عون: اتصالات ترسيم الحدود البحرية قطعت شوطاً متقدماً

14 سبتمبر 2022
تفاؤل لبناني حذر وسط حديث مسؤولين عن تقدّم في الملف (حسين بيضون/ العربي الجديد)
+ الخط -

دخل ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مراحل متقدِّمة في المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة، التي يتوسّط فيها الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين، و"يجتهد" في سبيل إزالة الفجوات التي تحول دون التوصل إلى حلٍّ نهائيٍّ يرضي الطرفَيْن، وسط توقعات بقرب اتفاق أولي غير نهائي يعيد استئناف المفاوضات التقنية غير المباشرة، برعاية الأمم المتحدة في الناقورة جنوباً، والمتوقفة منذ مايو/ أيار 2021. 
 
لوحِظ تفاؤل حذر على المستوى اللبناني، مقروناً بحديثٍ لدى المسؤولين المطلعين على المفاوضات عن تقدّم في الملف، وأن المسألة لم تعد تحتاج إلا لأيام للوصول إلى نتيجة، كما أعلن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، في حديثٍ تلفزيوني، مُعبِّراً عن ميله إلى "الإيجابية"، لأن هناك مصلحة لدى الجميع بإنهاء هذا الملف.
 
وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن "الاتصالات لإنجاز ملف الترسيم قطعت شوطاً متقدماً حقق فيها لبنان ما يجعله قادراً على استثمار ثروته في مياهه، وإن ثمة تفاصيل تقنية يتم درسها حالياً لما فيه مصلحة لبنان وحقوقه وسيادته".

وأضاف عون، بحسب الرئاسة اللبنانية، أن إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية سيمكّن لبنان من إطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول المحددة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الأمر الذي سيعطي الاقتصاد اللبناني دفعة إيجابية لبدء الخروج من الأزمة التي يرزح تحتها منذ سنوات.

وينظر لبنان، بحسب ما أكده مصدر مسؤول في قصر بعبدا الجمهوري، لـ"العربي الجديد"، بإيجابية إلى الملف، لا سيما لناحية الاتصالات القائمة مع شركة "توتال" الفرنسية، وقد دخلت باريس بقوّة على الخطّ، ما يسمح في حال حصول الاتفاق بأن تباشر عملية التنقيب في الحقول اللبنانية بعد توقفها لأسباب أمنية ومادية، الأمر الذي يصب في مصلحة لبنان، المطالب ضمن المفاوضات القائمة بالقيام بعمليات التنقيب في الحقول غير المتنازع عليها.

كذلك، يتطلع لبنان، بحسب المصدر، إلى استئناف المفاوضات التقنية غير المباشرة في الناقورة جنوباً برعاية الأمم المتحدة، والوساطة الأميركية، كممر للاتفاق النهائي.

وكان المصدر المسؤول قد قال لـ"العربي الجديد" بعد انتهاء جولة هوكشتاين اللبنانية إنه "بما يخص الموقف اللبناني، حول الخط 23 وحقل قانا، هناك تقدم إيجابي كبير في هذا السياق حصل لجهة اقتناع إسرائيل بحق لبنان، لكنها طلبت إيضاحات حول كيفية ترسيم الخط 23، والموضوع المتعلق باستقامة الخط، فلبنان متمسك بكامل الخط 23 مع جيب مائي لاحتواء الحقل من دون أي انحراف. وبالتالي، فإن النقاش والعمل متصل بهاتين المسألتين".

وبرز التقدّم في الملف إبّان الزيارة الأخيرة التي قام بها الوسيط الأميركي، الأسبوع الماضي، إلى تل أبيب، ومن ثم بيروت، إذ وصف كل من الإعلام اللبناني والإسرائيلي المحادثات التي أجريت بـ"البناءة والمتقدمة"، لكنها في المقابل لم تردم بعد الفجوة، إذ إن هناك بعض النقاط التي لا تزال عالقة، في ظل المطالب التي يطرحها الطرفان، وتُنقَل عبر موفد الولايات المتحدة.

وعبّر الوسيط الأميركي بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين، يوم الجمعة الماضي، بحسب الرئاسة اللبنانية، عن تفاؤله في الوصول إلى اتفاقٍ، متحدثاً عن تقدّمٍ ملحوظٍ في المفاوضات، قبل أن يغادر بيروت من دون التوصل حتى الساعة إلى حلٍّ نهائي.

المساهمون