"أكسيوس": هجوم إيران يعيد فتح النقاش بشأن المساعدات الأميركية العسكرية لإسرائيل

14 ابريل 2024
طائرة أميركية تحمل مركبات عسكرية مدرعة في مطار تل أبيب، 19 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في أعقاب هجوم إيراني على إسرائيل، تجدد النقاش بين المشرعين الجمهوريين الأمريكيين حول ضرورة تمرير مشروع قانون لتقديم مساعدات عسكرية مستقلة لإسرائيل، بعد فشل محاولات سابقة بسبب معارضة ديمقراطية تطالب بشمول المساعدات لأوكرانيا وتايوان.
- الدعم الديمقراطي لإسرائيل تآكل جزئيًا بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي لموظفي المطبخ المركزي العالمي، مما أثار جدلًا واسعًا، بينما تصاعدت التوترات بعد هجوم إيران بالمسيرات، مما دفع الولايات المتحدة لتجديد التأكيد على دعمها لإسرائيل.
- اتفاقية 2016 بين إدارة أوباما وإسرائيل التي تقضي بتقديم مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات تعكس الالتزام الأمريكي طويل الأمد بدعم إسرائيل، لكن استمرار الحرب على غزة واستخدام الأسلحة الأمريكية أثار نقاشًا حول جدوى وأخلاقيات هذه المساعدات.

أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الأحد، بأن الهجوم الإيراني على إسرائيل أعاد فتح النقاش من قبل المشرعين الجمهوريين في الولايات المتحدة لتمرير مشروع قانون مساعدات عسكرية مستقل لتل أبيب. ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة، حاول الجمهوريون مرتين تمرير قانون يضمن إرسال حزمة مساعدات أميركية عسكرية إلى إسرائيل، لكنهم فشلوا بسبب معارضة الديمقراطيين حزمةً لا تتضمن أيضاً مساعدات لأوكرانيا وتايوان.

وبحسب الموقع الأميركي، فقد تآكل الدعم الديمقراطي لإسرائيل أكثر في الأشهر الأخيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق، موظفي المطبخ المركزي العالمي. وشنت إيران، السبت- الأحد، انطلاقاً "من أراضيها"، هجوماً بالمسيّرات على إسرائيل، وفق ما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري. ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من الشد والجذب وتهديدات إيرانية إسرائيلية متبادلة، بالإضافة إلى تأكيدات أعلنها مسؤولون أميركيون، بينهم الرئيس جو بايدن ووزير دفاعه لويد أوستن، بأن واشنطن لن تتخلى عن الدفاع عن إسرائيل.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأميركي ستيف سكاليز، في بيان يوم السبت، إن المجلس سيجري تغييراً في جدول أعماله لبحث تشريع يدعم إسرائيل ويعمل على محاسبة إيران. وأضاف في البيان: "مجلس النواب يقف بقوة مع إسرائيل ويجب أن تكون هناك عواقب لهذا الهجوم غير المبرر". وأردف قائلاً إنّ المزيد من التفاصيل سيُكشف عنه لاحقاً.

ولم يتضح ما إذا كان سكاليز يقصد مشروع قانون قائماً بذاته لدعم إسرائيل أو حزمة الإنفاق التكميلي البالغة 95 مليار دولار، تشمل 14 مليار دولار لإسرائيل بالإضافة إلى 60 مليار دولار لأوكرانيا وكذا دعماً لتايوان بمليارات الدولارات في صورة مساعدات إنسانية.

وأقر مجلس الشيوخ هذه الحزمة بنسبة تأييد بلغت 70 بالمئة في فبراير/شباط الماضي، لكنها تعرقلت في مجلس النواب، الذي رفض زعماؤه الجمهوريون الدعوة للتصويت عليها، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى اعتراضهم على تقديم المزيد من التمويل لأوكرانيا. كما تواجه الحزمة معارضة من مجموعة من الديمقراطيين ذوي التوجهات اليسارية، الذين يرفضون إرسال المزيد من الأموال إلى إسرائيل في الوقت الذي تواصل فيه حملتها العسكرية التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 30 ألف مدني في غزة.

وفي حديثه مع أكسيوس، قال النائب جون دوارتي (جمهوري من كاليفورنيا) إنّ مجلس النواب يجب أن يمرر "التمويل الكامل لإسرائيل على الفور". ودعا النائب مايك لولر (جمهوري من نيويورك)، في بيان، إلى "تقديم حزمة تكميلية من المساعدات لإسرائيل من أجل دعمها في وقت حاجتها".

وفي خريف عام 2016، أبرمت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، اتفاقية عسكرية كبيرة مع إسرائيل، ألزمت الولايات المتحدة بمنح إسرائيل أسلحة بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات. وقال أوباما، حينها، إنّ "استمرار إمدادات الأسلحة الأكثر تقدماً في العالم سيضمن قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها من جميع أنواع التهديدات".

ومع أن الاتفاق في ذلك الوقت لم يكن محل جدل دولي كما هو اليوم، بسبب الهدوء النسبي في الأراضي الفلسطينية حينها، إلا أن مواصلة إسرائيل حربها على غزة دفع العديد من النواب الأميركيين ومسؤولو البيت الأبيض إلى إعادة للسؤال عن جدوى هذه المساعدات العسكرية. 

ومنذ ذلك الوقت، تتلقى إسرائيل حزمة مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة تصل إلى 3.3 مليارات دولار سنوياً لشراء الأسلحة، إلى جانب 500 مليون دولار أخرى سنوياً للدفاع الصاروخي، وهو ما دفع بعض المشرعين في الكونغرس إلى الطلب من الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن تقييد أو حتى وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، بسبب طريقة استخدامها في حربها على غزة.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاتفاق العسكري بين واشنطن وإسرائيل ينص على أن الولايات المتحدة ملزمة بمساعدة إسرائيل في الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" في الشرق الأوسط. ووصفت الصحيفة عمليات تسليم الأسلحة إلى إسرائيل بـ"الغامضة".

المساهمون