استمع إلى الملخص
- **تغيير الهوية الوطنية:** تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة تحركات لتغيير أسماء الشوارع والمدارس والمؤسسات العامة، بهدف إعادة تشكيل الهوية الوطنية بما يتناسب مع توجهات الجماعة.
- **استغلال القضية الفلسطينية:** يحذر مراقبون من استغلال الحوثيين لمشاعر اليمنيين نحو القضية الفلسطينية لطمس معالم ورموز الثورة، مما يواجه رفضًا شعبيًا واسعًا.
تواجه جماعة أنصار الله (الحوثيين) موجة من الرفض الشعبي بعد محاولتها الفاشلة لتغيير اسم "شارع الزبيري"، أحد أكبر وأشهر شوارع العاصمة صنعاء، إلى "شارع إسماعيل هنية"(رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي اغتالته إسرائيل)، في محاولة لطمس معالم ثورة 26 سبتمبر 1962. جاء هذا القرار وسط استياء واسع من المواطنين الذين اعتبروا الخطوة استهدافاً واضحاً لرموز الثورة والنظام الجمهوري، وليس تعبيراً عن حب أو تقدير للقيادي الفلسطيني إسماعيل هنية.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها جماعة الحوثي تغيير اسم الشارع؛ ففي عام 2014 فشلت أيضاً في استبدال اسمه إلى "شارع الرسول الأعظم"، بسبب اعتراضات واسعة من الشارع اليمني الذي ظل متمسكاً باسم الزبيري، الشاعر والثائر اليمني البارز.
الخطوة الأخيرة تأتي في إطار سلسلة من التحركات الحوثية لتغيير أسماء الشوارع والمدارس والمؤسسات العامة بهدف إعادة تشكيل الهوية الوطنية بما يتناسب مع توجهاتها. ففي وقت سابق، غيّرت الجماعة اسم "مدرسة علي عبدالمغني" (مفجر وقائد ثورة 1962) إلى "مدرسة محمد بن عبدالله النفس الزكية"، كما قامت بتغيير أسماء مدارس أخرى مثل "خالد بن الوليد" إلى "الإمام الهادي"، و"عمر المختار" إلى "علي بن الحسين". لم تتوقف محاولات الحوثيين عند تغيير الأسماء فقط؛ بل امتدت إلى فرض منهج طائفي في جامعة صنعاء، وإحياء مناسبات دينية خاصة بالجماعة مثل ذكرى الصرخة وذكرى يوم الولاية.
وحذر مراقبون من محاولات الحوثيين توظيف القضية الفلسطينية واستغلال مشاعر اليمنيين نحوها في سياستهم الرامية إلى طمس معالم ورموز ثورة 26 سبتمبر. تتمثل هذه المحاولات في حذف كل ما يتعلق بالثورة من المناهج الدراسية، واستبدالها بدروس تُعزز توجهات الجماعة وأيديولوجيتها الطائفية.
وفي الشأن، أكد الصحافي عمر النهمي في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن تسمية شارع الزبيري باسم شارع إسماعيل هنية ليست المحاولة الأولى لجماعة الحوثي في محاولة طمس الرموز الثورية لثورة 26 سبتمبر، إذ سبق أن قامت المليشيا بتغيير اسم مدرسة الشهيد علي عبد المغني، لكنها واجهت رفضًا شعبيًا واسعًا. وأوضح النهمي: "لست قلقاً من هذه الخطوات، فالرفض الشعبي للإمامة متجذر في الذاكرة الجمعية لليمنيين، ولا يمكن للافتة اسم جديد أن تمحو الرموز الوطنية والتاريخية التي ارتبطت بوجدان الشعب".
وأشار النهمي إلى أن الحوثيين حاولوا سابقاً تغيير اسم شارع الزبيري إلى شارع الرسول الأعظم، لكنهم فشلوا في مواجهة الوعي العام لدى اليمنيين الذين احتفظوا باسم الزبيري باعتباره من أبرز رموز ثورة سبتمبر، الثورة التي نقلت اليمنيين من ظلام الإمامة إلى نور الجمهورية. وأضاف: "استغلال الحوثيين لعواطف اليمنيين تجاه القضية الفلسطينية لتمرير مخططاتهم سيظل مرفوضًا، لأن الانتماء الوطني يمثل أولوية لدى اليمنيين، ومن يكفر بثورة سبتمبر والنظام الجمهوري لا يمكن أن يؤمن ويناصر القضية الفلسطينية".
وفي السياق ذاته، علقت المواطنة اليمنية سعاد خالد، لـ"العربي الجديد": "إذا كان الحوثيون يريدون تسمية شارع باسم الشهيد إسماعيل هنية، فعليهم تغيير اسم شارع إيران في صنعاء. سنبارك الخطوة كيمنيين إذا فعلوا ذلك، لكنهم بمحاولاتهم تغيير أسماء رموز ثورة سبتمبر مثل الزبيري وعلي عبدالمغني، يجب أن يدركوا أن هذه الثورة محفورة في قلوب اليمنيين".