"عمارة أجنبية، سياسات محلية": أفكار خارج الحدود

26 ابريل 2019
(من ملصق المعرض)
+ الخط -
قبل عامين، قام المعماري الكويتي حامد بوخمسين بالشراكة مع المعماري البحريني علي كريمي، مع مجموعة من الشباب، بتصميم معرض في الجناح الكويتي ببينالي البندقية الدولي للعمارة في إيطاليا، وحمل الجناح عنوان "الخليج ومحيطه". 

تمثلت فكرة المعرض في الكشف عن إمكانيات هذه المنطقة الجغرافية، من حيث المعمار وعلاقته بالتاريخ والهوية الخليجية بالعموم. اليوم يعيد المعماريان الكرة، في غاليري "سلطان" في العاصمة الكويتية من وجهة نظر قريبة من تلك التي قُدمت في البينالي، ومن زاوايا مختلفة في آن. 

المعرض المقام حالياً، يأتي تحت عنوان "عمارة أجنبية سياسات محلية"، ويتواصل في الغاليري حتى 23 أيار/ مايو المقبل، ويتضمن صوراً فوتوغرافية وأعمالاً تتناول قدرة المعماري على تخيل ما يتجاوز الحدود الوطنية عن طريق تصوراته لجزر المنطقة.

المعرض يتناول محطات الوقود التي تملكها الكويت في جميع أنحاء أوروبا، وتصل إلى خمسة آلاف محطة وقود في جميع أنحاء أوروبا.

بدأت هذه المحطات، بحسب بيان المعرض، كاستثمار لتأمين سوق لتصدير النفط في البلاد، لكن دورها استمر في النمو حيث أصبحت لاعباً رئيسياً في التمويل والضغط ضد احتلال الكويت في حرب الخليج.

على هذا النحو، لم تعد سلسلة من محطات الخدمة عبر المشهد الأوروبي، ولكنها خريطة طريق للاستقلال السياسي والاقتصادي للدولة الصغيرة.

يروي هذا المعرض قصة المحطات التي تعمل كسفارات في جميع أنحاء أوروبا ودورها في العلامة التجارية للكويت في الخارج في السنوات القادمة.

سؤال المعرض الأساسي هو: ما الذي يعنيه إنتاج الهندسة المعمارية في وقت غير مدني على الإطلاق وما مستقبل هذه الأعمال في منطقتنا؟

من جهة أخرى، كان بوخمسين في معرض "الخليج ومحيطه" قد بين بأن مياه الخليج هي التي حددت مع جزره الهويات الأولى للسواحل المحيطة به، حيث كانت تشكل شبكة متحركة تصل الخليج ببعضه وبما حوله وتشكل جسراً وثيقاً بحركة السكان والموارد.

يعتبر بوخمسين أن الخليج ليس مجرد جسم مائي بل ميداناً للتجربة وإنشاء الهويات والثقافات والفضاءات البيئية منذ العصور القديمة، ويتفق معه كريمي من حيث ضرورة تجديـد التاريخ الطويل من التبادلات والحركة الانسيابية البحرية التي عرفتها المنطقة تاريخياً.

يأتي عمل بوخمسين والبريكي مغايراً عن السائد ويربط بين العمارة والسياسة وتاريخ الخليج، ليس فقط التاريخ الداخلي بين بلدانه، بل تاريخه كمنطقة مؤثرة بالنسبة إلى العالم، من هنا لا يمكن فصل مشاريعهما المختلفة، حيث أنها تبدو فصولاً مختلفة من رؤية واحدة، أو زوايا متعددة للنظر إلى تاريخ المنطقة الثقافي. 

المساهمون