حزب النمل

02 ديسمبر 2014
رضوى وأهداف
+ الخط -

رضوى عاشور تنتمي إلى "حزب النمل"، كما تقول عن نفسها. عاشت "السيدة راء" (1946 - 2014) منهمكة بالكتابة والتوثيق، الرواية التاريخية ملعبها، والنقد يشغلها، والأدب الإنجليزي دراستها ودرسها.

لكن كل هذه الاهتمامات تراجعت قليلاً في أعوامها الأخيرة، مع رحلة المرض والسفر للعلاج وإجراء العملية تلو الأخرى، ومع ارتفاع صوت الأحداث السياسية أيضاً. وقد يكون من المصادفات النادرة أن يرحل كاتب ويكون آخر إصداراته شهادة عن زمانه.

كابدت عاشور مع جسدها لتضع كتابها الأخير "أثقل من رضوى" الذي صدر هذا العام. وحكت صاحبته أحداثاً سياسية كبرى تقاطعت مع أحداث شخصية كبرى أيضاً، كالثورة والمرض في الثلاثة أعوام الأخيرة.

ربما لن يكون من المبالغة القول إن الكثير من أحداث ثورة 25 يناير موثقة من زاوية مختلفة في هذه السيرة، إنها قراءة أفقية عمودية، من قلب الميدان أحياناً ومن بلكونة شقة "بيير" المطلّة على "التحرير".

ستحكي عن "محمد محمود" وتستعيد مقتل بعض الشهداء بالأسماء وبالتفصيل. تمزج الخاص بالعام، كأنها لا تجد ما يفصل الاثنين. سيكون عادياً أن تصادف لوحة أو مقطعاً شعرياً في أحد الفصول ثم تنتقل بسلاسة للتحدث عن السياسة أو تتذكر مدرستها أو تحكي تجربة مرضها. أحياناً تبتعد عاشور عن كل هذا الضجيج، وتلجأ إلى زاوية خافتة لتتأمل في الكتابة، فتسمّيها "محاولة لاستعادة إرادة منفية" وتسمي نفسها "أستاذة في التذكّر".

المساهمون