أثار مقطع فيديو للرئيس السوداني المعزول عمر البشير وهو يتجول بحرية داخل مستشفى عسكري بالخرطوم جدلاً حول حقيقة مرضه، وعزز الشكوك لدى البعض بتواطؤ العسكر مع نظامه البائد.
ونُشر المقطع على وسائط التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، وظهر فيه البشير مرتدياً جلباباً سودانياً خالصاً، ويبدو بصحة جيدة وروح معنوية عالية، ليدخل إلى غرفة، قيل إنها لأحد المرضى، جاءه البشير لمعاودته والاطمئنان على صحته، فيما لم ترد معلومات عن هوية المريض.
ونُقل البشير من سجن كوبر بالخرطوم لمستشفى علياء العسكري في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعد إصابته بفيروس كورونا، حسب ما نُشر من معلومات حينها، لكنه بقي في المستشفى طوال المدة الماضية بحجة أن صحته لا تسمح بإعادته للسجن مرة أخرى.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول، لم يحضر البشير أي من جلسات محاكمته بقضية تدبير وتنفيذ الانقلاب العسكري في العام 1989 والذي بموجبه سيطر على الحكم لمدة 30 عاماً، حيث تغيب عن كل الجلسات وسط اعتراضات من هيئة الاتهام.
وتثار الشكوك حول حقيقة مرض البشير ويرجح البعض أن نقله من السجن والتعامل الجيد الذي يجده داخل المستشفى العسكري هو جزء من اتفاق غير مكتوب بين النظام القديم والانقلاب العسكري الحالي بقيادة عبد الفتاح البرهان.
تعليقا على ذلك، قال عضو هيئة الاتهام ضد البشير في محكمة تدبير انقلاب 1989، المحامي معز حضرة، لـ"العربي الجديد"، إن "مقطع الفيديو المتداول يؤكد الشكوك في التقارير الطبية التي تصل للمحكمة"، معتبراً أنها "ملفقة ولا علاقة لها بالحقيقة"، وأوضح أن "هيئة الدفاع طلبت في وقت سابق من المحكمة مدها بصورة عن التقارير الطبية توطئة للطعن ضدها"، مؤكداً أن الهيئة ستواصل المطالبة بذلك، "حتى يرجع البشير إلى سجنه في كوبر ويحضر جلسات المحكمة للدفاع عن نفسه".
وحول الأنباء التي تم تداولها في الأيام الماضية عن نية العسكر تحويل البشير للإقامة الجبرية، أوضح حضرة أن "القانون ليس فيه مكان لتحويل متهم للإقامة الجبرية فإما السجن أو المستشفى في حالة المرض".
من جهته، قال المحامي الشيخ النذير الطيب، من هيئة الدفاع عن البشير، إن "الصورة التي ظهر بها في مقطع الفيديو تؤكد بالفعل أنه بصحة جيدة لحظة تصوير الفيديو"، مبيناً أن "البشير يعاني من ارتفاع ضغط الدم فقط ويحتاج إلى عناية طبية مستمرة طبقاً للتقارير الطبية الصحيحة التي تسلمها هيئة الدفاع للمحكمة".
وأوضح الطيب، لـ"العربي الجديد"، أن "وجود البشير في المستشفى لم يؤثر على سير إجراءات محاكمته، فالجلسات مستمرة ومحاميه موجود في كل الجلسات"، مضيفا "كل ما يثار الآن الغرض منه إثارة بلبلة سياسية".
وأوضح الطيب أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وعد بإطلاق سراح جميع المحتجزين السياسيين، معتبراً أن "القرار يجب أن يشمل الجميع بمن فيهم البشير ومن معه، على ألا ينحصر فقط بمجموعة الحرية والتغيير".