استمع إلى الملخص
- في كلمته بالقمة، انتقد الأسد غياب الدور العربي والإسلامي في وقف المجازر بفلسطين ولبنان، مشيراً إلى ضرورة تغيير مسار المستقبل بدلاً من تكرار الماضي.
- مشاركة الأسد في القمة تأتي في سياق التطبيع العربي مع النظام السوري، وسط ضغوط عربية وروسية، مع اعتبار التواصل العربي مهماً لأمن المنطقة.
عقد رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الاثنين، اجتماعين مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على هامش القمة العربية الإسلامية في الرياض.
وقالت وكالة الأنباء التابعة للنظام (سانا) إن الأسد بحث مع محمد بن سلمان أهمية انعقاد القمة العربية الإسلامية اليوم في ظل ما تشهده المنطقة من "تصعيد خطير للعدوان الإسرائيلي ضد بعض دولها". وشدد الطرفان على "مركزية القضية الفلسطينية، وخطورة توسيع رقعة العدوان على دول أخرى في المنطقة". كما تناولا العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة، وفق الوكالة.
وفي وقت سابق الاثنين، عقد رئيس النظام السوري اجتماعاً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحث فيه الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
وخلال كلمة له في القمة، وصف الأسد إسرائيل بأنها عبارة عن "قطعان من المستوطنين"، وقال إنه يجب على القادة في القمة العربية أن يتوصلوا إلى وسائل ناجحة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في غزة ولبنان.
وانتقد الأسد غياب الدور العربي والإسلامي عن وقف المجازر في فلسطين ولبنان قائلاً إنّهم سبق أن التقوا في القمة الماضية، العام الفائت، و"أدانوا واستنكروا، لكن الجريمة لا تزال مستمرة". وأضاف: "هل نلتقي اليوم لكي نستنسخ الماضي الراحل وأحداثه، أم لنبدّل في مسار المستقبل القادم وآفاقه؟".
ولم يتطرق الأسد في كلمته إلى الضربات الإسرائيلية التي تستهدف سورية، كما كان ملاحظا عدم حديثه عن تركيا أو مهاجمة وجودها العسكري في شمال البلاد، كما جرت العادة.
ورأى وائل علوان، الباحث في مركز جسور للدراسات، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مشاركة الأسد في القمة ولقاءاته تأتي تكملة للدور العربي في التطبيع مع النظام بعد إعادة عضوية سورية للجامعة و"محاولة السعودية إعادة رسم المشهد في المنطقة لأجل القضايا الإقليمية في المنطقة".
وأضاف أن النظام السوري يواجه منذ أشهر ضغوطاً كبيرة عربية وروسية على خلفية الأحداث في لبنان وفلسطين، معتبرا أن التواصل العربي مع الأسد "مهم جدا لأمن المنطقة". وقال الخبير إن بعض البلدان العربية توصلت إلى فكرة مفادها أنه رغم عدم التزام الأسد بوعوده والتغلغل الإيراني الكبير داخل سورية، فإن إعادته أجدى من القطيعة لا سيما لدول السعودية والأردن ومصر.
وسبق للأسد أن حضر قمة الدول العربية السابقة في الرياض العام الماضي، وأجرى لقاءات مع عدد مع الزعماء العرب بعد قطيعة استمرت نحو 13 عاما بسبب الحرب في سورية واتهامه بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب السوري.