزب الله في حيفا.
الصورة
بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من النصيرات في غزة، 9 يونيو 2024 (خميس الريفي/ فرانس برس)

منوعات

رفضت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الادعاءات "غير الواقعية" في الإعلانات الإسرائيلية التي تستهدفها على محرك البحث غوغل.
المساهمون