الدور الوظيفي للنصرة المعادي للثورة

16 أكتوبر 2022
تدخلت "هيئة تحرير الشام" بالخلاف بين فصائل الجيش الوطني (رامي السيد/فرانس برس)
+ الخط -

يبدو دور الشرطي الذي تؤديه هيئة تحرير الشام حالياً في الشمال السوري، ودخولها على خط الخلاف بين فصائل الجيش الوطني، ما هو إلا استكمال لدورها الوظيفي كأداة لوأد الثورة السورية، والذي لا تزال تؤديه منذ تأسيسها باسم جبهة النصرة بداية عام 2012.

فهي لا تزال مستمرة في تقديم الخدمات المجانية التي تُقوّي موقف النظام السوري وتقدم له ولحلفائه كافة الذرائع لضرب الثورة، وتشتت قوى الثورة والمعارضة السورية لدرجة الاقتراب من القضاء عليها.

فدخول الهيئة بقواتها العسكرية وقتالها فصيلا من الجيش الوطني المعارض "الفرقة الثالثة"، لصالح فصيل آخر هو "فرقة الحمزة" التي طالما اتهمتها الهيئة بالفساد والبغي، لم يكن له أي مبرر منطقي.

فصيل "فرقة الحمزة" قتل ناشطاً إعلامياً لأنه انتقد أداءه، وكان طرفاً في 16 صراعاً حصل بين فصائل الجيش الوطني من أصل 29 صراعاً منذ بداية العام الحالي.

كما أن هيئة تحرير الشام استنفرت قواتها وقصفت مناطق الجيش الوطني، في الوقت نفسه الذي كانت فيه تجهز مناطق التماس بينها وبين النظام في مدينة سراقب لفتح معبر تجاري يخفف عن النظام العقوبات الدولية المفروضة عليه. 

تدخّل "الهيئة" في مناطق سيطرة الجيش الوطني أسفر عن فرضها اتفاقاً بالقوة العسكرية عليه وعلى حكومته المؤقتة، يمنحها حق الوصاية عليهما وعلى قراراتهما، واستيلاءها على واردات معابر الوطني مع "قسد" ومع تركيا.

هذه النتائج تشير بشكل واضح إلى الدور الوظيفي المعادي للثورة الذي تقوم به "الهيئة"، إذ من شأنها أن تخلق ذريعة قوية للنظام وحلفائه بوسم مناطق سيطرة الجيش الوطني كلها بالإرهاب، سواء لناحية سيطرة الهيئة المصنفة كتنظيم ارهابي على القرار العسكري، والمدني في المنطقة، أو لناحية المساهمة في تمويل الهيئة من تلك المناطق. 

إن دور الهيئة المعادي للثورة قد بدأ منذ بداية تأسيسها من قبل متهمين بالإرهاب أخرجهم النظام السوري بعفو عام في أواخر عام 2011 ليأسسوا تنظيماً حوّل النظام من قاتل لشعبه إلى محارب للإرهاب، ليبدأ مسلسل الخدمات التي قدمها هذا التنظيم للنظام، بدءاً من إعلان مبايعته لتنظيم القاعدة من مناطق سيطرة المعارضة، في اليوم نفسه الذي اجتمعت فيه الدول التي كانت تدعم الثورة السورية من أجل بحث ما يمكن تقديمه من دعم للثورة السورية، مروراً باستعراض قواته في حلب لخلق ذريعة لروسيا لطرد المعارضة منها، إلى سيطرته على محافظة إدلب وخلق ذريعة لقصفها بشكل دائم، لينتقل الآن إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني في شمال سورية.

المساهمون