مجلس الأمن يناقش اغتيال هنية.. تنديد دولي وتحذير أممي من التصعيد

01 اغسطس 2024
مندوب إيران سعيد إرافاني خلال جلسة مجلس الأمن / 31 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

نددت كل من روسيا والصين والجزائر وإيران، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الأربعاء، بعملية الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران، فيما دافعت الولايات المتحدة عن الاحتلال الإسرائيلي، وجددت تأكيدها أن لا علاقة لها بالاغتيال، وسط تحذير أممي من التصعيد في المنطقة.

وعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا بطلب من روسيا والصين والجزائر لنقاش التطورات الأخيرة بالمنطقة، لا سيما اغتيال زعيم حركة حماس والغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في بيروت وطهران "تشكل تصعيدا خطيرا للأوضاع"، مشيرة إلى مناشدات الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف بالتحلي بضبط النفس. وأكدت على ضرورة "التحرك دبلوماسيا وبشكل فوري لتهدئة الأوضاع".

وأشارت ديكارلو إلى رسالة بعثتها ممثلية إيران للأمم المتحدة لمجلس الأمن "اتهمت فيها إسرائيل بتنفيذ هجوم أدى إلى مقتل السيد هنية وزعمت أنه كان انتهاكًا خطيرًا لسيادة إيران وسلامة أراضيها ويشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي". ولفتت المسؤولة إلى تصريحات إيرانية شملت "تعهد المرشد الأعلى الإيراني وغيره من كبار المسؤولين بالانتقام لمقتل السيد هنية، محذرين إسرائيل من عقوبة قاسية ... تهدف إلى غرس الندم العميق في نفس الجاني. كما هددت العديد من الجماعات المسلحة غير الحكومية المتحالفة مع إيران في جميع أنحاء المنطقة بالانتقام من إسرائيل".

تنديد دولي

من جهتها، نددت الصين خلال الجلسة على لسان مندوبها، فو كونغ، باغتيال إسماعيل هنية. ورأت الصين إن ذلك جاء في "محاولة فاضحة لتخريب جهود السلام والمساس بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول". وعبرت عن قلقها العميق "إزاء التصعيد الاضافي الذي قد يتسبب فيه ذلك الحادث". وأضاف المندوب الصيني "نحن نندد بالهجمات غير المسؤولة لإسرائيل بما فيها الهجمات على جنوب بيروت"، داعيا إسرائيل للتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن والكف فورا عن عقابها الجماعي المفروض على غزة والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار لاحتواء أثر الدمار ومنع انتشاره. وناشد الدبلوماسي الصيني الدول ذات التأثير بالضغط على إسرائيل.

أما المندوب الجزائري، عمار بن جامع، فتحدث عن انعقاد الاجتماع في "لحظة خطيرة ونحن على شفير الكارثة". ووصف اغتيال إسماعيل هنية في طهران بـ "العمل الإرهابي" الذي ينتهك "سيادة الأراضي الإيرانية". وحذر من أن الهجوم "ليس على رجل واحد، بل هو اعتداء سافر وخبيث على أسس العلاقات الدبلوماسية وسيادة الدول والمبادئ التي يقوم عليها نظامنا العالمي". وندد بشدة "بهذا العمل الجبان والإرهابي المقيت الذي قامت به إسرائيل". وقال إنها "تستخدم سياسة الأرض المحروقة، وموجة من العنف في غزة والضفة واليمن ولبنان وسورية والآن جمهورية إيران... أين سيتوقف هذا الجنون؟"، واصفاً القصف الإسرائيلي على غزة والاستهداف المتعمد للمدنيين والصحافيين كما القصف على بيروت وغيرها "بالفظائع الأخلاقية ووصمة عار على جبين البشرية، وهي عدوان عنيف وتحد صارخ للعدالة وأفعال تخريب لجهود الوساطة التي بذلتها مصر والولايات المتحدة الأميركية وقطر". ودعا مجددا إلى "وقف غير مشروط لإطلاق النار في غزة ورفع الحصار".

