أكثر من 7 آلاف إعاقة سببتها الحرب في اليمن

03 ديسمبر 2017
ذوو الإعاقة والحرب (Getty)
+ الخط -

لم يعد زيد محمد (30 عاماً) قادراً على الخروج من منزله أو ممارسة أي عمل يساعده على كسب الرزق منذ إصابته بشظايا قنبلة يدوية تسببت له في إعاقة كلية قبل عام، أثناء المواجهات المسلحة التي تشهدها تعز وسط البلاد. وزيد هو واحد من أكثر من 7 آلاف صاحب إعاقة حوّلت الحرب حياتهم إلى أيام صعبة ينقصها الدعم بكل أشكاله.

يقول زيد محمد، لـ"العربي الجديد": "أصبحت سجين هذه الغرفة، ولم أعد قادراً على العمل أو مجرد الحركة إلا بمساعدة من حولي"، مشيرا إلى أنه لم يتلق أية مساعدة منذ إصابته.

ويضيف "فقدت عملي، وخسرت الكثير، وأصبحت زوجتي هي من تقوم برعايتي إلى جانب أطفالي"، مبدياً استياءه من الجهات الحكومية وعدم اهتمامها بذوي الإعاقة بسبب الحرب.

وكانت الحرب قد تسببت في تفاقم معاناة المعاقين، لاسيما بعد توقف عمل أكثر من 350 مركزاً ومنظمة ومعهدا متخصصا في الرعاية والتدريب والتأهيل، منذ اندلاع الحرب وانقطاع الموارد.

وترى أم عبد الرحمن الحليلي، أن الحرب قتلتها مرتين، الأولى عندما كانت سببا في خسارتها قدميها، والثانية عندما حرمتها إعاقتها التامة من محاولة الاندماج في المجتمع. وتقول لـ"العربي الجديد": "قدر الله أن أخسر قدميّ، لكن ما يؤلمني أكثر أنني قادرة على أن أعيش أفضل وإن كنت معاقة لكني لا أستطيع ذلك، فالحرب تمنعنا من ممارسة حياتنا الطبيعية".

وتلفت إلى أن ظروف الحرب تجعلها حبيسة المنزل، ويصعب على زوجها أو إخوتها تحمّل أعباء إخراجها "كما أن أغلب المراكز المتخصصة في رعاية المعاقين مغلقة". وتضيف الحليلي: "كنت أرغب في إكمال دراستي الجامعية، لكن هذا الأمر بات صعباً في مثل وضعي وأنا بدون قدمين، والحرب مستمرة".

ويؤكد المدير التنفيذي للمنتدى اليمني للأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن، فهيم القدسي، أن يوميات الحرب تضاعف معاناة ذوي الإعاقة في اليمن وترهق أسرهم. ويقول القدسي لـ"العربي الجديد" إن هناك عدداً كبيراً من أصحاب الإعاقة حرموا من جلسات العلاج الطبيعي في عدد من المراكز المتخصصة التي أغلقت بسبب الأوضاع، ما سبب تدهوراً في الحالة الصحية للأشخاص المستفيدين من هذه المراكز. ويشير إلى أن ما يقرب من 180 ألف معوّق انقطعت عنهم معظم الخدمات.

ويضيف: "يعاني كثير من المعاقين من التقرحات والجروح بسبب الجلوس لفترات طويلة، نظراً لشح الأدوية وتردي أوضاعهم المعيشية، وغلاء أسعار المواد الغذائية والأدوية المتوفرة".





وتعتبر جهود المنظمات الدولية والمحلية الساعية إلى مساعدة ذوي الإعاقة في اليمن محدودة ومتواضعة، لأسباب تتعلق بأوضاع الحرب. ووفقا لبيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، تمكّن قرابة 25400 من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستفادة من الدعم المقدم من اللجنة الدولية خلال عام 2016، إذ حصل 12800 مريض على العلاج الطبيعي، وأنتج ما يزيد على 394 طرفًا اصطناعيًا، وتمكّن 5977 مريضاً من الاستفادة من أجهزة تقويم العظام.

يحتفل ذوو الإعاقة في اليمن هذا العام بيومهم العالمي، تحت شعار "نحو مجتمع مستدام ومرن للجميع"، في فعالية ينظمها المنتدى اليمني للأشخاص ذوي الإعاقة في صنعاء، وفقا لما ذكره رئيس المنتدى، حسن إسماعيل.

ويؤكد إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، أن الاحتفال بهذا اليوم يسلط الضوء على قضية نزوح الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تعد من أبرز التحديات التي تواجه الأشخاص المعاقين، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الصعوبات التي يعاني منها النازحون من ذوي الإعاقة.

ويضيف أن مصابين كثرا بإعاقات وأسرهم لم يستطيعوا مغادرة منازلهم إلى أماكن أخرى آمنة، وأن "الإعاقة أجبرتهم على البقاء في مناطق تشهد اشتباكات مسلحة وظروفا اقتصادية صعبة، فضلاً عن أن الريف اليمني لا يناسب عادة الأشخاص ذوي الإعاقة لممارسة حياتهم الطبيعية، ولو بحدودها الدنيا، نتيجة وعورة الطرق وعدم ملاءمة المنازل، وغياب الخدمات الصحية التي يحتاجها كثيرون بصورة مستمرة".

وبحسب صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في اليمن، تسببت الحرب في أكثر من 7000 حالة إعاقة، أغلبها شملت بتر الأطراف، ومن بين تلك الحالات نساء وأطفال. وهذا الرقم يضاف إلى مليوني صاحب إعاقة في اليمن، لم تعد تصلهم أي خدمات صحية أو اجتماعية هم في أمسّ الحاجة إليها.

أما الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين، فأشار إلى أن أعداد ذوي الإعاقة يتجاوز ثلاثة ملايين و700 ألف، في حين يعتقد أن الحرب الدائرة حالياً في البلاد خلفت 92 ألف معوّق، من جراء قصف المنازل المأهولة بالسكان وزراعة الألغام.


المساهمون