إفراج محتمل عن رموز من نظام القذافي كـ"حسن نية"

28 يناير 2017
اتصالات بين قوى مصراتة وسيف الإسلام القذافي(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
ارتفع إيقاع المشاورات بين تونس والجزائر ومصر بشكل حثيث في الآونة الأخيرة، وكذلك المشاورات بينها وبين مختلف الفصائل الليبية المتنازعة. وأكدت مصادر تونسية مطلعة لـ"العربي الجديد" أن هذه المشاورات تسير في كل الاتجاهات لإقناع جميع الأطراف الداخلية والخارجية بجدوى المبادرة وضرورة جلوس الجميع إلى طاولة الحوار. ويبدو أن أغلب القوى الليبية المتنازعة بدأت تقتنع بضرورة إنجاز هذا الحوار الوطني، وأن الجدران التي كانت تفصل بين جهات متعددة تساقطت في الفترة الأخيرة. وقال المصدر إن الجزائر أكدت أن الجانب المصري بات متحمساً بوضوح للمبادرة، وأن الخلافات المصرية مع "غرب طرابلس" قد تزول تدريجياً، مؤكدة في ذات الوقت أن قوى مصراتة وعدداً من الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي قبلت بالدور المصري، وأن أطرافاً تونسية بذلت جهداً كبيراً في هذا الاتجاه، بحسب المصدر.

وفي سياق متصل، كشف المصدر لـ"العربي الجديد" أن هناك اتصالات جارية بين مصراتة وسيف الإسلام القذافي، علاوة على محادثات بين عدة أطراف ليبية وشخصيات بارزة من نظام معمر القذافي. وتأكيداً على ما انفردت "العربي الجديد" بنشره منذ أسابيع، أكد المصدر أن هناك توجهاً لإطلاق مبادرة حسن نوايا تبدأ بالإفراج عن عدد من القيادات البارزة في النظام السابق، لم تتلطخ أيديها بالدماء، من بينها الوزير السابق، البغدادي المحمودي، وأحد أركان النظام السابق، أبو زيد عمر دوردة، الذي تنقل بين عدة مناصب، هي: مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، أمين اللجنة الشعبية العامة واللجنة الشعبية العامة للاقتصاد، ووزير الإعلام والإرشاد القومي، ووزير الزراعة ومناصب عديدة أخرى. وكلاهما معتقل تحت إشراف "جهاز الحرس الوطني"، برئاسة خالد الشريف، الموالي لرئيس حزب "الوطن" الليبي، عبد الحكيم بلحاج. ورجّح المصدر أن يتم إطلاق سراحهما في مواعيد قريبة جداً "لن تتجاوز أياماً أو ساعات"، بحسب تعبيره، إذا لم تحدث مفاجآت. وأشار إلى أنه تمت الإشارة إلى إمكانية العمل على إطلاق سراح أحد أبناء معمر القذافي، الساعدي القذافي أيضاً.


وفي ما يتعلق بالمواقف الدولية، لفت المصدر إلى أن الجزائر تقوم بمساع واسعة ومتعددة عبر الاتصال بالأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالملف الليبي. وكان مصدر مطلع كشف لـ"العربي الجديد" عن اجتماعٍ سري، جمع رئيس ديوان الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، أحمد أويحيى، والقيادي البارز في تيار "الإخوان المسلمين" في ليبيا، علي الصلابي، بهدف البحث عن حل للأزمة الليبية. وعقد الاجتماع مساء الثلاثاء الماضي في منزل رئيس حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي. وقال مصدر تونسي حضر اللقاء، إن الاجتماع خُصّص لمناقشة الوضع في ليبيا، ويأتي في سياق مساعٍ جزائرية لضمان تنازلات ممكنة من قبل حكومة طرابلس، التي يسيطر عليها الإسلاميون، مقابل تنازلات من الطرف الثاني تقدمها حكومة طبرق، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، يمكن التأسيس عليها لوضع إطار سياسي لدفع الأزمة الليبية باتجاه الحل، وتجنّب انفجار الوضع وتأزمه.


على صعيد آخر، أكد مصدر مطلع أنه خلافاً للرائج، فإن الدور الروسي في تفاعله مع المبادرة الثلاثية العربية يعتبر إيجابياً، بحكم العلاقة التي تربط روسيا بكل من الجزائر ومصر. وكشف عن أنه على عكس ما روّج بشأن دعم حفتر على حساب بقية الأطراف المتنازعة بعد اللقاء الذي تم معه في البارجة الروسية، فإن قيادات عسكرية روسية بارزة كانت في نفس الوقت تتحاور مع قيادات "البنيان المرصوص" في مصراتة، ما يعني أن قنواتها مفتوحة مع مختلف الجهات.

وأشار المصدر إلى أن اجتماع اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى الخاصة بليبيا، الذي انطلق أمس الجمعة في العاصمة الكونغولية، برازافيل، لبحث تطورات الأزمة الليبية، يفترض أن يدعم المبادرة الثلاثية، بهدف عدم تشتيت جهود التوصل إلى حل عاجل وتوافقي للنزاع.

وكان وزير الخارجية التونسية، خميس الجهيناوي، أكد في تصريح صحافي أثناء زيارته للقاهرة أخيراً، أن "كل الدول وخاصة الأوروبية التي اتصلنا بها رحبت بالتحرك الثلاثي الذي يخدم الأمن الإقليمي بصفة عامة ويخدم أوروبا، لا سيما في مجال التصدي للهجرة غير المنظمة"، وفق قوله.

المساهمون