تصعيد خطير في اقتحامات الأقصى بإيعاز من رئيس حكومة الاحتلال

18 يوليو 2021
شرطة الاحتلال غضّت الطرف عن المستوطنين الذين أدّوا صلوات في باحات الأقصى (الأناضول)
+ الخط -

أبرزت تقارير صحافية إسرائيلية، اليوم الأحد، أن الاقتحامات التي قام بها اليهود المستوطنون للمسجد الأقصى المبارك، وشارك فيها اثنان من أعضاء الكنيست في حزب يمينا الذي يرأسه رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، سجلت اختراقاً جديداً، إذ سُمح لأول مرة لمجموعات يهودية كاملة النصاب (حسب الشريعة اليهودية يجب أن يشارك عشرة مصلين على الأقل في الصلاة) أن تؤدي صلوات تامة تقريباً في باحات الأقصى، بالقرب من باب الرحمة، من دون أن تقوم الشرطة الإسرائيلية بمنعها من ذلك. 

ولفتت صحيفة "هآرتس"، في هذا السياق، إلى أن شرطة الاحتلال غضت الطرف عن المستوطنين الذين أدّوا صلوات وشعائر دينية يهودية في باحات الأقصى بمناسبة خراب الهيكل اليهودي الثاني.  

وقال تقرير "يسرائيل هيوم" إن أكثر من عشرة من اليهود أدّوا شعائر صلاة يهودية كاملة، باستثناء طقوس قراءة نصوص من التوراة. ونقل التقرير عن النائبة الصهيونية السابقة شولا معلم قولها إنها لا تذكر أن حدث مثل هذا الأمر منذ 11 عاماً، إذ وصل عدد الذين "صعدوا للجبل" (أي اقتحموا المسجد الأقصى المبارك) 1371 يهودياً".

ووفقاً للتقرير، فإن اليهود أدّوا صباح اليوم، ليس ببعيد عن باب الرحمة، صلاة يهودية كاملة النصاب من حيث عدد المصلين، كما هو متبع في باقي التجمعات اليهودية وشملت الصلاة كل المراسم والطقوس المتبعة عادة في مثل هذه المناسبات.

 

ووفقاً للتقرير، فإن بعض المجموعات تمكنت من قراءة صلوات خاصة بمناسبة خراب الهيكل اليهودي، فيما قام عضو الكنيست عميحاي شيكلي بإنشاد النشيد القومي الصهيوني "هتكفاه" بصوت عالٍ ومسموع. 

ووفقاً لشولا معلم، فإن ما حدث اليوم "يشير إلى تغيير تاريخي مؤثر هو استمرار لما يحدث في السنوات الأخيرة، لكن الطريق لا يزال طويلاً حتى يتمكن اليهود من "ممارسة كامل حقوقهم".

وتشكل هذه الاعترافات من وسائل الإعلام الإسرائيلية ومن النائبة المستوطنة سابقاً شولا معلم مؤشراً على نوايا التصعيد لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، من أجل العودة لمحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل. 

بينت يشكر مسؤولين إسرائيليين على إدارتهم عمليات الاقتحام

في تصعيد علني وخطير لم يسبق له مثيل، ساوى اليوم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينت، بين ما زعم أنه حق اليهود في العبادة على "جبل الهيكل"، وهو المسمى الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك، وبين حق المسلمين في المسجد الأقصى.

جاء ذلك بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية خلال مشاورات أجراها اليوم مع وزير الأمن الداخلي عومر بارليف والمفتش العام للشرطة كوبي شبتاي.

وكان رئيس حكومة الاحتلال قد أعرب اليوم، في اتصال هاتفي مع وزير الأمن الداخلي في حكومته عومر بارليف، عن شكره لوزير الأمن الداخلي والشرطة الإسرائيلية على إدارتهما عمليات الاقتحامات اليوم، وسط الحفاظ على حرية العبادة لليهود على "جبل الهيكل" (وهو المسمى الصهيوني للمسجد الأقصى). وأضاف بينت أن حرية العبادة ستُكفل للمسلمين الذين يحتفلون بيوم عرفة وعيد الأضحى.
ويشكل هذا التصريح سابقة خطيرة، خصوصاً وأن التقارير أضافت أن بينت أوعز صباح اليوم خلال المشاورات الأمنية بمواصلة السماح لليهود باقتحام الأقصى.

وتمثل تصريحات بينت هذه مؤشراً خطيراً لسياسته، علماً أنه ينتمي إلى التيار الديني الصهيوني الاستيطاني الذي يطالب بالسماح لليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى وتنفيذ تقاسم زماني في المكان.

المساهمون