على الرغم من النهاية المأساوية لزيادة اعتماد الجيش الروسي على الشركات العسكرية الخاصة، والخطر الكبير على السلطة جراء التمرد الفاشل الذي قاده مؤسس ورئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، يومي 24 و25 يونيو/حزيران الماضي، كشفت تقارير استقصائية لمواقع روسية مستقلة، عن مواصلة اعتماد وزارة الدفاع على "متطوعين" للزجّ بهم في الحرب الروسية على أوكرانيا.
وسلّط تقريران صادران عن "فاجنيي أستوريي" (القصص المهمة)، و"دوسييه" (الملف) في شهر أغسطس/آب الحالي، عن طرق جديدة لتجنيد "المتطوعين" عبر مساعدة عدد من الأوليغارشيين الروس ورجال الأعمال المقربين من الكرملين وفق طرق ملتوية لإغراء مزيد من الروس للذهاب إلى القتال في الجبهات المشتعلة في شرق وجنوب أوكرانيا.
كشفت تقارير استقصائية أن رجال الأعمال الروس يمولون منذ سنوات "شركات أمنية وعسكرية خاصة" قاتلت في أوكرانيا
كما كشفت التقارير الاستقصائية أن رجال الأعمال الروس يمولون منذ سنوات "شركات أمنية وعسكرية خاصة" قاتلت في أوكرانيا، في مسعى ربما لنسخ تجربة "فاغنر" أو تحوطاً من زيادة قوة "طبّاخ بوتين" (بريغوجين) الذي قاد مجموعة "فاغنر" وحصل على تمويل حكومي قدّره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقرابة 86 مليار روبل (نحو 919 مليون دولار) بين مايو/أيار 2022 وذات الشهر من 2023، إضافة إلى عقود لتزويد الجيش الروسي بالمؤن الغذائية والطعام بقيمة 80 مليار روبل سنوياً.
وفي حين تكشف الاستعانة بالأوليغارشيين للزج بمزيد من الجنود في "أم المعارك" الروسية ضد الغرب عن حاجة الجيش لـ"متطوعين" وربما خسارة عدد كبير من الجنود في المعارك، فإن الأهم هو حدوث تغيرات جوهرية في "العقد" بين الكرملين ورجال الأعمال الذي تضمن سابقاً الولاء السياسي والمشاركة في بعض مشاريع التنمية والعقود المهمة لطموحات الكرملين الجيوسياسية، بغض النظر عن الجدوى الاقتصادية، مقابل عدم فتح ملفات الفساد الناتجة من الخصخصة في تسعينيات القرن الماضي.
"أشباح" في الشركات مقاتلون في الجبهة
مطلع أغسطس الحالي، ذكر تقرير استقصائي لموقع "فاجيني أستوريي" أن أكثر من عشر شركات روسية كبرى تواصل تزويد الجيش الروسي بالمرتزقة، أو "المتطوعين" بحسب الرواية الرسمية. وأشار التقرير بشكل خاص إلى أوليغ ديريباسكا، رئيس شركة "روسال" التي تستحوذ على نحو 7 في المائة من سوق الألمنيوم والبوكسيت في العالم. كذلك ذُكر اسم ليونيد ميخلسون، رئيس شركة "نوفاتيك" للغاز، وسيرغي غوردييف وميخائيل غوتسيريف، وهما من أصحاب المليارات ويملك كل منهما شركة عملاقة في التطوير العقاري.
وبحسب التقرير، لا يقتصر تمويل تزويد الجيش الروسي على الشركات الخاصة، بل يمتد إلى كبريات الشركات الحكومية التي نصّب بوتين على رأسها مقربين منه مثل "غازبروم" و"روس نفت" و"روسكوسموس" و"السكك الحديد" وغيرها.
"صقور" ديريباسكا
بعد ظهور إعلانات بشكل مكثف في عدد من كبريات الشركات الروسية للتوظيف بشواغر غير مألوفة، تقمّص أحد معدي التقرير الاستقصائي في موقع "فاجيني أستوريي" دور الراغب في الحصول على وظيفة، وقرّر التواصل مع أرقام هاتف لشخص اسمه الحركي إيغور سيرغينكو، كشف لاحقاً أنه حارب في سورية وشارك في الاستيلاء على مدينة تدمر، وفي عام 2022 عاد للقتال تحت لواء مجموعة "رديوت" وهي شركة عسكرية خاصة اعتمدت عليها وزارة الدفاع في بداية الحرب.
