ويشير رئيس مجلس قرية دير الحطب عبد الكريم حسين، إلى أن هذه الخطوة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام بؤرة استيطانية جديدة وخنجر جديد في خاصرة القرية ما يعني مزيداً من تمزيقها جغرافياً، ومحاصرتها من جميع الجهات، وخاصة أن مستوطنة "ألون موريه" مقامة على التلّ المطلّ على تجمع قرى شرق نابلس (سالم، وعزموط، ودير الحطب، وبلدة بيت فوريك)، وتحاصرهم من ثلاث جهات.
ووصف حسين في حديث لـ"العربي الجديد"، الحال التي آلت إليها قرى شرق نابلس بسبب التمدد الاستيطاني بالقول: "إنه أخطبوط يتمدد ولم يبق لنا من أراضينا شيء، هذه الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة لا تبعد عن أقرب منطقة مأهولة بالسكان الفلسطينيين سوى مئات الأمتار فقط، أخشى أن نستيقظ يوماً ونرى (ألون موريه)، قد ابتلعت دير الحطب ومحتها عن الخريطة".
ولفت حسين إلى أن الاستيطان سرق من قرية دير الحطب وحدها نحو 8 آلاف دونم، وبعد خطوة اليوم بزرع المستوطنين لثلاث وحدات سكنية (واحدة إسمنتية ووحدتين متنقلتين) يكون الخطر قد تضاعف، وخاصة أن المكان المستهدف لا يبعد سوى مئات الأمتار الهوائية عن مدرسة القرية الرئيسية، التي يلاصقها متنزه، يُمنع المواطنون من الدخول إليه.
من جهته، أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أن الموقع الجديد شرق دير الحطب يقع قرب نبع ماء يُعرف بـ"عين الكبيرة"، و"هم يمهدون لإقامة مستوطنة أو بؤرة على حساب أراضي المواطنين". وأشار إلى أن "ألون موريه" لم تعد كتلة استيطانية واحدة كما بدأت قبل نحو 40 عاماً، بل امتدت لتضيف إليها عدة بؤر استيطانية أخرى.
وأقيمت مستوطنة "ألون موريه" عام 1979 على أراضي القرى الأربع، لكن كانت حصة الأسد لدير الحطب، وشيئاً فشيئاً صارت المستوطنة تتسع على حساب المواطنين وأراضيهم، إلى أن أصبحت عدة مستوطنات في مستوطنة واحدة.
ووفق دراسات وتقارير في الشأن الاستيطاني، فالاحتلال يهدف عبر هذه الطريقة من الاستيطان إلى مصادرة المزيد من الأرض وفرض السيطرة عليها، إذ وصل المخطط الهيكلي لمستوطنة "ألون موريه" فقط، كغيرها من المستوطنات، إلى 10 كيلو مترات مربعة لتتصل مع مستوطنة "إيتمار" المقامة على أراضي جنوب نابلس.
كما أن عدد المستوطنين تضاعف ثلاث مرات، إذ بلغ تعدادهم عام 1992 قرابة 105 آلاف مستوطن بالضفة الغربية دون القدس، أما الآن فيصلون إلى 338 ألفاً، موزعين على 116 مستوطنة و115 بؤرة استيطانية.