والأسبوع الماضي، سجّلت محافظة القيروان وسط تونس حالتي وفاة بمنطقة ريفية في معتمدية "بوحجلة" بعد إصابتهما بسمّ العقارب، ما تسبب في هبوط حادّ في جسميهما نتجت عنه وفاة طفلة في سنّ الثامنة وأخرى في سنّ السابعة عشرة.
وتتواتر على المؤسسات الصحية بمحافظة القيروان منذ بداية فصل الصيف، حالات كثيرة لمصابين بسموم الزواحف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة هناك إلى معدلات قياسية فاقت الخمسين درجة.
وأحصت السلطات الصحية المحلية بمدينة القيروان 666 إصابة بسمّ العقارب، وهو أكثر من ثلثي الإصابات على المستوى الوطني بحسب ما صرّح به الدكتور شكري حمودة مدير عام إدارة الصحة الأساسية.
وقال حمودة لـ"العربي الجديد"، إنّ مصالح الوزارة سجلت إلى حدود 15 أغسطس/ آب الجاري 860 إصابة بلدغات العقارب مصرحاً بها، من بينها 666 حالة في محافظة القيروان وأخرى موزعة على مناطق صحراوية جبلية، حيث توفر الأحراج بيئة خصبة لتكاثر الزواحف السامّة ويرتفع خطر الإصابة بسمومها، بحسب قوله.
وأضاف المسؤول بوزارة الصحة، أن عدد الإصابات هذا العام في انخفاض مقارنة بالسنوات الماضية، إذ بلغ عدد الحالات المصرح بها 14237 عام 2017 و11896 عام 2018، مع تسجيل 3 وفيات العام الجاري مقابل 4 وفيات العام الماضي.
وشرح الدكتور شكري حمّودة، أن السبب الرئيسي للوفيات هو حدوث هبوط حادّ في أجهزة الجسم تؤدي إلى صدمة قلبية، مشيراً إلى أن البحوث السريرية الإكلينيكية التونسية أثبتت أن أغلب حالات الوفاة تكون ناتجة عن الصدمة القلبية التي يحدثها تسرّب السم إلى عضلة القلب.
وأفاد في السياق أن نتائج البحوث السريرية في مخابر البحث التونسية ساعدت على حسن التعهد بالمصابين والتقليل من مخاطر سم العقارب، ومن ثم تفادي التعكرات الصحية التي تؤدي إلى وفاة الملدوغ، مشيراً إلى أن تونس كانت تسجل في تسعينيات القرن الماضي نحو 100 حالة وفاة سنوياً، قبل أن ينخفض هذا الرقم إلى ما دون العشر في أول الألفية الحالية.
وتطلق وزارة الصحة سنوياً مع بداية فصل الصيف حملات توعية، للوقاية من لدغات العقارب وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، وما يتبع ذلك من تغير لسلوك بعض الزواحف السامّة كالعقارب والثعابين.
وترتكز هذه الحملة أساساً على تعزيز التوعية والوقاية من مخاطر التسمم بالعقارب والثعابين، وتقديم الإسعافات الضرورية للّذين تعرضوا للدغ هذه الحشرات السامّة التي توجد بالخصوص في مناطق الوسط وجنوب البلاد، مع توفير علاج لدغات العقارب في المراكز الصحّية التابعة للوزارة خلال فصل الصيف.
وتعتبر مصادر طبّية أن وعي المواطن وحسن استجابته للتوصيات في ما يتعلق بالمحافظة على نظافة المحيط، والتوجه السريع للتداوي بالمراكز الصحّية، هي أحسن ضمان للحفاظ على صحته والوقاية من المضاعفات التي قد تنتج عنها.