الكل هنا بلا وجهة

07 مايو 2016
("غرفة الذاكرة"، شيهارو شيوتا/ الصين)
+ الخط -

في مدينة مكسيكو
1
من عينيك إلى عينيّ
يطير طيرٌ، منك إليّ، سارقاً
النسيم بيننا.

2
طيرُ السرّ الصفاري يشتغل
مهرِّباً - من شرق إلى غرب، ومن غرب إلى شرق-
أعشاشاً في الشتاء، وفي الربيع يدندن.

3
قبل سنواتٍ سرقتُ الطير المزقزق
لأحدّد صفحتي، وأنا أفتح الكتابَ الآن
أرى فمه المفتوح.

4
طيرٌ. وجهة نظر. عَمَى.
سلسلة حلقات. أُغمض عينيّ
على توحّدي، في أذنيّ طنين.

5
ليلا، أصلُ إلى غرب الغرب
الكل هنا بلا وجهة. كلماتٌ تطير
إليّ من زوايا أربع مسنّنة.

بمتابعة ذيل كوكبة الدب الأكبر بنجومها السبعة
يبدو أن المرءَ يواجه مستقبلاً.

6
أنت تحفر وتُخرج من الأرض أثراً أجنبياً مقدّساً
بينما أنا أسمع من وراء كتفي
نداء المطاعم الصينية في باترسون.

7
في هذا الصباح تمرّ سياراتٌ. تمرّ خيولٌ.
ولكن لا أحدَ يرى. غيمة مثل وجهٍ، توجّهُ
سيلَ حركة المرور.

طيورُ كنتاكي المقلية تسقطُ
على شوارع بكين. ببايا، مانجو، جوافة، كيوي،
شذى ضوضاء لذيذة.

كتب ترفرفُ مفتوحة - أنت تبزغ
مثل هلال.

على قمّة هرم الشمس، يجلس شو يوان1، ينظر
عبر عينيك، متحدّثاً إليّ:
الوهم طيرٌ
طائرٌ من مدينة مسقط رأسي،
من جبال شينونغيا.
***

هادئة مثل شمسية
أمدّدُ كلماتي مثل أطراف جسد
كي تلحظي وجودي.. ربما.
كل الكلمات في نظرك يا أمّي زحف
نملٍ من بقع حبر لم تجف بعد،
بينما تحتشد وترقص، وهكذا
ستريني في دوامة الحشرات هذه.

ولكنني آلمتك بيديّ الممدوتين
والآن، زمنياً، يتناغم اختيالها وتمايلها اليومي
مع موتك.

حين كنتُ في العاشرة قلتِ لي أنني سأموت
وأذهبُ إلى السماء، بينما سيهبط أبي إلى التراب،
بين الاثنين، ما الذي يطير في كل طريق من هذين؟
الحب الكبير أو تنهيدة الكراهية
أو أن الكل باطل؟
أو لا تغيير في الحجم والشكل-
لا فرق بين حب وكراهية-
لا فرق بين حب وحب؟

حين تحتفل السماء والأرضُ، يعيش السلامُ لا غير،
كما في الطمأنينة، صفاءً فضياً.

ذات صباحٍ صحوتُ نصف صمّاء يا أمي
بينما كانت الكلمات الخرساء
تصرخ بمخالبها العنيفة.

ولكن، هادئة مثل مظلة شمسية،
تنفتح كلمة واحدة.

1 شو يوان، شاعر صيني (340 - 278 ق.م)

* Ming Di شاعرة صينية تعيش في الولايات المتحدة، لها ست مجموعات شعرية

** الترجمة عن الإنجليزية محمد الأسعد



المساهمون