الأمطار في لبنان تحتجز المواطنين وتغرق الشوارع والمنازل والمحال التجارية

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
05 ديسمبر 2019
+ الخط -
ما إن انهمرت الأمطار في لبنان حتى تكرّر المشهد الذي اعتاد اللبنانيّون مع كلّ هطول للأمطار أن يشاهدوه، إذ تحوّلت الأمطار إلى سيول جارفة أدّت إلى تصدّع عدد من المباني وانهيار عدد من جدران الدعم، مخلّفةً أضراراً مادية كادت تودي بخسائر بشرية. كما أغرقت السيول العديد من المنازل واجتاحت المحال والمستودعات وبعض فروع الجامعة اللبنانية، وفاضت معها الشوارع لتتحوّل بحيراتٍ وأنهارا أَغلقت معظم المسارب بشكلٍ تام.

السيول والفيضانات التي كشفت عورة السلطة والفساد المستشري، تماماً كما حصل عند اندلاع موجة الحرائق الأخيرة، احتجزت المواطنين ساعاتٍ طويلة في سياراتهم، لا سيّما عند الخط الساحلي الجنوبي باتجاه بيروت، وتحديداً في مناطق الجيّة والدامور والناعمة وخلدة، وصولاً إلى الشويفات وعرمون (جبل لبنان)، ما تسبّب بزحمة سير خانقة أدّت إلى حوادث سير وتعطيل سيارات، وفق ما ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام".

ووسط غياب تام لفرق وزارة الأشغال العامة والنقل وللعناصر الأمنية وعناصر الشرطة البلدية في المناطق المذكورة، بادر المواطنون بأنفسهم إلى محاولة فتح الطرقات، في حين اضطرّ بعضهم الآخر إلى ترك سياراتهم في الشوارع والسير على الأقدام، وبينهم أشخاص معوّقون شوهدوا على كرسيّهم المتحرك يحاولون اجتياز الطريق، وآخرون من المرضى الذين حالت السيول دون وصولهم إلى المستشفيات، كما خرج العديد من المواطنين من منازلهم ومحالهم بعد تصدّعها وفيضانها، جراء مياه السيول. كما أقدم عددٌ من تلاميذ المدارس على النزول من باصات مدارسهم حاملين حقائبهم في محاولة للوصول إلى منازلهم بعد انتهاء الدوام الدراسي.

تحولت الشوارع إلى بحيرات (حسين بيضون)


وقد أدّت الأمطار الغزيرة والمتواصلة على قرى بلدات منطقة الجبل في عاليه، إلى تحول الشوارع إلى أنهار حاملة للأتربة والصخور، وإلى قطع الطرق ودخول المياه إلى المحال التجارية، خصوصاً في عرمون وفي قبرشمون. كما أدّت إلى انهيار عدد من الجدران وتسببت بقطع الطرقات في بلدتي مجدليا وكفرمتى جسر القاضي. وعملت عدد من البلديات على إزالة الصخور من وسط الطرقات في ظل إمكانيات محدودة.

أغرقت الأمطار الشوارع (فيسبوك)

موجات الاستياء سرعان ما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ (#لبنان_يغرق) مرفقةً بصور ومقاطع فيديو تظهر الوضع المأساوي الذي سبّبته الأمطار والسيول، حيث أعرب أحد المواطنين عن استيائه "من هذا الذلّ المتكرّر، فأولادنا تبكي في السيارات ونحن نستغيث وما من مجيبٍ". وإذ حمّل أحدهم "كامل المسؤولية لهذه الدولة الفاشلة"، وتساءل "أين هم المعترضون على تسكير الطرقات؟ فليأتوا اليوم وليفتحوها"، كتب آخر يحمّل "الأشخاص الذين كانوا يقطعون الطرقات بالسواتر الترابية وغيرها المسؤولية"، في حين ارتأى البعض الاستهزاء من هذا المشهد قائلاً: "صار عنا (لدينا) نهر بالناعمة" في إشارة إلى منطقة الناعمة التي لا يوجد فيها نهر.

عرقلت الأمطار حركة السير (فيسبوك)

وتداول آخرون صورة لأحد الشبان الذي عمد إلى شراء فنجان قهوة والجلوس على سطح سيارته في دلالة على أن "العَلقة طويلة"، في حين كتبت شابة تقول: "ما بعرف ليش بدكم (لا أعرف لماذا تريدون أن) تثوروا على دولة عملتلنا شلالات؟". وتداول الناشطون صورة لآلة سحب مصرفي وقد غمرتها مياه السيول، وكتب أحدهم: "رجعت (عادت) السيولة عالبنك وأخيراً".


وكانت وزارة الأشغال العامة والنقل أكّدت في بيان أنّ ورشها وأجهزتها الفنية المكلفة بأعمال تنظيف مجاري تصريف مياه الأمطار "متواجدة على الأرض وتقوم بالأعمال والأشغال المطلوبة منذ مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي على الأوتوسترادات الدولية والطرق الرئيسية المكلفة صيانتها، على الرغم من عدم تأمين الاعتمادات اللازمة لذلك".

هطلت أمطار غزيرة (فيسبوك)

وأوضحت أنّ "ما تشهده بعض الطرقات جراء هطول الأمطار الغزيرة التي أدت إلى تشكل السيول الكثيفة للمناطق الجبلية والمناطق المحاذية للأوتوستراد الدولي يتم معالجتها، كما أنّ الوزارة في أعلى الجهوزية وتقوم بمساعدة البلديات المختصة ضمن إمكانياتها المتوافرة لديها لتأمين انسياب الأمطار، ومواجهة السيول والفيضانات في بعض المناطق".

غمرت مياه الأمطار الشوارع (حسين بيضون)




ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون