استمع إلى الملخص
- **التحديات والرفض الإسرائيلي:** رغم الرفض الإسرائيلي، أكد أحمد مجدلاني أن الزيارة تأتي ضمن رؤية القيادة الفلسطينية، وأن السلطة الفلسطينية قدمت طلباً لإسرائيل لتنسيق الزيارة عبر أراضيها.
- **الرسائل الدولية والدعم المطلوب:** وجه حسين الشيخ رسائل إلى دول العالم والأمم المتحدة لدعم تأمين مسار الزيارة، ودعا عباس قادة العالم للمشاركة في تأمين وصولهم إلى غزة.
أبلغت منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل والولايات المتحدة بضرورة تأمين مسار زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قطاع غزة، وذلك في رسالة وجهتها إلى كل دول العالم. وبدأت السلطة والقيادة الفلسطينية منذ أمس الأحد، حراكاً سياسياً من أجل التمهيد لزيارة عباس والقيادة إلى قطاع غزة، والتي كان أعلن عنها عباس الخميس الماضي، خلال كلمة له أمام البرلمان التركي.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني خلال تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن موضوع زيارة الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة "لا يأتي من باب الضغط على إسرائيل، بل هو موضوع جدي يأتي ضمن رؤية القيادة لليوم التالي في قطاع غزة، وتأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية في القطاع والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية". وأكد مجدلاني أن "صاحب الولاية الجغرافية والسياسية هي منظمة التحرير الفلسطينية لا إسرائيل باعتبارها قوة احتلال ولا الأطراف الدولية والإقليمية، التي تقرر مستقبل غزة والقضية الفلسطينية".
وحول الرفض الإسرائيلي الذي نشره إعلام الاحتلال مساء أمس، قال مجدلاني: "نأخذ هذا الموضوع على محمل الجد، وهذه قضية صراع، وإسرائيل تتعامل على أساس أنها قوة احتلال في قطاع غزة، ورغم هذا الرفض سنواصل العمل والضغط لأن الموقف الإسرائيلي يتغير دائماً".
محمود عباس يقدم طلبه لإسرائيل
في غضون ذلك، قال موقع "والا" العبري إن السلطة الفلسطينية قدمت طلباً لإسرائيل لتنسق زيارة محمود عباس إلى قطاع غزة، وأضاف نقلاً عن مصدرين مطلعين على التفاصيل (لم يسمهما)، أن "حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية الفلسطيني، بعث برسالة، الأحد، إلى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، طلب فيها تنسيق زيارة عباس إلى قطاع غزة، عبر الأراضي الإسرائيلية (الحدود الشمالية للقطاع)؛ وليس عبر معبر رفح الحدودي مع مصر".
وأوضح الموقع أن "الشيخ أرسل نسخة أيضاً إلى الإدارة الأميركية وحثها على أن تطلب من إسرائيل السماح بالزيارة". وأضاف: "التقدير في إسرائيل هو أن عباس قدم الطلب على أمل أن يحصل على رد سلبي، وبالتالي يتمكن من مهاجمة إسرائيل لمنعه من دخول غزة". وتابع: "إذا تلقى عباس رداً إيجابياً وقام بزيارة غزة، فإن ذلك سيكون بمثابة نصر سياسي كبير له على حماس، وسيسمح له بالإشارة إلى احتمال عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".
وبحسب الموقع، فإن قرار السماح لعباس بدخول قطاع غزة (آخر زيارة له عام 2006) هو في يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يصدر أي رد على الفور.
ونشرت الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا" مساء أمس، أنه تم إبلاغ إسرائيل بتوجه القيادة إلى قطاع غزة، لكن صحيفة "يديعوت أحرنوت" نشرت في وقت لاحق من مساء أمس، عدم تلقي إسرائيل أي طلب رسمي من الرئيس محمود عباس بشأن الزيارة، حسب موقع "ألترا فلسطين". ووجه حسين الشيخ رسالة إلى كل دول العالم جاء فيها: "أن القيادة الفلسطينية أبلغت كلاً من الجانبين الإسرائيلي والأميركي بضرورة تأمين مسار السيد الرئيس والوفد المرافق له. نرجو دعمكم وتأييدكم هذه الخطوة والمشاركة بها إن أمكن ذلك".
ونشر القيادي الفتحاوي منير الجاغوب مضمون الرسالة التي وجّهها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ إلى كل دول العالم. وجاء فيها: "نحيطكم علماً بأن سيادة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، قرر الذهاب إلى قطاع غزة مع عدد من أعضاء القيادة الفلسطينية، وذلك للتأكيد أن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، للاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، والتأكيد على الوقف الفوري لهذه الحرب المدمرة، وسحب القوات الإسرائيلية الكامل من قطاع غزة". وأضافت الرسالة: "سنقوم بمخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن لإعلامهم بهذا الخطوة".
ونقلت "يديعوت أحرنوت" تصريحاً لمسؤول إسرائيلي أكد فيه أن إسرائيل لن تسمح لعباس بالدخول إلى غزة، وأنّه رغم التحضيرات، تظل زيارة رئيس السلطة الفلسطينية إلى غزة، بعيدة المنال. وحول صعوبة وصول القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة بدون موافقة إسرائيلية، قال مجدلاني: "لقد بدأنا الحملة منذ يوم أمس، عبر إرسال رسائل إلى الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ودول التعاون الإسلامي ولكل الدول والجهات".
وفي سؤال حول إن خطوة توجه القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة يجب أن تكون مرتبطة باتفاق سياسي وانتهاء الحرب، قال مجدلاني: "التحضير لهذه الخطوة يحتاج وقتاً طويلاً، وبالتالي التحضير لها في ذلك الحين أي عند وقف إطلاق النار سيكون متأخراً، لذلك يجب أن نبدأ منذ اليوم". وكان عباس قد أعلن في كلمته أمام البرلمان التركي الخميس الماضي، نيته التوجه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة. وقال رئيس السلطة الفلسطينية في كلمته: "سأعمل بكل طاقتي لنكون مع أبناء شعبنا، فحياتنا ليست أغلى من حياة أي طفل فلسطيني، فنحن نطبق أحكام الشريعة الإسلامية، فإما النصر أو الشهادة". ودعا عباس "قادة دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة لمشاركتنا في هذا القرار، وتأمين وصولنا إلى قطاع غزة، وستكون وجهتي بعدها إلى القدس الشريف، عاصمة دولتنا الفلسطينية".