شاركت مدن وأقضية الساحل اللبناني من عكار وطرابلس والبترون شمالاً إلى جبيل وجونية وساحل المتن وبيروت والشوف وسطاً إلى صيدا وصور جنوباً، في سلسلة بشرية طويلة شبك فيها المتظاهرون المشاركون في الحراك الشعبي المستمر منذ 11 يوماً لإسقاط الحكومة والطبقة السياسية الفاسدة، أيديهم مع بعضهم بعضاً. وذلك في تعبير عن الوحدة الوطنية والهوية العابرة للطوائف، في تحرك جديد بدأ عند الساعة الحادية عشرة من صباح الأحد، وانتهى في الرابعة من بعد الظهر.
السلسلة، وهي بعنوان "إيد بإيد من الجنوب للشمال" وبوسم #لبنان_يتحد، جرى التنسيق لها منذ السبت، وانتشرت الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع توجيهات حول الوقت وأماكن التجمع وأسماء المنسقين في كلّ محلة مع أرقام هواتفهم.
ومع انطلاقها في النقاط المحددة في بيروت تمكنت من الاتصال بعضها ببعض في معظم المناطق، لا سيما عند ساحة الشهداء امتداداً إلى الواجهة البحرية عند البيال فالسان جورج فكورنيش المنارة ثم الروشة والرملة البيضاء، وحدث الأمر نفسه في بقية الأقضية والمدن، وإن انقطعت السلسلة في أماكن مختلفة لظروف عدة.
حمل المشاركون الأعلام اللبنانية حصراً، وكانت الأجواء احتفالية عموماً، خصوصاً مع مشاركة مكثفة للأطفال، بالرغم من الشمس الحارقة التي أزعجت كثيرين، مع العلم أنّ الدعوة طلبت من الجميع إحضار مظلاتهم التي كانت ستحميهم من الأشعة، فلم يلبِّ كثيرون ذلك.
تجدر الإشارة إلى أنّ "السلسلة البشرية" أسلوب احتجاج لا عنفي، اعتمد في كثير من دول العالم، في قضايا مختلفة. وكان للسلسلة حضور مشهود في بداياتها في عدد من مدن أوروبا عام 1982 احتجاجاً على نشر الولايات المتحدة صواريخها في ألمانيا الغربية. وفي الآونة الأخيرة ازداد تنظيم "السلسلة البشرية" في عدد كبير من الأحداث وفي مدن كثيرة حول العالم، من بينها في هونغ كونغ احتجاجاً على الحكومة الصينية في أغسطس/ آب الماضي، وفي الباسك، بإسبانيا، في يونيو/ حزيران 2018، مطالبة بحق الباسكيين بتقرير مصير إقليمهم.
وبالعودة إلى لبنان، نجح المتظاهرون في تشكيل سلسلة طولها 170 كيلومتراً، بحسب ما أفاد المنظمون وكالة "فرانس برس". وقالت جولي تيغو بو ناصيف التي شاركت في التنظيم: "يمكنني أن أؤكد أنّ تشكيل السلسلة البشرية قد تمّ بنجاح".