قبيل اجتماع حاسم لأوبك... ماذا يقول منتجو النفط؟

06 ديسمبر 2018
A760B7E3-96BD-426C-AB4E-FD5507E94821
+ الخط -
لا اتفاق حتى الآن ما بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من جهة، وروسيا من جهة أخرى، على حصص خفض إنتاج النفط في العام 2019، وذلك قبيل اجتماع سيعقد بين الطرفين يوم الجمعة، بعد اجتماع مغلق يعقده أعضاء أوبك لوحدهم اليوم الخميس، وذلك لحسم موضوع الاتفاق على تحديد حجم الإنتاج العام المقبل.

وقالت مصادر من أوبك وخارجها إن السعودية  تريد أن تساهم موسكو في خفض الإنتاج بما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف برميل يوميا لكن روسيا تصر على أن الخفض يتعين أن يكون بنصف هذه الكمية فقط... هذا الموضوع تسبب في مشكلة من قبل الطرف الروسي، اتضحت مع إعلان روسيا اليوم الخميس أنها ستجد صعوبة في خفض إنتاج النفط  خلال الشتاء.

ووسط الضبابية التي سادت أجواء ما قبل انعقاد الاجتماع المغلق لأوبك، هبط خام برنت 5% إلى 58.49 دولاراً للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط 4.7% إلى 50.38 دولاراً للبرميل.

وتراجعت أسعار النفط بمقدار الثلث تقريبا منذ أكتوبر/ تشرين الأول إلى نحو 61 دولارا للبرميل حيث رفعت السعودية والإمارات إنتاجهما منذ يونيو/ حزيران بعدما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى زيادة الإنتاج لتعويض تراجع الصادرات الإيرانية.

فما هي أبرز المواقف قبيل اجتماع "أوبك"؟


روسيا... منافسة لأوبك

قال مندوبان في أوبك إن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك سيبحث في موسكو موضوع خفض الإنتاج وسيسعى للحصول على الموافقة النهائية من الرئيس فلاديمير بوتين.

وأشارت السعودية إلى رغبتها في أن تخفض أوبك وحلفاؤها الإنتاج بما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يوميا، بما يعادل 1.3 بالمئة من الإنتاج العالمي.

وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء الأربعاء نقلا عن مصدر بأوبك أن المنظمة وحلفاءها بقيادة روسيا يناقشون فكرة خفض إنتاج النفط العام المقبل بالعودة إلى حصص الإنتاج المتفق عليها في 2016. وستعني هذه الخطوة خفض إنتاج النفط بأكثر من مليون برميل يوميا.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله اليوم الخميس إن روسيا ستجد صعوبة أكبر في خفض إنتاجها النفطي خلال الشتاء مقارنة مع المنتجين الآخرين نظرا لظروف برودة الطقس في حقول النفط الروسية.

ونسبت إنترفاكس إلى نوفاك قوله: "قلناها من قبل... بالنسبة لنا الأمر أصعب بكثير من الدول الأخرى، وهو ما يرجع إلى أحوالنا المناخية. تلك سمة خاصة بقطاع إنتاج النفط لدينا".


السعودية تنتظر روسيا


ولمحت السعودية، أكبر منتج في أوبك، إلى أنها تريد من المنظمة وحلفائها خفض الإنتاج بما

لا يقل عن 1.3 مليون برميل يوميا أو 1.3 بالمئة من الإنتاج العالمي. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، قبيل دخوله اجتماع "أوبك"، إن ارتفاع إنتاج النفط السعودي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يرجع إلى الطلب.



وتابع: "صادرات المملكة ستكون أقل من 8 ملايين برميل يومياً في ديسمبر/ كانون الأول، وأن الخيارات تشمل خفضا ما بين 500 ألف إلى 1.5 مليون برميل يومياً، وإذا لم يكن الجميع مستعدين لخفض الإنتاج الآن فسوف ننتظرهم"، آملاً في انضمام دول أخرى إلى أوبك. وأضاف: "كنا نفضل لو استمرت قطر في أوبك".

ولفت الفالح إلى أن السعودية مستعدة "لتحمل التبعات في حالة إبرام اتفاق أو عدم إبرام اتفاق، وأن روسيا متغير واحد فحسب داخل معادلة معقدة"، معتبراً أن السؤال هو حجم ما ستخفضه روسيا ومتى، وأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بما في ذلك عدم إبرام اتفاق".

وفي حين أشار إلى أن من المهم مشاركة المنتجين غير الأعضاء في أوبك، اعتبر أنه لا يريد إحداث صدمة للسوق، وأنه يأمل في الاتفاق على شيء بنهاية يوم غد/ ولكن "لا يوجد اتفاق حتى الآن على خفض الإنتاج".

