إصابات بمواجهات مع الاحتلال ووقفات في الضفة دعماً لجنين ومخيمها
محمد عبد ربه
مالك نبيل
ضياء خليل
أصيب عدد من الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، خلال مواجهات شهدتها مدن وبلدات ومخيمات عدة بالضفة الغربية، تزامناً مع فعاليات ومسيرات ووقفات احتجاجية نصرة وتضامناً مع جنين ومخيمها، اللذين يتعرضان لعدوان لليوم الثاني على التوالي، في وقت اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة السموع جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، ودهمت منزل الشهيد عبد الوهاب خلايلة منفذ عملية تل أبيب اليوم، وأخذت قياسات منزله، تمهيداً لهدمه.
وتجددت المواجهات في عدد من أحياء وبلدات القدس المحتلة تنديدا بالعدوان الاسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، حيث ألقى الشبان مفرقعات وزجاجات حارقة خلال تلك المواجهات، فيما أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في مخيم شعفاط شمال القدس، حيث سبق المواجهات مسيرة حاشدة نصرة لجنين ومخيمها.
وعلى الحاجز العسكري المقام على مدخل قلنديا شمالي القدس ألقى شبان أكواعا وأنابيب متفجرة محلية الصنع على الحاجز، في حين رد الجنود بإطلاق الرصاص المطاطي وأغلقوا الحاجز أمام حركة العبور.
في حين اندلعت النيران في دورية عسكرية بعد أن ألقى الشبان عليها زجاجات حارقة خلال مواجهات شهدتها قرية بيت اجزا شمال غرب القدس.
وفي بلدة الطور إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس هاجم شبان البلدة مركبات للمستوطنين، وحطموا زجاج اثنتين منها أصيب خلالها أحد المستوطنين جراء تحطم زجاج سيارته، أعقبها اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة.
في هذه الأثناء، تتواصل المواجهات منذ ساعات المساء في بلدتي الرام وكفر عقب شمال القدس المحتلة، حيث أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع بكثافة، ما تسبب بوقوع إصابات اختناقا بالغاز السام المسيل للدموع.
وقمعت قوات الاحتلال بالقوة مساء اليوم وقفة احتجاجية نظّمها العشرات من العاملين في طواقم إسعاف محلية وسط شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة، تنديداً باعتداء قوات الاحتلال على الطواقم الطبية والتمريضية والمستشفيات، خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على جنين ومخيمها، وإعاقة عمل تلك الطواقم، ومنعها من تقديم العلاج للجرحى.
وأفاد نضال حجازي، أحد المسعفين والمشاركين في الوقفة في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال اعتدت عليهم بالهراوات، ولاحقتهم وسط شارع صلاح الدين، ومنعتهم من الانتظام في الوقفة، والتعبير عن احتجاجهم على ممارسات قوات الاحتلال.
وكانت مدينة القدس المحتلة قد شهدت منذ ساعات الصباح إضراباً تجارياً شاملاً نصرة لجنين ومخيمها، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني هناك.
وشهدت أحياء وبلدات في مدينة القدس، تركزت في بلدات: الرام، وكفر عقب، والعيسوية، ومخيم شعفاط، والطور، مواجهات مع قوات الاحتلال، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز باتجاه الشبان الذين هاجموا قوات الاحتلال بالحجارة، والزجاجات الحارقة.
وشهدت مدن وبلدات فلسطينية عدة بالضفة الغربية، اليوم، مواجهات ومسيرات ووقفات تضامنية مع جنين ومخيمها، وكذلك اتسع الإعلان عن حملات التبرعات لإسناد جنين ومخيمها، حيث نُظمت وقفات في مدن رام الله، وبيت لحم، والخليل.
من جانب آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي اندلعت، اليوم الثلاثاء، على مدخل مخيم العروب شمال الخليل، كما اندلعت مواجهات أخرى في بلدة الخضر جنوب بيت لحم دون وقوع إصابات، واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في مدينة قلقيلية دون وقوع إصابات.
في شأن آخر، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، المدخل الرئيس لبلدة بيتا جنوب نابلس بالسواتر الترابية، كما أغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدية المؤدية إلى مخيم الجلزون شمال مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، حيث تم منع المركبات الفلسطينية من المرور، ما اضطرهم لسلوك طرق التفافية للوصول إلى أعمالهم، فيما اعتقلت قوات الاحتلال اليوم عدداً من الفلسطينيين من مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحافي، أنه وخلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الجلزون شمال رام الله، تم التعامل مع إصابتين بجروح برصاص الاحتلال الحي، واحدة في القدم، والأخرى في الفخذ، تمّ نقلهما إلى مستشفيي الاستشاري ورام الله.
كذلك، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت اليوم مع إصابة بجروح بالرصاص الحي في الفخذ في مواجهات مع قوات الاحتلال، اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله.
من جانب آخر، أكد الهلال الأحمر أن طواقمه تعاملت خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة سعير شرق الخليل، مع إصابة بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط نقلت لعيادة طبية، كما تم التعامل مع إصابتين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
اعتقالات في مظاهرة بحيفا تنديدا بالعدوان على جنين
في سياق متصل، تظاهر مئات الفلسطينيين في حيفا ضد العدوان على جنين، فيما اعتدت قوات الشرطة على المتظاهرين واعتقلت سبعة منهم.
وحملت المظاهرة عنوان "من حيفا إلى جنين دم واحد مصير واحد" بدعوة من حراك حيفا ومؤسسات شبابية.
