"Breath"... أول تجربة لإنتاج محاصيل ثمرية بالزراعة المائية في غزة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
05 سبتمبر 2019
EB1FEFFD-AE44-4BCE-A1DD-8800311D652E
+ الخط -
خصّصت المهندسة الفلسطينية إرادة الزعانين، مساحةً داخل منزلها بمدينة بيت حانون، شمالي غزة، لتنفيذ مشروع الزراعة المائية الخاص بإنتاج محاصيل ثمرية، في تجربة هي الأولى من نوعها بالقطاع المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وتمكّنت الزعانين، خلال الفترة الماضية، من الحصول على تمويل خاص من إحدى المؤسسات المحلية، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، من أجل توفير المستلزمات الخاصة لمشروعها بطريقة تمكّنها من الاستمرار في إنتاج عدد من المحاصيل الزراعية.

وأنتجت المهندسة ضمن مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "Breath"، والذي يرمز لكلمة متنفس، عدداً من المحاصيل، كالباذنجان والطماطم والفلفل الأسود والأخضر والأحمر والخيار، بالإضافة لأصناف أخرى من الفواكه كالبطيخ.

تقول الزعانين، لـ"العربي الجديد"، إنّها خصصت مساحة 70 متراً داخل منزلها استمراراً للتجربة التي خاضتها مع أحد مدرسيها خلال سنوات دراستها للهندسة الزراعية، والتي وجدت فيها اختلافاً عن الزراعة التقليدية التي تتطلب مجهوداً ووقتاً أكبر.

وتوضح أنّ فكرة الزراعة المائية "تقوم على توفير أحواض توجد بداخلها مياه وسماد مغذٍ للنبات، بالإضافة إلى ألواح من الفلين والذي يحمل بداخله ما تتم زراعته من منتجات سواء خضروات أو فواكه جرى العمل على إنتاجها خلال الفترة الماضية".

اعتماد الزراعة المائية (عبد الحكيم أبو رباش)


وخلال الفترة الماضية، تمكّنت الزعانين من زراعة الكوسا الصفراء والبصل والبندورة والفلفل الأسود والشيح والباذنجان والخيار المطعم والبطيخ المطعم والفاصولياء؛ وجميعها أصناف ثمرية أعطت بعد تجربة زراعتها بتقنية الزراعة المائية نتائج إيجابية، بحسب قولها.

وعن مميزات الزراعة المائية، تبيّن الزعانين أنّها "تقلل من نسبة الأسمدة الكيميائية المستخدمة في عملية الزراعة مقارنة مع الزراعة التقليدية، فضلاً عن توفير المياه بنسبة تصل لأكثر من 90%، وتوفير الوقت والجهد على المزارع مقارنة بالطرق العادية".

من مميزاتها التقليل من نسبة الأسمدة (عبد الحكيم أبو رياش) 


وتشير إلى أنّ "ما يختلف في هذا النوع من الزارعة هو أنّ الإنتاج يكون بزيادة ثلاثة أضعاف عن المساحة التي يجري زراعتها، فزراعة متر واحد تمنح إنتاج ثلاثة أمتار، بالإضافة إلى اختصار الوقت على المزارع في عملية إنتاج المحاصيل الزراعية".

وتوضح أنّ "المزارع الذي يعتمد على هذه الطريقة، لن يكون بحاجة لزيارة محاصيله يومياً من أجل متابعة المحاصيل الزراعية، إذ بإمكان المزارع أو صاحب المشروع زيارته مرة واحدة أسبوعياً في ظل وجود المياه والأسمدة داخل الأحواض".

وتستذكر الزعانين بأنّ رغبتها الملحّة في اقتناء المحاصيل الزراعية والورود، شكّلت دافعاً للتوجه نحو الزراعة المائية "كونها تمكّنك من امتلاك ما تريد، دون أن يتطلب ذلك منك وقتاً ومجهوداً كبيراً سواء من أجل ري المحاصيل أو توفير الغذاء والأسمدة اللازمة"، وفق ما تقول.

تكاليف هذه المشاريع مرتفعة (عبد الحكيم أبو رياش)


وبحسب الزعانين، فإنّه "رغم مميزات الزراعة المائية، إلا أنّ التكاليف التأسيسية لهذه المشاريع تُعتبر مرتفعة جداً مقارنة مع الزراعة التقليدية، كونها تحتاج لتوفير طاقة كهربائية على مدار الساعة، وهو ما يتطلّب توفير خلايا شمسية وسط أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي يعاني منها القطاع".

حصلت الشابة على نتائج مرضية (عبد الحكيم أبو رياش)


وعن الصعوبات التي اعترضتها، تشير الزعانين إلى أنّ أزمة انقطاع التيار الكهربائي دفعتها للاستعانة بالخلايا الشمسية لتوفير التيار بشكل منتظم، فضلاً عن ارتفاع ثمن أحواض الزراعة والأسمدة الخاصة بالنباتات سواء لعدم توفرها أو ارتفاع كلفتها.

وحظي المشروع الخاص بالزعانين باهتمام من المحيطين بها، لا سيما بعد تخصيصها صفحة للمشروع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبإقبال على شراء المحاصيل الزراعية التي تتوفر بكميات تفوق حاجتها، هي وعائلتها، للاستهلاك المنزلي.

انقطاع التيار الكهربائي من الصعاب التي واجهتها (عبد الحكيم أبو رياش) 


وترى الزعانين أنّ "ما يميز المحاصيل الثمرية المنتجة باستخدام الزراعة المائية هي مذاقها مقارنة مع محاصيل الزراعة العادية، والذي يرجع لقلة استخدام المبيدات، بالإضافة لوجود النبات طوال فترة الزراعة في الماء وهو ما يمنحه طعماً مختلفاً".

وتطمح الزعانين إلى أن تتمكن، خلال الفترة المقبلة، من مغادرة قطاع غزة للتوسع في علم الزراعة المائية وتطوير المشروع الخاص بها، في ضوء دعم عائلتها لها.

دلالات

ذات صلة

الصورة
تجمّع مياه صرف صحي في خانيونس - غزة - 1 يوليو 2024 (عبد الرحيم الخطيب/ الأناضول)

مجتمع

تُسجَّل أزمة في الصرف الصحي بقطاع غزة، تفاقمت في الآونة الأخيرة. والمشكلة التي تهدّد صحة المواطنين، راحت تعرقل حركتهم مع تجمّع المياه العادمة على الطرقات.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..
المساهمون