"الإعلام الثقافي": بالتي كانت هي الداء

12 ديسمبر 2016
تجهيز لـ حليم قارة بيبان/ تونس
+ الخط -

من الصعب اليوم إنكار ما تمرّ به الصحافة الثقافية في العالم العربي في ظلّ انحسار مساحاتها في مختلف الأشكال الإعلامية وانحدارها نحو الهامشية لأسباب متعدّدة، وهو ما يظهر في إغلاق الكثير من المنابر أو تراجع جودة ما تقدّمه.

أمام هذا الوضع، يبدو العمل على إيجاد آليات إنقاذٍ هاجساً لدى الكثير من الجهات، ومنها الرسمية، على الأقل في الشعار المعلن. ولكن في ظلّ المتغيّرات الحادّة التي تعرفها الصحافة الثقافية (والصحافة والثقافة بشكل منفصل) هل يمكن أن ينحصر الحلّ في اتفاقيات بين الدول؟

حول "الإعلام الثقافي"، يلتقي، غداً الثلاثاء في تونس، وعلى مدى يومين عشرون وزير ثقافة من البلدان العربية، ضمن المؤتمر العشرين لوزراء الثقافة العرب برعاية "المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون" (ألكسو) و"جامعة الدول العربية" و"مؤسسة الفكر العربي".

بحسب المنظّمين، سيناقش المؤتمر "الإعلام الثقافي في الوطن العربي" من خلال عدّة زوايا مثل تجارب الإعلام الثقافي والتدريب ودور شبكات التواصل الاجتماعي وتحدّيات الرقمنة.

قد يصحّ القول بأن جزءاً من الحلول المتاحة تملكها وزارات الثقافة العربية، لكن من جهة أخرى لا يمكننا أن نغفل بأنها أيضاً جزء من مشكلة الإعلام الثقافي حيث أنها كانت أداة اختراق هذا الفضاء الإعلامي بالأجندات السياسية ما أفقده الكثير من مصداقيته لدى قرّائه.

هل نتوقّع من مؤتمر لوزراء الثقافة العرب أن ينقُد هذا الأداء الرسمي تجاه الإعلام الثقافي، خصوصاً وأنه في ما عدا من يفترض أنهم خبراء وبعض المدعوّين الرسميين؛ لا نجد أهل المجال حاضرين في اجتماعات رسمية ضيّقة تتصفّح كل سنة ملفاً ثقافياً وتمّر في السنة التالية إلى ملف غيره، من دون أن نلمس تغيّراً أو حتى بدايات انفراج.

دلالات
المساهمون