لبنان يغرق في مياه الأمطار والسيول

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
09 ديسمبر 2019
F2F2D73F-3D5F-4B3D-AB06-82E1B19C6184
+ الخط -
غرقت شوارع ومنازل عديدة في لبنان بمياه الأمطار والسيول، للمرة الثانية خلال أيام قليلة، ما يجعل هذه الحالة مرشحة للاستمرار في الأيام المقبلة، إذا لم تعالج المشكلة التي تتحمل المسؤولية المباشرة فيها وزارة الأشغال والنقل، والبلديات المعنية، التي لم تتخذ أي إجراءات استباقية قبل موسم الأمطار.

مشهد الأيام القليلة الماضية تكرّر اليوم في العاصمة بيروت، وفي الضواحي، وغرقت مناطق الأوزاعي وخلدة والشويفات والجناح ـ السان سيمون والمكلس وجسر الباشا بالسيول التي احتجزت لبنانيين في سياراتهم، وأدّت إلى زحمة سير خانقة على أوتوستراد خلدة وسط مناشدة المواطنين للمعنيّين بفتح الطرقات.


وفي الجناح - السان سيمون، تحوّلت الطرقات الى بحيرات، ودخلت الأمطار المنازل والمحال التجارية، وأغرقت سيارات بالكامل. كما اختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي التي فاضت عبر المجاري التي لم تعد تستوعب الكم الهائل من المياه. وعمد سكان المنطقة بمبادرات شخصية منهم إلى فتح بعض المجاري لتصريف المياه وسط مناشدات لبلدية الغبيري للتدخل. وعمد بعضهم إلى استعمال ألواح التزلج المائي للتنقل في المنطقة، بعدما تعذر عليهم التنقل سيراً على الأقدام خوفاً من أن تغمرهم المياه.




وتجمعت مياه الأمطار عند دوار السلطان إبراهيم حتى آخر الأوزاعي. وغمرت المياه جميع الشوارع وتعمل البلدية بمساعدة بعض السكان والدفاع المدني على سحب المياه من الشوارع. وطافت الطرق في حي السلم والجامعة ومنطقه الليلكي. كما دخلت المياه إلى المحال والبيوت من جراء السيول. كما غمرت الأمطار محيط كنيسة مار مخايل - الشياح.

ما من خيار آخر (عن فيسبوك) 

ولم تسلم مكاتب عدة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت من الطوفان، إذ شهدت تسرباً للمياه، كذلك الأمر في صالتي الوصول والمغادرة. كما أن الأزمة لم تستثن نفق المطار وبعض الأسواق التجارية في بيروت.
وفي اتصال لـ"العربي الجديد" مع الدفاع المدني اللبناني، أفادت غرفة العمليات بأنّ "فرق الدفاع المدني تواصل العمل على تصريف المياه والسيول، ولا سيّما أنّ نهر الغدير في منطقة الضاحية الجنوبية قد فاض كعادته مع حلول الشتاء".

حال الطرقات (حسين بيضون) 

ويقول رئيس المكتب الإعلامي لبلدية الشويفات طارق أبو فخر، لـ "العربي الجديد": "إنّ "الأضرار اليوم في مدينة الشويفات ـ خلدة أخفّ وطأة من الأضرار التي وقعت قبل أيامٍ. لكن السبب لا يعود إلى إهمال البلدية، بل التعديات في القرى والمدن المجاورة على الأنهار وقنوات تصريف المياه التابعة لبلديتنا. ونحن في صدد رفع دعوى قضائية بهذا الشأن".

من جهته، يؤكّد نائب رئيس بلدية الغبيري أحمد الخنساء أنّ "منطقة الأوزاعي التابعة بجزء منها لبلدية الغبيري غمرتها السيول وبشكل أساسي عند منطقة السلطان إبراهيم، حيث غرقت السيارات والمحال التجارية والمنازل بمياه الأمطار المتجمّعة واقتصرت الأضرار على الماديات. وعملت فرق البلدية والدفاع المدني على فتح المجاري التي فوجئنا بوجود عددٍ من السجادات والبطانيات فيها، ما أدّى إلى منع تصريف المياه".

ويشدّد على أنّ "المسؤولية الكبرى تقع على عاتق وزارة الأشغال العامة والنقل، باعتبارها طريقاً دولية. وفي القانون، فإنّ الطرقات الدولية ليست من مسؤولية البلديات إنّما الوزارة، علماً أنّنا سبق ونظّفنا هذه الطريق كمبادرة منا".

وعلت صرخات المواطنين المطالبة بحلولٍ جذرية تقيهم الغرق مع هطول الأمطار، ليتجدّد معها هاشتاغ "#لبنان_يغرق" على وسائل التواصل الاجتماعي. وغرّد بعضهم: "العالم عم تتنقل بالشخاتير (المراكب) وفنيانوس (وزير الأشغال العامة والنقل) عم بخبر سوالف عن قديش هوي عظيم بس الهدر والفساد بهالدولة الفاسدة ما عم بخلوه يشتغل". في حين علّق بعضهم الآخر بالقول: "الله يذلّ يلّي عم بذلّ العالم هيك". وعلى سبيل المزاح، وصف بعضهم ما حدث بـ"المؤامرة ضدّ الدولة اللبنانية".

وكانت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية قد أشارت إلى توقّع منخفض جوي نهار الخميس المقبل وحتى نهار الأحد المقبل، ترافقه أمطار غزيرة وسيول وزخات من البرد، ورياح قوية وثلوج على ارتفاع 1500 متر". 

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.