تستضيف مدينة القامشلي في ريف الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، معرضاً دائماً للأدوات واللقى التراثية من المقتنيات التي كانت تستخدمها الشعوب العربية والسريانية والكردية في منطقة الجزيرة السورية.
المعرض يسلط الضوء على تاريخ هذه المنطقة التي تعاقبت عليها العديد من الحضارات، وتركت كل منها أثراً ما زال حاضراً إلى اليوم.
ويحوي المعرض بعضاً من المقتنيات المنزلية والزراعية والصناعية، وما كان يلبسه الرجال من أحذية وثياب وكذلك مقتنيات خاصة بالنساء، إضافة إلى أدوات التجميل.
ومن أهم الأدوات التي يمكن رؤيتها على رفوف المعرض أدوات زراعية كالمنجل بكافة أشكاله وآلات الحراثة والحصاد، إضافة إلى أدوات أخرى كانت تستخدم في السقاية واستخراج المياه من الآبار وصناعة اللبن والجبن، وأدوات أخرى لصيد الطيور والحيوانات.
يقول منظم المعرض، أندراوس يوسف شابو، لـ"العربي الجديد": "بدأت فكرة المعرض منذ نحو 50 عاماً، عندما بدأ والدي بتجميع هذه الأدوات الخاصة بتراث المنطقة، وخاصة من التراث السرياني، وبدأ العمل به قبل 35 عاماً، وتوسّع ليشمل مقتنيات عربية وكردية إلى جانب السريانية".
ويضيف أن المعرض يضم اليوم أكثر من 300 قطعة تراثية جمعت من القرى المحيطة بمدينة القامشلي، ولا يوجد معرض آخر يشبهه في منطقة الجزيرة السورية.
بدوره، يقول أحمد ماردنلي، وهو أحد زوار المعرض، لـ"العربي الجديد": "زرت المعرض، وأدهشني العدد الكبير من المقتنيات، كانت هناك أدوات ومقتنيات لم أرها من قبل، وتعرّفت عليها أول مرة عن طريق أندراوس شابو".
أما عيسى وهو زائر آخر فيقول أيضاً لـ"العربي الجديد": "أعطاني المعرض شعوراً بأهمية هذه المنطقة تاريخياً، واطلعت من خلاله على تاريخ منطقتنا الغني بالثقافة والحضارة الإنسانية التي انتشرت في العالم، وقدمت للبشرية الكثير من المعارف والعلوم".