صالات السينما في القامشلي: مقاعد فارغة وشاشات منسية وعشاق الفن السابع يبحثون عن بدائل

الدوحة

عماد كركص

عماد كركص
15 ابريل 2024
صالات السينما في القامشلي السورية.. بين الغياب والتعويض
+ الخط -
اظهر الملخص
- صالات السينما في القامشلي السورية، التي كانت مراكز للحراك الثقافي، تواجه الإهمال والنسيان بسبب التطور التكنولوجي وتغير عادات المشاهدة.
- حادثة حريق في سينما شهرزاد عام 1960 أدت إلى وفاة 280 شخصًا، مما تسبب في نفور الأهالي من السينما وأثر سلبًا على صالات العرض.
- عشاق السينما في القامشلي يتجهون إلى إنشاء مراكز ونوادي سينمائية خاصة بعد الثورة السورية، للحفاظ على الثقافة السينمائية وتوفير فضاء للعروض والنقاشات الثقافية.

مقاعد فارغة، وشاشة كبيرة نسيت الألوان والحركة، وأبواب مغلقة إلا من عشاق الحنين إلى الماضي؛ هو الحال بالنسبة لصالات السينما في مدينة القامشلي السورية الواقعة في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد.

تُعرف مدينة القامشلي بحراكها الثقافي النشط منذ بدايات القرن الماضي، فازدهرت فيها حركة الفن والثقافة وخرّجت أجيالاً من المبدعين والأدباء والمثقفين، وكانت من أوائل المدن السورية التي دخلت إليها السينما، بيد أن صالات السينما في المدينة اليوم باتت مهجورة لأسباب متراكمة، سنتعرف عليها من خلال عشاق السينما في المدينة والعاملين في مجالها.

يشير الكاتب عبد الحكيم بيجو، وهو أحد أبناء المدينة، بأن القامشلي كانت فيها ثلاث صالات للسينما، هي "دمشق" و"شهرزاد" و"حداد"، يقصدها عشاق الفن السابع في القامشلي لمتابعة الأفلام التي كانت تُعرض في ذلك الوقت، إذ يعود إنشاء صالات السينما في المدينة إلى عشرينيات القرن الماضي، بحسبه. ويلفت بيجو في حديثه لـ"العربي الجديد"، بأن التطور التكنولوجي ودخول التلفزيون ومن ثم أجهزة الفيديو وبعدها الإنترنت إلى حياة الناس، جعلا ارتياد السينما أمراً نادراً، قبل أن ينتهي الحال بصالات السينما بإغلاقها أو هجرانها.

يستذكر محمود حسن، وهو مهندس من أبناء القامشلي، حضوره العروض السينمائية في نهاية خمسينيات القرن الماضي، داخل سينما شهرزاد في بلدة عامودا التي تبعد كيلومترات قليلة عن القامشلي وتتبع لها. لكن حادثة مفجعة ألمّت بتلك السينما وسكان المدينة، عند عرض الفيلم المصري شبح آخر الليل في نوفمبر/تشرين الثاني من 1960، الذي كان من المقرر أن تذهب عائداته لدعم الثورة الجزائرية التي كانت مندلعة آنذاك.

أثناء العرض، اندلع حريق في صالة السينما حيث قضى 280 شخصاً بينهم 200 طفل من طلاب المرحلة الابتدائية، حينها باتت السينما شؤماً بالنسبة لسكان البلدة، وبات الأهالي يمنعون أولادهم وأنفسهم من الذهاب إلى صالات السينما، حتى بداية ثمانينيات القرن الماضي. لكن حسن يذكر أيضاً في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه بعد ذلك، تقلّص الإنتاج السينمائي في سورية، وقلّ الاهتمام بالسينما، وتقلصت المواد المكتوبة من أجل السينما.

تتميز مدينة القامشلي بتنوع ثقافي واسع، فسكانها خليط من العرب والأكراد والأرمن والسريان والتركمان، مع دياناتهم المختلفة، حيث يلفت عبد الباري أحمي، وهو كاتب من القامشلي، إلى أن العروض كانت تحضرها العائلات من مختلف هذا التنوع، حيث كانت الصالات عبارة عن طابقين، الأرضي للشبان والعلوي للعائلات.

إغلاق صالات السينما في القامشلي دفع عشاق الفن السابع إلى افتتاح مراكز خاصة وصالات صغيرة اتخذوها أماكن للتجمع وحضور أفلام بشكل أسبوعي ومناقشة آخر أخبار السينما، فكان نادي قامشلي السينمائي ومركز يك بار ومراكز عدة أخرى تعويضاً عن غياب الصالات الرسمية، وتلك المراكز حضرت بعد اندلاع الثورة السورية.

تشير الممثلة السينمائية، نجبير غانم، إلى أن صالات السينما في مرحلة من المراحل باتت ترتبط بسمعة غير جيدة، في إشارتها إلى بعض العروض التي توصف بالمخلّة وكانت تُعرَض في مراحل لاحقة، وكان الأهالي يحذرون أبناءهم من الذهاب إلى الصالات بناء عليها.

وتشير غانم لـ"العربي الجديد" إلى أن دور صالات السينما انتهى قبل اندلاع الثورة السورية بقليل، نتيجة عوامل عدة من بينها عامل "السمعة" الذي تحدثت عنه، لكن بعد الثورة بدء الاهتمام بالسينما والعروض السينمائية، وحدث ما يشبه التغير في الفكرة النمطية عن ذلك، وبالتالي افتتحت بعض المراكز الثقافية والنوادي، التي باتت تعرض الإنتاجات السينمائية بالرغم من عدم وجود صالات سينما في المدينة.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
المساهمون