وأضاف سيرغينكو أنه يحارب حالياً كقائد فصيلة في كتيبة "سوكول" (الصقر)، موضحاً أنها كتيبة تطوعية، لكنها، مثل معظم الشركات العسكرية الخاصة، جزء من القوات المسلحة الروسية. وكشف في المحادثة مع محرر "فاجنيي أستوريي" أن الراغب بالمشاركة في "العملية العسكرية الخاصة" عن طريقه يتم توظيفه في اليوم الأول في إحدى الشركات، وفي اليوم التالي يوقّع عقداً مع وزارة الدفاع للتطوع في الجبهة. ولقاء ذلك يحصل على راتبين: الأول من وزارة الدفاع ويقدر بنحو 200 ألف روبل (حوالي 2150 دولارا)، والثاني من الشركة التي تعاقد معها.
"فاجيني أستوريي": أكثر من 10 شركات روسية كبرى تواصل تزويد الجيش الروسي بالمرتزقة، أو "المتطوعين"
واكتشف معدو التقرير أن أرقام التوظيف التابعة لكتيبة "سوكول" تعود إلى شركة "روسال مانجمينت" المملوكة بالكامل من أوليغ ديريباسكا قطب التعدين المعروف.
وحصل الموقع على مراسلات وتسجيلات تكشف طريقة التوظيف في موقع "فكنتاكي"، أشهر موقع للتواصل الاجتماعي في روسيا. ومن ضمنها كتب أحد متطوعي مجموعة "سوكول" الذي يحمل اسماً مستعاراً "كييف"، أن "ديريباسكا يوظف مقاتلي سوكول في شركاته الأمنية الخاصة مثل شركة "رسلان"، ولاحقاً يرسلهم إلى القتال في أوكرانيا.
وبمطالعة الدردشة في مجموعة "سوكول"، عثر "فاجنيي أستوريي" على ما لا يقل عن اثنين من "المرتزقة" الآخرين الذين تم توظيفهم من قبل شركات أخرى تابعة لديريباسكا، أحدهما هو أليكسي كوبرييف (اسمه المستعار "كابا")، وقدّم نفسه كقائد لكتيبة سوكول -2، ويقاتل منذ عام 2014، والآخر هو فلاديسلاف أولينيتش.
ويعمل الرجلان، رسمياً، في شركة "أيروتيرمينال"، وهي شركة مقرها كراسنودار تقوم ببناء وإصلاح المطارات في كراسنودار وأنابا وكراسنويارسك، وهي شركة تملك 70 في المائة من اسهمها شركة أخرى ضمن مجموعة ديريباسكا تحت اسم "أيروديناميك" وأسّسها رجل الأعمال المقرب من الكرملين قبل فرض العقوبات الغربية عليه وتشغّل مطارات سوتشي وأنابا وكراسنودار في جنوب غربي روسيا.
دور ميخلسون وتيمشينكو
إيغور كوجيشكو، وهو مواطن روسي من مواليد مقاطعة يامال (شمال غرب روسيا)، اكتشفت عائلته أنه ذهب للقتال في أوكرانيا بعدما اتصل بهم من مركز للتدريب في نهاية سبتمبر/أيلول 2022. وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تلقوا اتصالاً من شخص غريب ذكر فيه أن كوجيشكو مات في الحرب.
ولاحقاً علمت العائلة أن كوجيشكو غادر للقتال مع موظفي "نوفاتيك"، وانتهى به الأمر في الفرقة السابعة من لواء البندقية الآلية رقم 200 سيئ السمعة، والذي فَقَد وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، 500 مقاتل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب فقط، ما اضطر قيادته إلى طلب مجندين كان بعضهم متطوعون من شركة "نوفاتيك" وهي ثاني مُنتِج للغاز الطبيعي في روسيا بعد "غازبروم"، ويملكها ليونيد ميخلسون، وصديق بوتين، غينادي تيمشينكو.
وأشار تحقيق "فاجنيي أستوريي" إلى أن طريقة جذب المقاتلين من قبل شركة "نوفاتيك" لا تختلف كثيرا عن الطريقة المتبعة عند "روسال"، وتتضمن توظيف أشخاص للحراسة في شركات أمنية خاصة تابعة لعملاق إنتاج الغاز مثل "ساترون 1" التي حصلت على مليار روبل في عام 2022 من شركات ميخلسون، ولاحقاً إرسالهم للقتال في أوكرانيا. كما لا تختلف الرواتب كثيراً وتتراوح بين 300 و400 ألف روبل شهرياً، يقدّم قسم منها عن طريق "صندوق الشجاعة"، وهو منظمة خيرية سُجلت في سبتمبر الماضي وحصلت حتى نهاية العام الماضي على 200 مليون روبل من "نوفاتيك".
بناؤو الجيش
وكشف موقع "فاجنيي أستوريي" أن "بيك"، أكبر شركة في مجال التطوير العقاري والبناء في روسيا، ويملكها الملياردير سيرغي غوردييف أرسلت متطوعين للقتال في أوكرانيا بعد توظيفهم في الشركة بذات الطرق السابقة عبر شركات أمنية تابعة لها، وأن المعاشات تصل إلى 400 ألف روبل شهرياً للمتعاقد تتشارك في دفعها مع وزارة الدفاع.
يتم توظيف أشخاص للحراسة بداية في شركات أمنية تابعة لشركات عملاقة ولاحقاً إرسالهم للقتال
وبحسب التقرير، فإن "بيك" ليست الوحيدة ضمن شركات التطوير العقاري التي تزود الجبهة بـ"متطوعين"، وأن "موسبروم ستروي" الأصغر، ولكنها الأقدم في روسيا، والتي ترفع شعار "نصنع خلفية لموسكو"، تقدم راتباً يصل إلى 350 ألفا لمن يوافقون على وظيفتها، والانتقال للقتال.
"غاز بروم" ذراع بوتين القوية في الطاقة والحرب
إضافة إلى الشركات الخاصة الداعمة للحرب، يبرز دور الشركات الحكومية، فموقع كتيبة "أوران" على الإنترنت، التي تضم متطوعين يحاربون في أوكرانيا، يؤكد أن الكتيبة مدعومة من هيئة الفضاء الروسية "روسكوزموس".
في 7 يوليو/تموز 2023 اكتشف موقع" فيرتسكا" منشوراً عن شركة تجند متطوعين للقتال تمولهم شركة "السكك الحديد الروسية".
ورغم أن تقرير "فاجنيي أستوريي" لم يتطرق إلى تجنيد شركة "غازبروم" متطوعين للقتال في أوكرانيا، فإن مشاركتها في تمويل المرتزقة معروفة منذ أشهر. ففي 21 إبريل/نيسان 2023، وأثناء جولة على مواقع للشركات العسكرية الخاصة، شنّ بريغوجين هجوماً لاذعاً على بعض المؤسسات الاقتصادية التي ترغب في تأسيس شركات عسكرية خاصة من أجل إضعاف شركته بمساعدة من جنرالات في وزارة الدفاع يرغبون بتحقيق أرباح سريعة من دون أي جهد، عبر إرسال المتطوعين إلى الجبهات والزج بهم في "مطحنة اللحم"، من دون أي إعداد المقاتلين واستخدام الأسلحة وعدم تزويدهم بأدوات الاتصال المناسبة أو وسائل الحرب الإلكترونية، ومن دون أي مدرعات أو أسلحة ثقيلة، وحينها حدد بالاسم شركة "غازبروم".
ونقل تحقيق أعده موقع "دوسييه" الاستقصائي عن مصادر بأن قوات "بوتوك" و"فاكل" تعود إلى "غازبروم". وأشار إلى تصريحات أسير حرب روسي في مقطع فيديو نشر في إبريل الحالي. وقال الرجل، حينها، إن اسمه ألكسندر تساتشينكو مولود في أورنبرغ شرقي روسيا.
ونشر التلفزيون الرسمي الروسي تقريراً في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن "متطوعي فوج فاكل" الذين كانوا يقاتلون في جنوب منطقة دونيتسك. وفي مايو الماضي، نُشر مقطع فيديو على تطبيق "تليغرام" موجه إلى بوتين يظهر فيه مسؤولون عسكريون قالوا إنهم ينتمون لقوات "بوتوك".
وانتقالا إلى المقاطعات، كشف تحقيق "فاجنيي استوريي" أن شركة "ماش بروم" للصناعات الثقيلة في جمهورية "ياقوتيا" (شرق روسيا) تقدم 300 ألف روبل لكل متطوع للقتال، إضافة إلى 300 ألف من السطات المحلية في الجمهورية الغنية بالألماس والمعادن النادرة. وذكر التقرير أن الشركات التابعة لسلطات العاصمة موسكو تعمد إلى ذات التجربة وهي التوظيف الوهمي في "موس غاز" و"مترو موسكو" وغيرها ولاحقاً إرسالهم إلى الجبهة.
وبحسب موقع "فيرستكا" الروسي المستقل في 9 يوليو 2023، فقد طلبت وزارة الدفاع من الشركات الروسية توفير عدد من الموظفين على أن يرسلوا لاحقاً للقتال في الجبهات. وذكر الموقع أنه نظراً لعدم إقبال الموظفين أو عدم رغبة الشركات التفريط بموظفيها، فقد عمدت إلى الإعلان عن وظائف شاغرة، وتقديمهم لشركات أمن خاصة تعمد إلى إرسالهم إلى أوكرانيا.
