- المعاهدة، التي وُقعت خلال زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ، تنص على مساعدة عسكرية فورية وتنسيق دولي لمواجهة العقوبات الغربية، مما يعزز التعاون الأمني بين البلدين.
- الاستخبارات الأوكرانية أكدت نشر الجنود الكوريين الشماليين، بينما دعت أوكرانيا إلى فرض ضغوط على موسكو وبيونغ يانغ لوقف هذا التعاون العسكري.
أكدت وزارة الخارجية الأميركية، مساء أمس الثلاثاء، مشاركة جنود من كوريا الشمالية في عمليات قتالية مع الجيش الروسي عند الحدود مع أوكرانيا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، للصحافيين: "اليوم أستطيع أن أؤكد أن أكثر من 10 آلاف جندي من جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية تم إرسالهم إلى شرق روسيا، وانتقل معظمهم إلى منطقة كورسك أوبلاست في أقصى الغرب، حيث بدأوا بالمشاركة في عمليات قتالية إلى جانب القوات الروسية"، بحسب فرانس برس.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع، يوم الأحد الماضي، معاهدة دفاع مشترك مع كوريا الشمالية، وأبرمت هذه المعاهدة خلال زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ في يونيو/حزيران الماضي، وتنص خصوصاً على "مساعدة عسكرية فورية" متبادلة في حال وقوع هجوم ضد أحد البلدين. وصادق مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي على هذه المعاهدة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وكان يجب أن يوقعها الرئيس الروسي لتدخل حيز التنفيذ. ويلزم الاتفاق البلدين بالتعاون دولياً بغية التصدي للعقوبات الغربية وتنسيق مواقفهما في الأمم المتحدة. ويضفي الاتفاق طابعاً رسمياً على أشهرٍ من التعاون الأمني المعمّق بين البلدين، الحليفين الشيوعيين طوال فترة الحرب الباردة، وتقاربت روسيا وكوريا الشمالية بشكل كبير منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. ووصف بوتين الاتفاق بأنه "وثيقة ثورية".
وقالت كوريا الجنوبية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن جارتها الشمالية قررت إرسال "قوة كبيرة من الجنود" إلى روسيا لدعمها في الحرب، وأن 1500 جندي كوري شمالي يتدرّبون في شرق روسيا. ووفق تقديرات أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية، فإن كوريا الشمالية يمكن أن ترسل ما يصل إلى 12 ألف جندي لمؤازرة روسيا. وأوضحت وكالة الاستخبارات أن الجنود الكوريين الشماليين المنتشرين في روسيا حصلوا على زي عسكري روسي وأسلحة ووثائق هوية مزورة. وأضافت أنهم يقيمون حالياً في قواعد عسكرية في فلاديفوستوك ومواقع روسية أخرى مثل أوسورييسك وخاباروفسك وبلاغوفيشتشينسك، ومن المرجح أن يجرى نشرهم في ساحات المعارك بعد إكمال تدريبهم على التكيف.
بدورها، أكدت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية نشر وحدات عسكرية كورية شمالية في منطقة كورسك التابعة لروسيا، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في 25 أكتوبر الماضي، إن موسكو ستبدأ بالاستعانة بجنود كوريين شماليين للقتال ضد قوات كييف في منطقة كورسك الروسية، داعياً إلى فرض ضغوط على الكرملين وبيونغ يانغ، وأضاف في حسابه على منصة إكس: "بناء على التقارير الاستخبارية، روسيا ستستخدم أولى القوات الكورية الشمالية في مناطق القتال في 27-28 أكتوبر/ تشرين الأول".