من جهته، دافع نائب المندوبة الأميركية، روبرت وود، عن "حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، ضد هجمات من حزب الله وإرهابيين آخرين". وقال: "هذا ما فعلته في الثلاثين من تموز/يوليو عندما قامت بشكل مستقل بالرد على هجمات حزب الله على مجدل شمس". ونفى الدبلوماسي الأميركي أن تكون لبلاده أي علاقة بالهجوم الإسرائيلي في جنوب بيروت، الثلاثاء. وأضاف "ندعو مجلس الأمن الدولي إلى ارسال رسالة لا تحتمل الشك إلى حزب الله، يعبر فيها عن وقوفه إلى جانب إسرائيل وهي تدافع عن نفسها". واتهم وود إيران بدعم عدد من الجهات في المنطقة بما فيها الحوثيون، ورأى أن ذلك الدعم ينتهك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وادعى الدبلوماسي الأميركي كذلك أن بلاده "لم تعلم ولم يكن لها طرف بالقتل المزعوم لقائد حماس إسماعيل هنية ولم تصلنا أي تأكيدات مستقلة بشأن ادعاءات حماس عن مقتله". وأضاف "من الأفضل ألا نتحدث عن الأثار التي قد تكون محتملة على الأمن والسلم في الشرق الأوسط... الحرب الواسعة ليست وشيكة وليست لا محالة.. إن إيران وأعوانها الإرهابيين بسلوكهم قد قربونا في السابق من نزاع إقليمي". وقال إن بلاده تقود جهود دبلوماسية "لإنهاء الحرب في غزة وتقليص التوترات الإقليمية".

إلى ذلك، دانت روسيا على لسان نائب مندوبها، ديمتري بوليانسكي، اغتيال إسماعيل هنية. ورأى المندوب أن ذلك الاغتيال "يشكل ضربة قاصمة للمفاوضات بين حماس وإسرائيل من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار". وقال إن ذلك يأتي "في محاولة لجر إيران إلى حرب إقليمية". كما دان هجمات إسرائيل على جنوب بيروت، مؤكدا أن المفتاح لإنهاء التوتر في المنطقة هو "وقف الحرب في غزة".

أما مندوب إيران للأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، فاتهم إسرائيل بممارسة الإرهاب ودان "انتهاك إسرائيل لسيادة الأراضي الإيرانية". وقال "لم يكن من الممكن أن يحدث هذا التصرف دون إذن ودعم من الولايات المتحدة"، مطالباً مجلس الأمن بالتحرك "واتخاذ إجراءات حاسمة لمحاسبة مرتكبي الجرائم".

واتهم الولايات المتحدة "بتقديم الحماية المستمرة للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين"، وأضاف أنها "بررت بلا خجل الإبادة ضدهم بحجة الدفاع عن إسرائيل"، مشددا على ضرورة أن "يدين مجلس الأمن انتهاك إسرائيل لسيادة الأراضي الإيرانية وأن يتخذ الخطوات اللازمة لفرض العقوبات ومطالبتها بوقف فوري لجميع أعمالها العدائية ضد الفلسطينيين والأمم الأخرى المنطقة". وقال إن بلاده "تحتفظ بحقها الأصيل بالدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي والرد بحزم على هذا العمل الإرهابي والإجرامي عندما ترى ذلك ضروريا ومناسبا".

إلى ذلك، وصفت نائبة مندوب فلسطين للأمم المتحدة، فداء عبد الهادي، في مستهل مداخلتها الوضع في فلسطين بأنه ليس "أزمة إنسانية كارثية بل أزمة وجودية". وأكدت الدبلوماسية الفلسطينية إدانة بلادها "بأشد العبارات الانتهاك الإجرامي لسيادة الأراضي الإيرانية وتكرار انتهاك إسرائيل لسلامة الأراضي اللبنانية والسورية واليمنية". وطالبت مجلس الأمن والمجتمع الدول بالتحرك من أجل وقف "هذه الأعمال العدوانية والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني ومنطقتنا".

المساهمون