"القافلة" مستمرة رغم تمرد "فاغنر"
وفيما يحذر خبراء من أن "متطوعي" الشركات الخاصة سيحوّلون الجيش الروسي إلى خليط فوضوي من وحدات يمولها الأثرياء الروس، بدا أن الجيش الروسي عمد إلى هذه التجربة منذ أمد طويل، وأول مجموعة تم الكشف عن مشاركتها في الحرب بأوكرانيا كانت "ريدوت" التي شاركت في المعارك قرب كييف وخاركيف في بداية الغزو، بحسب تقرير لموقع "ميدوزا" الإلكتروني الروسي المعارض والذي مقره في ليتوانيا.
وتقدر أوكرانيا عدد أفراد هذه المجموعة بسبعة آلاف مقاتل. وبحسب تقرير سابق لصحيفة "نوفايا غازيتا" المستقلة المعارضة، فقد تأسست "ريدوت" في عام 2008 بهدف حماية منشآت شركة البناء الروسية العملاقة "سترويترانسغاز" في سورية، التي يملكها الملياردير غينادي تيمتشنكو بحسب تصريحات إيغور جيركين (ستريلكوف "وزير الدفاع" السابق في ما يسمى "بجمهورية دونيتسك الشعبية"، وهو الآن يحاكم بتهم الإساءة للجيش الروسي).
ومنذ 2014 وبعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، ومعارك دونباس، بدا أن وزارة الدفاع الروسية زادت من اعتمادها على التشكيلات غير النظامية لتحقيق عدة أهداف، على الأرجح، أهمها سهولة الحركة من دون اللجوء إلى البيروقراطية والإجراءات الإدارية في حال الحاجة، مع إمكانية التنصل من المسؤولية عن أعمال هذه التشكيلات، وحماية مصالح روسيا وأعمال النخب الاقتصادية الروسية في الخارج، وتوسيع النفوذ السياسي للكرملين.
ومنذ انطلاقة الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، ومع الأداء المتواضع للجيش الروسي، ازداد الاعتماد على مجموعات المرتزقة تحت اسم "المتطوعين" وتراوح عددها بين 40 و70 تشكيلاً بحسب مصادر مختلفة، ولعبت دوراً مهماً في المعارك، إضافة إلى أهداف أخرى مهمة.
يحذر خبراء من أن "متطوعي" الشركات الخاصة سيحوّلون الجيش الروسي إلى خليط فوضوي من وحدات يمولها الأثرياء الروس
ومن ضمن هذه الأهداف، تخفيف خسائر القوات النظامية، وتأمين أعداد من المقاتلين من دون الحاجة إلى إعلان حرب، أو حملات تعبئة مكثفة (أعلنت روسيا تعبئة وحيدة صيف العام الماضي لنحو 300 ألف، وغادر البلاد حينها مئات آلاف الشباب).
وبحسب تقرير نشره موقع "دوسييه" في 14 أغسطس الحالي، فإنه رغم تمرد "فاغنر" الخطير فإن الجيش الروسي يواصل الاعتماد على مجموعات عسكرية خاصة تحارب بشكل مستقل، منها مجموعة "كونفوي" (القافلة).
وبحسب التقرير فإن الشركة تأسست في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ويدعمها رئيس جمهورية القرم المعين من قبل روسيا سيرغي أكسيونوف، وتمول المجموعة من قبل رجال أعمال في القرم إضافة إلى "تبرعات سخية" من مصرف " في تي بي" ثاني أكبر مصرف في روسيا وتملك الحكومة 69 في المائة من أسهمه. وبحسب "دوسييه" فإن كونستانتين بيكالوف قائد "القافلة"، مرتزق سابق عمل مع "فاغنر" في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويتعاون مع ضباط في الاستخبارات العسكرية الروسية. وتضاف "كونفوي" إلى مجموعات "متطوعين" من الشيشان مثل "قوات أحمد" وغيرها.
وفي ظل تحول روسيا إلى ساحة تعبئة كبيرة سياسية واقتصادية وعسكرية لخدمة الحرب في أوكرانيا، وهيمنة شعار "كل شيء للمعركة والانتصار"، من الواضح أن عدداً كبيراً من رجال الأعمال الروس وافقوا على تغيير شروط " العقد" مع السلطة ليتضمن إضافة إلى الولاء بذل "الغالي والنفيس" من الأموال، ولكن حتى الآن لا توجد ضمانة بتحقيق أهداف الحرب.
ورغم أن "كونفوي" والمجموعات التي يدعمها الأليغارشيون الروس لا تمثل خطراً كبيراً على الكرملين نظراً لأنها باتت مدمجة بشكل أو بآخر في الجيش الروسي، فإن فاعليتها ضعيفة مقارنة بأداء "فاغنر"، ما يعني أنها لن تخدم أهداف الكرملين في حسم أسرع للحرب التي تقترب من إتمام عام ونصف في 24 من الشهر الحالي، كما أنها لا تغلق الباب نهائياً على إمكانية لجوء الجيش إلى موجات تعبئة جديدة.