منذ عامين، يخوض السكان الأتراك القاطنون في محيط القنصلية السعودية في إسطنبول، معركة قضائية مع السلطات المعنية، ضد إجراءاتها الأمنية، والتي أدت إلى قطع بعض الأزقة، وإشغال الأرصفة المحيطة، الأمر الذي حوّل حياة سكان المنطقة إلى جحيم، نتيجة الاختناقات المرورية الحاصلة، وعدم تمكّنهم من استخدام الأرصفة بشكل مريح.
وأشعلت حادثة قتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بطريقة وحشية، المعركة القضائية من جديد من قبل سكان الحي.
وتمكّن سكان حي "كوناك" في إسطنبول، حيث تقع القنصلية السعودية، من جمع 750 توقيعاً، لخوض مرحلة جديدة من المعركة القضائية، بقيادة مختارة الحي أصلي آكيوز، بعد إغلاق القنصلية أزقة وأرصفة الحي بقضبان حديدية، مطالبة بإزالة هذه الظواهر، وسط تفاؤل السكان بالخروج بنتيجة إيجابية، واستجابة السلطات لمطالبهم، لا سيما بعد جريمة قتل خاشقجي في القنصلية.
ويشتكي القاطنون في الحي من إغلاق زقاق "أكاسيالي"، وجزء من زقاق "آك آغاج"، نتيجة الإجراءات الأمنية، حيث يقع الزقاقان على مداخل ومخارج الحي، المغلقة منذ عامين.
وقالت آكيوز، في تصريحات صحافية للإعلام التركي، وهي تشغل منصبها منذ 10 سنوات، إنّه "بعد عامين من هذه الإجراءات، لم نعد نعطي أهمية للأغراض الأمنية، فالحي فيه معاقون ومسنون، بينما لا نتمكّن من السير والمشي في الأزقة والشوارع، ولا حتى على الأرصفة، ولذلك نطالب بإزالة هذه القضبان الحديدية من أمام القنصلية، وفتح الطرقات للمرور والمشاة".
وأضافت "لا مبرر للإجراءات الأمنية، فلتكن تلك الإجراءات داخل القنصلية نفسها أو على الزوايا، لا داعي للحديد الذي يغلق الطرقات، منذ عامين نخوض معركة قضائية، وحالياً لدينا توقيع من 750 شخصاً، وإن تطلب الأمر سنجمع المزيد من التواقيع".
الطلب الجديد المرفق بالتواقيع، جعل سكان الحي يتطلعون إلى الاستجابة لمطالبهم، لا سيما بعد صدمة جريمة قتل خاشقجي.
وقالت آكيوز "عندما سمعنا بجريمة قتل جمال خاشقجي، صعقنا بشدة، حتى إننا في الحي تساءلنا كيف يمكن أن يشهد الحي جريمة مروعة كهذه، إذ إنّ الحي يعتبر حياً جميلاً متميزاً، ولا يمكن أن يشهد هكذا أحداثاً بشعة، ولا يمكن استيعاب وقبول هكذا أمر، ونحن لا نعلم إن كانت القنصلية ستبقى في مكانها أم ستنتقل إلى مكان آخر".
واعتبرت أنّه يجب أن يتم نقل القنصليات ومقرّاتها إلى خارج مدينة إسطنبول، وقالت إنّ "وجود القنصليات في الأحياء الصغيرة يعيق من عمليات الدخول والخروج إليها، وبعد ذلك تقع فيها حوادث كثيرة، وفي حال نقلها إلى خارج المدينة فإنّ الحماية تكون أفضل، ونحن سكان الحي، كما بقية الشعب، نشعر بالقلق. هناك معوقون وكبار في السن وأطفال، ونرغب في أن يتنقلوا في الحي بكل راحة".
وعقب جريمة قتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، شهدت المنطقة إقبالاً كبيراً من الصحافيين لتغطية التطورات، وعمليات تفتيش للقنصلية ومنزل القنصل السعودي.