وقال الفالح إنه يفضل عدم إعطاء استثناءات من خفض الإنتاج (في إشارة إلى إيران)، ولفت إلى أنه التقى بالممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران وإنه لم يحثّ أوبك على عدم خفض الإنتاج، وأن ترامب محق في اهتمامه بصالح المستهلك الأميركي (من ناحية قيامه بضغوطات لعدم خفض الإنتاج).

إيران: لن نخرج من أوبك

بدوره، قال وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه إن طهران ستحقق التوازن في الميزانية حتى في ظل العقوبات الأميركية، لافتاً إلى أن طهران لن تخرج من أوبك.

وأضاف زنغنه أن فائض النفط العام القادم قد يكون كبيرا عند 2.4 مليون برميل يومياً، ثم تابع قائلا: "لن ننضم لأي اتفاق لخفض الإنتاج لحين رفع العقوبات الأميركية، ويجب استثناء طهران من أي اتفاق لخفض إنتاج النفط". 

وشرح أن ميزانية إيران ستكون بلا عجز عند تحقيق سعر 50 دولارا لبرميل النفط، لافتاً إلى أن روسيا ستساهم في الخفض لكن هناك تساؤلا بشأن التوقيت. وأكد أن "تسعير النفط باليورو ليس ضمن جدول أعمالنا".

غينيا والعراق: لا نريد خفضاً قوياً

وقال وزير النفط بغينيا الاستوائية، غابرييل مبيغا أوبيانغو ليما: "نعتقد أن سعر النفط عند نحو 60 دولارا للبرميل هو الأفضل للجميع"، ولفت إلى أن "هدفنا الحفاظ على استقرار السوق في الأجل الطويل، ولكننا لا نريد أن تنخفض أسعار النفط كثيرا أو ترتفع كثيرا".

بدوره، أكد وزير النفط العراقي ثامر الغضبان، أن بلاده ستلتزم بأي قرار تتخذه أوبك، لافتاً إلى أن انخفاض أسعار النفط ليس في مصلحة أعضاء أوبك. وشرح أن طاقة إنتاج العراق من النفط ستبلغ 5 ملايين برميل يومياً في 2019.

في حين بقي وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو على الحياد، وقال: "دول أوبك تدرس خفض الإنتاج مليون برميل يومياً، وسنقوم بما هو مناسب للبلاد ولأوبك".

مباحثات قطرية إيرانية

أفاد موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية اليوم، بأن وزير النفط الإيراني التقى بنظيره القطري في فيينا، وبحثا انسحاب قطر من أوبك، وتراجع حصة أعضاء أوبك في سوق النفط وتنامي دور دول أخرى في قرارات المنظمة.

وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، سعد شريدة الكعبي، إنه سيحضر فقط مراسم افتتاح اجتماع أوبك ولن يشارك في مزيد من الاجتماعات.

وتابع: "لقد كتبت خطابا إلى الأمين العام لمنظمة أوبك، طالبا حضور فقط افتتاح الاجتماعات العامة، لأن التزاماتنا بنهاية العام تشمل المشاركة في اجتماعات أوبك. بعد ذلك سيناقشون تخفيضات الإنتاج، وأخطرت بأنني لن أحضر الجلسة الختامية، وبما أننا لن نشارك في تخفيض الإنتاج في المستقبل، فسيكون وجودي في المناقشة غير لائق".

ذات صلة

الصورة
الجزائرية سارهودا ستيتي أكبر الحجاج سنا، 10 يونيو (إكس)

مجتمع

وصلت إلى السعودية، الثلاثاء، الجزائرية صرهودة ستيتي، التي تعد أكبر الحجاج سنّاً في هذا العام، بعمر 130 عاماً. وحظيت باستقبال حافل لدى وصولها على كرسي متحرك.
الصورة
آلاف الحجاج يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الحرام حول الكعبة، 7 يونيو 2024(عصام الريماوي/ الأناضول)

مجتمع

 يتدفّق الحجّاج المسلمون على مكة المكرمة قبل بدء موسم الحج في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مع عودة المناسك السنوية إلى حجمها الضخم.
الصورة
بلينكن يلتقي بن سلمان في الرياض

سياسة

قال أنتوني بلينكن، إنه لا يعلم موقف إسرائيل من خطة التطبيع مع السعودية التي تتضمن خريطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية، بالإضافة إلى الهدوء في قطاع غزة.
الصورة
مقاتلون حوثيون قرب صنعاء، يناير الماضي (محمد حمود/Getty)

سياسة

بعد 9 سنوات من تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن، لم يتحقّق شيء من الأهداف التي وضعها هذا التحالف لتدخلّه، بل ذهب اليمن إلى حالة انهيار وانقسام.
المساهمون