عن مغامرة "العربي الجديد"

02 سبتمبر 2024
العدد الثاني من "العربي الجديد" في بيروت، 3 سبتمبر 2014 (حسين بيضون)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "العربي الجديد" يروي عقداً من الأحداث المصيرية في المنطقة العربية برؤية حرة وموضوعية، داعماً قيم الحرية وحقوق الإنسان.
- خلال عشر سنوات، نجحت المؤسسة في بناء مسار صحافي متميز، معترف به لمهنيته وحياده، وسط منافسة شرسة وتطورات تقنية متسارعة.
- تفخر "العربي الجديد" بدورها في نقل قصص الناس بصدق، وخاصة في فلسطين المحتلة، حيث يعمل الصحافيون تحت ظروف قاسية لنقل الحقيقة.

كيف تمكن العودة إلى عشر سنوات من تجربة "العربي الجديد" في كلمات قليلة؟ كيف يمكن تلخيص هذا العقد العربي الذي كان مليئاً بالأحداث والمنعطفات المصيرية التي شهدتها منطقتنا، ورواها "العربي الجديد" رواية حرة موضوعية مهنيّة، لا تخشى تبنّيها مقولات الحرية والانعتاق والحقّ في الكرامة.
منذ عشر سنوات، بين تلك اللحظات التي كانت فيها النواة الأولى من الزملاء تخطّ الخطوط العريضة لهذه المغامرة الصحافية، مغامرة فكرية أصيلة، ووضع "العربي الجديد" اليوم رحلة قصيرة في عمر الصحافة، لكنها كانت مكثفة بشكل اختزل تغيّرات عميقة شهدها المواطن العربي، وكانت رؤية المؤسّسين الثاقبة تنبئ فعلاً بمواطن "عربي جديد"، قرّر أن يتحرّر وأن ينزع عنه عقوداً من الصمت، وأن يطالب بحقوقه، كل حقوقه، وننتبه اليوم، أمام هذه المقاومة المتواصلة، برغم الانكسار والتعثّر، أن هناك "عربياً جديداً" بالفعل، انتبهت مؤسّستنا إلى ضرورة نقل روايته وموقفه، انتصاراً للمهنة التي تتكفل أساساً بسرد قصص الناس كما هي، وانتصاراً لقيم الحرية وحقوق الإنسان والعدل.
ولذلك، نفخر اليوم، نحن الصحافيين، في "العربي الجديد"، عندما نرفع الهاتف، ونطلب تصريحاً من أي مصدر أو مسؤول أو... لـ"العربي الجديد"، فنحن في صفّ الديمقراطية والحرّية، ونحن، بالخصوص في صفّ المقاومة، ندافع مع قلّة المدافعين عن أقدس القضايا وأنبلها، ولم تقذف بنا لقمة العيش ولم تضطرّنا ولو إلى الصمت عن مبادئنا، فضلاً عن دوْسها.
والحقيقة أننا لا نجد أي عناء، في التعامل مع كل المتناقضات السياسية، فالكلّ يتحدث إلينا، مطمئنا إلى مهنيّتنا وإلى حيادنا وأمانتنا في نقل المواقف، كما هي، إيماناً بحقّ الاختلاف وحرية الرأي والتعبير، وهذه ثمار عمل عشر سنوات نُحتت خلالها شخصية هذه المؤسّسة الإعلامية شيئاً فشيئاً، وبُذلت فيها جهود كبيرة لتأسيس مسار صحافي، وسط عشرات من الصحف والمواقع الراسخة دولياً.
ولم يكن ذلك مضموناً في البداية، فالمنافسة شرسة، والواقع الإعلامي يشهد تطوراتٍ، بل انفجارات متتالية، وكان لا بد من مسايرة كل تلك المتغيّرات التقنية بسرعة، حتى نكون في خدمة ملايين المتابعين في العالم، برواية عربية صادقة، تكون محملاً لآمال الناس وهمومهم، لا تزيّفها من أجل هدف سياسي عابر، بل تضعها لبنة لبنة في بناءٍ ثابتٍ يؤسّس لغد عربي حقيقي، وليس وهما، وبإمكانه الصمود أمام كل المعاول الممكنة.
ليست تجربة "العربي الجديد" مجرّد تجربة صحافية أو عمل مهني صرف، وإنما هي تجربة شخصية وإنسانية، يحقّ لكل واحد منا أن يفخر بها، ولن نفوّت هذه الذكرى من دون أن نوجه التحية لكل زملائنا في كل مكان، وخاصة أحبابنا في فلسطين المحتلة، الذين يعملون على خط النار، تحت أصوات القنابل والاعتقالات، ينقلون صورة المعاناة كما هي، ويصفون كيف سقط كل العالم على أعتاب غزّة، حتى لا تُزيَّف الحقيقة.