هل عاد برشلونة إلى كوكب الأرض؟

08 ابريل 2016
بأي وجه سيظهر برشلونة في المواجهات القادمة؟ (getty)
+ الخط -
"أريد أن ألمسك لأتأكّد أنك لست من كوكبٍ آخر".. هذه كانت العبارة التي قالها الحارس العملاق جانلويجي بوفون عند لقائه ليونيل ميسي.. وهذه هي الصفة التي رافقت مؤخراً فريق ميسي، برشلونة، "فريق من كوكبٍ آخر".

فبرشلونة، والذي استحق هذا الوصف دون أدنى شك، لم يعد في الفترة الأخيرة يمارس كرة القدم التي نعرفها، بل أصبح يمارس "إهانة الخصوم" حتى في عقرِ دارهم، يمارس السيطرة على المباريات التي يخوضها بنسبة 99%، يمارس خلق العقد النفسيّة للأندية وجماهيرها. حيث يكفي أن يستلم لاعبو البارشا الكرة، لتصبح المباراة تُلعب في جهةٍ واحدة من الملعب.

برشلونة هذا جعل أكبر الأندية والمدرّبين يتمنّون عند مواجهته أحياناً أن يخرجوا من المباريات بأقل قدرٍ من الخسائر.. أقل قدر من "الإهانة".

لكن، هل بدأ هذا الأمر يأخذ طريق النهاية أم ماذا؟ ففي آخر مباراتين للنادي الكتالوني، بدا وكأن "هيبة" برشلونة قد فقدت شيئاً من بريقها، بعد أن فاز بل سحق غريمه التقليدي ريال مدريد في ذهاب الكلاسيكو وفي عقر دار الأخير بأربعة أهدافٍ دون ردّ، وبدون نجمه ليونل ميسي، خسر بشكلٍ مفاجئ على أرضه في إياب الكلاسيكو.. على الرغم من اكتمال صفوفه وخاصة خط هجومه "المُرعب"، وأمام فريق منقوص! الأمر الذي ترك العديد من علامات الاستهجان عند الجميع، ليس فقط جماهيره.

أتت بعدها مباراة ربع النهائي في دوري الأبطال أمام الفريق المدريدي الآخر، أتلتيكو مدريد، الذي سيطر على المباراة وتحكّم بزمام الأمور وكاد أن يُحرج البارشا مرة أخرى توالياً على أرضه وأمام جماهيره، وبعشرة لاعبين "مجدّداً".. لولا أن لاعبي البارشا تمكنّوا من الاستفادة من النقص العددي لأتلتيكو وخطف الفوز في آخر ربع ساعة من المباراة.

لكن على الرغم من هذا الفوز، سيدخل برشلونة مباراة الإياب على ملعب فيسينتي كالديرون مهدّداً بتوديع البطولة. فأتلتيكو مدريد خصمٌ قوي وعنيد، خاصة على أرضه، وسيدخل هذه المباراة بجعبته هدف وزنه ذهب، حيث يكفيه الفوز بنتيجة واحد لصفر ليضمن التأهل للدور نصف النهائي.

الآن، بعد أن كان برشلونة المرشّح الأقوى والأبرز للفوز باللقب، يجد نفسه مهدّداً بتوديع البطولة من الدوري ربع النهائي.

هل هي مجرّد "سقطة"، تشبه تلك التي تمرّ بها جميع الأندية من حين لآخر؟ هل سيتمكّن برشلونة من تخطّي هذه الأزمة ويعود إلى التحكّم بزمام الأمور مجدّداً؟ أم أنها بداية نهاية لفريق أسطوري قد لا يتكرّر في التاريخ؟

الأيام القليلة المقبلة ستحمل لنا الإجابات على كل هذه التساؤلات، سنعرف إن كان برشلونة سيعود إلى كوكبه، أم أن تذكرة سفره لكوكب الأرض هذه المرّة كانت "رحلة ذهاب" فقط.

المساهمون