وتواجدت قوات الشرطة ووحدات خاصة، اعتدت على المتظاهرين في ساحة الأسير واعتقلت سبعة عندما رفعوا العلم الفلسطيني. وهم الفنان صالح بكري والفنان وسمي خير وإبراهيم عودة، ووسيم خير، وصالح بكري، وزينب زبيدات، وغابي كاردو، ومجد بكري.
وفي السياق، قال الكاتب أمير مخول وهو أسير محرر إن "هذه المظاهرة هي جزء من عشرات المظاهرات في كل مكان، أعتقد أن هناك حالة غليان لدى المجتمع الفلسطيني بالداخل، ويُعبر عنها في المظاهرات وفي الأيام القادمة ستكون هناك عمليات إغاثة وزيارة المخيم عندما يتاح ذلك".
وأضاف مخول أن موضوع جنين يخص كل بيت فلسطيني، مؤكداً أن "شعبنا قادر على أن يعزز صموده في جنين وفي كل مكان، لان المستهدف ليس فقط جنين إنما شمال الضفة ككل".
وشهد الداخل الفلسطيني عدة مظاهرات إسنادا لجنين منذ يوم أمس، مع بداية العدوان، وتظاهرت اللجنة الشعبية مساء اليوم في مدينة أم الفحم وكذلك كانت هناك مظاهرة أخرى في مدينة عرابة الجليل. وكذلك تظاهر عدة نشطاء على حاجز الجلمة بمدخل مدينة جنين.
وأدانت لجنة المتابعة لفلسطيني الداخل والأحزاب العربية بالداخل الفلسطيني أمس "العدوان الإجرامي المتكرر على مخيم جنين وعلى شعبنا الفلسطيني عموما".
فعاليتان لـ"حماس" و"الجهاد" في غزة لمؤازرة جنين
إلى ذلك، دعا عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي"، خالد البطش، مساء اليوم الثلاثاء، الشباب الفلسطيني الثائر في كل الساحات إلى الاستنفار والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي عند كل المحاور، مؤكداً أنّ "ما لا يحقق بالمقاومة يحقق بالمزيد منها".
وخلال وقفة إسنادية لجنين وسط مدينة غزة نظمتها حركة "الجهاد"، قال البطش إنّ "العدو الصهيوني يحاول واهماً، من خلال العدوان على مخيم جنين، كسر إرادة المقاومين، وفي مقدمتهم كتيبة جنين، لكن ذلك لن يكون"، في إشارة إلى قدرة الكتيبة التي تتبع الحركة على مواجهة العدوان الذي يقترب من نهاية يومه الثاني.
ولفت البطش إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يحاول إخفاء أزمته الداخلية من خلال العدوان على جنين، مشيراً في ذات الوقت إلى أنّ فصائل المقاومة هناك و"كتيبة جنين" كانت له بالمرصاد وكبدته خسائر فادحة.
وبالتزامن، نظّمت حركة "حماس" تظاهرة جنوبي مدينة غزة تضامناً مع جنين ومقاومتها، وتحدث فيها عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار، الذي قال إنّ ما يجري في جنين اليوم هو بطولة مستنسخة من البطولات التي جرت في قطاع غزة.
وأشار الزهار إلى أنّ "أبناء فلسطين والعرب والمسلمين هم أصحاب هذه الأرض التي يحتلها الاحتلال"، مؤكداً أنه لا يمكن التفريط "بشبر من كنائس فلسطين، فهي كالمساجد بالنسبة لشعبنا".
وكان شبان فلسطينيون قد شاركوا في فعاليات محدودة قرب السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة. وقمعت قوات الاحتلال فعاليتين تضامناً مع جنين شرقي مدينة غزة وشرقي مدينة خان يونس، شارك فيهما عدد من الفلسطينيين، ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين، بينهم مصور صحافي بالاختناق جراء إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز تجاه المتظاهرين.
قوات الاحتلال تدهم منزل الشهيد خلايلة تمهيداً لهدمه
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عصر اليوم الثلاثاء بلدة السموع جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، ودهمت منزل الشهيد عبد الوهاب خلايلة منفذ عملية تل أبيب اليوم، وأخذت قياسات منزله، تمهيداً لهدمه.
وقال رئيس بلدية السموع ماجد خلايلة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت البلدة، وحاصرت منزل الشهيد عبد الوهاب خلايلة مدة أربع ساعات، وأخذت قياساته البالغة 400 متر تقريباً والمكون من طابقين، تمهيداً لهدمه بأي لحظة، عقب الإعلان عن تنفيذ الشهيد عملية طعن ودهس مزدوجة في تل أبيب أسفرت عن إصابة 8 إسرائيليين".
وأضاف خلايلة: "اندلعت مواجهات بين الشبّان وقوات الاحتلال بعد اقتحام المنزل، وإطلاق قنابل الغاز والصوت لتفريق الأهالي الذين تجمهروا في منزل الشهيد الذي لا توجد فيه سوى والدته وشقيقاته".
إخطارات بالهدم وهجمات للمستوطنين
في سياق آخر، سلّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إخطارات بالهدم ووقف البناء في منزل وبركسين في بلدة يطا جنوب الخليل، واستولت على رايات ولافتات رُفعت على المنازل استنكاراً للجريمة المرتكبة في جنين ومخيمها.
وهاجم مستوطنون، ظهر اليوم الثلاثاء، مركبات الفلسطينيين بالحجارة في طريق المعرجات الرابطة بين محافظتي أريحا ورام الله.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
