تظاهر طلاب المدارس والجامعات اللبنانية، اليوم الخميس، في الوقت الذي لا يزال المحتجّون يواصلون تحرّكاتهم عبر إغلاق مرافق حيويّة في البلاد.
وانطلقت المسيرات الطلابيّة في مناطق لبنانيّة عدّة، مُتّجهةً نحو عدد من المقرّات الخدماتيّة والحيويّة للاحتجاج أمامها.
وجاب عدد من الطلاب شوارع العاصمة بيروت، وتظاهروا أمام مقرّ وزارة التربية والتعليم في منطقة الأونيسكو (غربي بيروت)، رافعين الأعلام اللبنانيّة ولافتات تطالب باستحداث مدارس حكومية، وتندد بارتفاع قيمة المصروفات في المدارس الخاصّة.
كما أغلق المحتجون الطريق أمام وزارة التربية بشكل كامل وسط حضور لافت لعناصر قوى الأمن ومكافحة الشغب والجيش.
وكانت الفئات الطلابيّة قد انضمت إلى التحرّكات الشعبيّة منذ يوم أمس الأربعاء.
وفي مدينة طرابلس (شمال)، أغلق المحتجّون مرافق حيويّة ومقرّات عدد من المصارف في المنطقة. أمّا في مدينة صيدا (جنوب)، فقطع الطلاب الطريق الفرعيّة، رافضين الانسحاب من الشارع، وسط هتافات تطالب بتغيير النظام.
وفي منطقة مرجعيون (جنوبي لبنان)، نفذ طلاب الثانوية اعتصامهم ورفعوا الأعلام اللبنانيّة، مطالبين بمحاسبة الفاسدين.
ودخلت الانتفاضة في لبنان، التي شارف أسبوعها الثالث على الانتهاء، مساراً مختلفاً مع وقف المتظاهرين استراتيجية قطع الطرقات التي اعتمدوها في الفترة الماضية، ونقلوا حراكهم إلى أمام مؤسسات الدولة والمرافق العامة والحيوية، بالإضافة إلى خروج الطلاب في مختلف المناطق في تظاهرات احتجاجية.
الحريري يلتقي عون
إلى ذلك، اجتمع القائم بأعمال رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، مع الرئيس ميشال عون اليوم الخميس وقال بعد الاجتماع إنه سيواصل إجراء المحادثات مع الرئيس اللبناني وأطراف أخرى.
وقال الحريري، الذي استقال من منصبه الأسبوع الماضي "أنا جئت لأحكي مع فخامة الرئيس ونتشاور وسنكمل المشاورات مع الأفرقاء الآخرين ولكن لا أريد أن أحكي كثير ولكن هيدا الشي الوحيد الذي أود قوله".
في الأثناء، برز موقف لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أورده تلفزيون "إن.بي.إن"، مشيراً إلى أنّ بري يصر على ترشيح سعد الحريري لرئاسة وزراء لبنان.
وقال بري "مصر كل الإصرار على تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة لأنه مع مصلحة لبنان وأنا مع مصلحة لبنان".
القضاء يباشر التحقيق مع مسؤولين
وباشر القضاء اللبناني اليوم التحقيق مع عدد من كبار المسؤولين حول قضايا فساد بينهم رئيس سابق للوزراء، بحسب مصدر رسمي، وذلك على خلفية احتجاجات تطالب بتنحي الطبقة السياسية.
وادعى النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم على المدير العام للجمارك بدري الضاهر بجرم "هدر المال العام"، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام. وأمرت النيابة العامة بالمباشرة في تحقيقات تطاول "كل الوزراء في الحكومات المتعاقبة منذ العام 1990 ولغاية تاريخه".
ويأتي ذلك نتيجة شكوى بحق الوزراء قدّمها الأسبوع الماضي عدد من المحامين إلى النيابة العامة التمييزية "بجرائم اختلاس وتبديد أموال وإهدار المال العام لمنافع شخصية ومادية واستغلال نفوذ وسلطة، ما ألحق أضرارا جسيمة بالمواطن اللبناني"، وفق الوكالة.
واستمع النائب العام المالي اليوم إلى إفادة رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة طوال ثلاث ساعات في ما يخصّ صرف مبلغ 11 مليار دولار عندما كان رئيسا للحكومة بين عامي 2006 و2008. وسبق أن نفى السنيورة قبل بضعة أشهر تورطه في اختلاس الأموال العامة.
ويشغل لبنان حالياً المرتبة 138 من أصل 180 بلداً في تصنيف تعده منظمة الشفافية الدولية للدول الأكثر فساداً.
وادعى النائب العام المالي، الأربعاء، على رئيس مصلحة سلامة الطيران المدني في مطار بيروت عمر قدوحة "بجرم اختلاس أموال عامة وقبول رشى"، وفق الوكالة الوطنية.
وأطلقت ملاحقات قضائية أخرى في إطار الفساد بحقّ رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي وبنك عودة بتهم "الإثراء غير المشروع"، وبحق الوزير السابق فايز شكر بجرم "الإهمال الوظيفي".