"موسم أصيلة الثقافي"ّ: سوق الفنّ المُعاصر وأسئلة القيمة

في 2021، وبعد غيابه في السنة السابقة بسبب جائحة كورونا، عاد "موسم أصيلة الثقافي الدولي"، الذي تحتضنه المدينة الواقعة شمال غربي المغرب منذ 1978، لينتظم ضمن دورتَين كلّ سنة؛ صيفية وخريفية، وهو ما استمرّ حتى اليوم؛ حيث انطلقت الدورة الصيفية من الموسم الخامس والأربعين الجمعة الماضي، وتستمرّ حتى السابع والعشرين من يوليو/ تمّوز الجاري، بينما من المقرّر إقامة الدورة الخريفية خلال أكتوبر/ تشرين الأوّل ونوفمبر/ تشرين الثاني المُقبلَين.

وتُخصَّص الدورة الصيفية للفنون التشكيلية؛ حيث تُقام معارض تتوزّع بين عددٍ من الفضاءات الثقافية في المدينة، ومن ذلك معرضٌ جماعي يُنظَّم بالتزامن مع مرور خمسة وأربعين عاماً على إقامة "منتدى أصيلة لأوراش فنّ الحفر والطباعة الفنّية"، وآخر بعنوان "مسارات متقاطعة" في "مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية"، ويضمّ أعمالاً للفنّانَين: المغربية مليكة أكزناي، والياباني أكيمي نوغوشي. ويحتضن "قصر الثقافة"، ابتداءً من الثالث عشر من الشهر الجاري وحتى 31 ديسمبر/ كانون الأوّل، معرضاً جماعياً في فنّ الحفر، وثانياً للتشكيلي المغربي عبد القادر المليحي، وثالثاً لرسومات الأطفال.

يتضمّن البرنامج أيضاً تنظيم مشغل في الصباغة على الجداريات في عدد من أزقّة مدينة أصيلة القديمة بين الخامس والثاني عشر من الشهر الجاري، بمشاركة 14 فنّاناً، ومشغل للصباغة على الجداريات خاصّ بالأطفال في الفترة نفسها، بينما تُقام في "قصر الثقافة"، بين الثالث عشر والسابع والعشرين من الشهر الجاري، مشاغلُ في الصباغة والحفر والطباعة الحجرية بمشاركة 25 فنّاناً من المغرب وسوريّة ومصر والبحرين وإسبانيا وبلجيكا والبرتغال وبريطانيا ومالطا واليابان، إلى جانب مشغل خاصّ برسومات الأطفال، في حين تحتضن "مكتبة الأمير بندر بن سلطان"، بين 15 و19 الشهر الجاري، مَشغلاً موجَّهاً لتلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية بعنوان "التعبير الأدبي وكتابة الطفل"، يُشرف عليه الأكاديمي مصطفى البعليش.

يتضمّن البرنامج ورشاً موجّهة للأطفال وتلاميذ المدارس

وبالإضافة إلى المعارض والورش والمشاغل الفنّية، يتضمّن برنامج الدورة الحالية ندوتَين؛ الأُولى بعنوان "سوق الفنّ وصناعة القيمة"، وتُقام يومَي 13 و14 الجاري، والثانية بعنوان "الفنّ المُعاصر وخطاب الأزمة"، وتُقام يومَي 19 و20 الجاري، إلى جانب ثلاث محاضرات؛ هي: "مدخل لتاريخ النقوش في المغرب" للأكاديمي والباحث في الآثار المغربي عبد الخالق المجيدي في الخامس عشر من الشهر الجاري، و"تاريخ فنّ الحفر وتطوّره" للتشكيلي البلجيكي ميشيل بارزان في الثامن عشر منه، و"تاريخ الطباعة والنشر في المغرب" لأستاذة التاريخ المُعاصر لطيفة الكندوز في اليوم نفسه. ويتضمّن البرنامج، أيضاً، حفل توقيع كتاب "المؤلّف في الصورة" للكاتب المغربي شرف الدين ماجدولين في الرابع عشر من الشهر الجاري، وحفلاً تكريمياً للفنّانَين مليكة أكزناي وأكيمي نوغوشي في الحادي والعشرين منه.

وضمن الموسم الخامس والأربعين أيضاً، تُقام مجموعة من الندوات في إطار الدورة الثامنة والثلاثين من "جامعة المعتمد بن عبّاد المفتوحة"، إلى جانب ندوتين بالتنسيق مع "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، بمشاركة باحثين من المغرب وبلدان عربية وأجنبية. يُذكَر أنّ "موسم أصيلة الثقافي" يُقام بتنظيم من "مؤسّسة منتدى أصلية" التي تأسّست عام 1997، وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبلدية أصيلة، وقد انطلقت دورته الأُولى عام 1978 بتنظيم من "جمعية المحيط الثقافية" التي أسّسها محمّد بن عيسى برفقة التشكيلي الراحل محمّد المليجي.

آداب وفنون

التحديثات الحية

"الفنّانين العشرة" و"طرابلس الشام": استذكار تراث مدينة منسيّة