الفلسطينيون يشيّعون في حشود غفيرة جثامين شهداء نابلس ورام الله

نابلس

جهاد بركات

جهاد بركات
رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
25 أكتوبر 2022
الفلسطينيون يشيعون جثامين ستة شهداء في نابلس ورام الله
+ الخط -

شيع آلاف الفلسطينيين، مساء اليوم الثلاثاء، في مدينة نابلس، شماليّ الضفة الغربية، خمسة فلسطينيين استشهدوا خلال الساعات الماضية في البلدة القديمة وحيّ رأس العين بالمدينة، إضافة إلى تشييع شهيد سادس في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله (وسط الضفة).

واستشهد الفلسطينيون الخمسة، وبينهم قيادي في مجموعة "عرين الأسود"، خلال عملية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة في مدينة نابلس. وأدت العملية العسكرية، التي لم تشهد نابلس مثلها منذ عملية "السور الواقي" عام 2002، إلى استشهاد القائد الميداني في "عرين الأسود" وديع الحوح، وحمدي القيّم، وعلي عنتر، وحمدي شرف، ومشعل بغدادي، وإصابة 20 آخرين بجراح، وصفت المصادر الطبية إصابة بعضهم بالخطرة.

وانطلق الموكب الجنائزي الغفير من مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، قبل أن تصل جثامين الشهداء تباعاً إلى وسط المدينة، وتحديداً دوار الشهداء، حيث أقيمت عليهم صلاة الجنازة بمشاركة الآلاف من الفلسطينيين.

وشارك في التشييع عدد كبير من المسلحين الذين كانوا يرتدون شعارات فصائل فلسطينية عديدة، حيث أطلقوا النار في الهواء بكثافة. وكان أبرز المشاركين مسلحون يرتدون شعار مجموعات "عرين الأسود".

وفور انتهاء صلاة الجنازة، حمل الشبان الجثامين الخمسة على الأكتاف، ولوحظت تأدية والد الشهيد تامر الكيلاني، الذي اغتيل الأسبوع الماضي بعبوة متفجرة؛ التحية العسكرية للشهداء المحمولين على الأكتاف.

شهداء نابلس (العربي الجديد)

وانتقل المشيعون بالجثامين إلى المقبرة الغربية في المدينة، وسط هتافات غاضبة وإطلاق نار متواصل في الهواء.

وقد ووري الشهيد المقاتل في مجموعات عرين الأسود وديع الحوح بجانب الشهيد أبو باسم سرية الملقب بـ"القذافي"، أحد قادة "كتائب شهداء الأقصى" الذي استشهد عام 2007، حيث أكد الشبان أن الحوح كان قد أوصى بذلك.

وفي المقبرة، أدى شبان التحية العسكرية للشهداء، وهتفوا لمجموعات عرين الأسود والمقاومة، فيما أدى عدد من الحاضرين صلاة جنازة أخرى على القبور، وقرأوا الفاتحة بشكل جماعي، وقاموا بالدعاء للشهداء.

وفي الوقت الذي نعت فيه مجموعة عرين الأسود الشهداء الستة، عاهدت الحوح بالمضي على نهجه ودربه وأنها لن تحيد عن ذلك، مؤكدة أن الآلاف سيمضون على دربه.

شهداء نابلس (العربي الجديد)

من جانب آخر، شيع الفلسطينيون، ظهر اليوم الثلاثاء، جثمان الشهيد قصي التميمي (20 عاماً) في مسقط رأسه، بمشاركة شعبية وفصائلية ورسمية.

واستشهد التميمي بعد إصابته بجروح برصاص قوات الاحتلال فجر اليوم، خلال مواجهات اندلعت بالقرب من البرج العسكري المقام على مدخل النبي صالح عقب استشهاد الشبان الخمسة في نابلس، ثم نقل إلى مستشفى الشهيد ياسر عرفات في مدينة سلفيت.

ووفق رئيس مجلس قروي النبي صالح ناجي التميمي في حديث لـ"العربي الجديد"، فقد انطلق موكب تشييع جثمان الشهيد من سلفيت بعدما جاب به الأهالي بمسيرة شوارع المدينة، ثم انطلقت مسيرة مركبات باتجاه قرية النبي صالح، وهناك حمل الأهالي جثمانه على الأكتاف ملفوفاً بعلم فلسطين، وتوجهوا به إلى منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع عليه.

بعد ذلك، توجه المشاركون بالتشييع إلى مسجد تميم الداري بقرية النبي صالح، وهناك أُقيمت صلاة الجنازة عليه، وانطلقت المسيرة وجابت شوارع القرية، ورُفع علم فلسطين وأعلام الفصائل الوطنية على وقع الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال، وصولاً إلى مقبرة النبي صالح، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.

وعم الإضراب غالبية محافظة الضفة الغربية، وشهدت مدينة نابلس إضرابا شاملًا شل كافة مناحي الحياة فيها.

وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين، منذ بداية العام الجاري حتى الآن، إلى 187 شهيداً، بينهم 51 شهيداً في قطاع غزة، و4 شهداء من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، والبقية من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.

ذات صلة

الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع