وحتى صباح اليوم الأربعاء، أكد رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض، الجهة المسؤولة عن مكافحة فيروس كورونا بدر الدين النجار، خلو البلاد من أي رصد للإصابات بالمرض الجديد.
وقال النجار، لـ"العربي الجديد"، إنه "لم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس"، لافتاً إلى أن كل الحالات التي اشتبه في إصابتها بالفيروس أكدت التحاليل خلوها منه.
وبينما أكد النجار ارتفاع مستوى الاستعدادات في كافة المراكز الصحية لمواجهة خطر الفيروس في حال دخوله للبلاد، أوضح رمزي بوستة، أنّ إجراءات المراقبة والرصد بدأت في مستوى أعلى منذ أيام وتحديداً في منافذ البلاد.
وأضاف بوستة، وهو طبيب ليبي وعضو في إحدى لجان الطوارئ التابعة لحكومة "الوفاق" في طرابلس، أنه تم فتح غرف عزل مجهزة بشكل كبير في أغلب منافذ البلاد، وبشكل أكثر تركيزاً في المطارات التي تعتبر الأنشط في حركة الليبيين الراجعين من الخارج من المنافذ البرية والبحرية.
وأكد بوستة أنه "منذ الإعلان عن ظهور الفيروس في العالم لم يسجل في ليبيا أكثر من 16 حالة مشتبها في إصابتها بالفيروس، لكن النتائج كلها أكدت خلوهم من المرض بعد أن خضعوا لحجر صحي".
وعن توفر العقاقير الطبية التي قد تفيد في مقاومة المرض، أكد بوستة أن جهاز الإمداد الطبي وفر بشكل كافٍ المضادات اللازمة، مشيراً إلى أنّ الأجهزة الحكومية الصحية على تواصل مكثف مع منظمة الصحة العالمية التي توصل لها كافة التعليمات والإجراءات الدولية تباعا.
وفيما يخص الإجراءات الاحترازية التي بدأت سلطات البلاد في تنفيذها مثل إقفال المقاهي وصالات الألعاب ومنع التجمعات ووقف الدراسة، يرى حسام بن عمران وهو مواطن من طرابلس، أنها "إجراءات جيدة، لكنه يؤكد أن حالة الإقبال الشديد على تخزين المؤن التي شهدتها طرابلس الأيام الماضية قد تراجعت بشكل كبير".
ويشير بن عمران، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه رغم التحذيرات الكبيرة، إلا أن أغلبهم استغل فرصة التعطيل الحكومي للتنزه رفقة أسرته.
لكن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، لا يزال يحث الجهات الأهلية على إطلاق الندوات التوعوية للمواطنين من خطر الفيروس ضمن برنامج أطلقه، الاثنين الماضي، بعنوان "البرنامج الوطني للتوعية والتدريب والوقاية".
وقال المركز، في آخر إعلاناته، إنه عكف ضمن يوم عملي، أمس الثلاثاء، على إعداد 35 طبيبا للعمل داخل غرف العزل الخاصة بالتعامل مع الفيروس.
وأطلقت حكومة "الوفاق" في طرابلس عدة إجراءات جديدة، عبر خارجيتها لمتابعة الجالية الليبية بالخارج وتشكيل لجان عاجلة لدعم العالقين من خلال توفير سكن مؤقت تزامناً مع إطلاق جسور جوية لنقلهم إلى ليبيا.
وعلى الصعيد الداخلي، قررت الحكومة بدء تخصيص استديوهات لتصوير الدروس التعليمية قبل بثها عبر قنوات فضائية في إطار خطة وزارة التعليم لإيجاد بدائل لعملية التعليم المباشر.
وقالت وزارة التعليم، إنه مقابل قرارها بوقف الدراسة في كل مدارس البلاد كإجراء احترازي لمنع وصول فيروس كورونا وانتشاره، فإنها قد بدأت، منذ اليوم الأربعاء، في بث الدروس لمختلف مراحل التعليم عبر القنوات التلفزيونية وتوفير منصات تعليمية على الإنترنت.