افتتح اليوم الأربعاء معرض الصور الضوئية في مبنى المتحف الوطني في مدينة إدلب، شمال غربي سورية، بعد أن دعا إليه ناشطون من محافظة حلب في الذكرى السادسة للتهجير القسري ضمن حملة "راجعين يا حلب"، والذي تضمن صوراً توثّق حياة أكثر من ربع مليون مدني في الأحياء الشرقية لمدينة حلب المحاصرة.
وقال أحد القائمين على التحضيرات للمعرض الناشط معتز خطاب لـ"العربي الجديد": "نعيش اليوم الذكرى السادسة لأكبر عملية تهجير في سورية وفي العصر الحديث، أقمنا المعرض تحت عنوان "راجعين يا حلب" للتعبير عن حقنا في العودة لبيوتنا دون إجرام بشار الأسد".
وأخذت الصور المعروضة بعدسة الإعلاميين المحاصرين في فترة الحصار، وبعدها التهجير. وأضاف خطاب: "اخترنا لهذا المعرض أكثر الصور المؤثرة لتصل رسالتنا للعالم في التأكيد على حقنا بالعودة ومحاسبة المجرم بشار الأسد".
أمّا الناشط إسماعيل عبد الرحمن، المهجر من مدينة حلب والمقيم حالياً في مدينة إدلب، فقال لـ"العربي الجديد" حول صوره في المعرض: "هذه المبادرات مهمة جدّاً لتذكير العالم بحقنا وبضرورة محاسبة المجرمين، وثّقت بعدستي العديد من الحالات ضمن فترة الحصار، ولكن أكثر الصور التي تأثرت بها عند التقاطها كانت صورة طفلتين أنقذتا من تحت الركام".
وأشار عبد الرحمن إلى إحدى الصور قائلاً: "هذه الصورة بعد إنقاذ الطفلتين من تحت الركام ولحظة سؤالهما عن أبويهما اللذين قتلا ساعتها بفعل برميل متفجر ألقته المروحيات التابعة للنظام السوري فوق منزلهم في حي البياضة قرب قلعة حلب".
وعرضت الصور الفوتوغرافية إلى جانب فيلم وثائقي، أعدّه الناشطون، ووثّقوا من خلاله مختلف جوانب الحياة في فترة الحصار والتهجير، من المظاهرات إلى قتل المدنيين وتدمير منازلهم، وحتّى خروجهم إلى محافظة إدلب.
وأعاد المعرض إلى المهجر من مدينة حلب محمد البكور ذكرياته حول أيام الحصار، وقال في حديث مع "العربي الجديد": "هذه ليست مجرد صور، بل هي وقائع وأحداث وتاريخ. تذكرت من خلالها طفولتي في مدينة حلب والصواريخ التي ضربتنا والشهداء الذين سقطوا بفعلها، كما عدت بذاكرتي إلى بدايات الثورة وعشت جمالها".
وشهدت مناطق متفرقة شمال غرب سورية وقفات احتجاجية ومظاهرات في الذكرى السادسة للتهجير ضمن "حملة راجعين يا حلب"، والتي بدأت منذ أيام على منصات التواصل الاجتماعي، ودعا خلالها سوريون معارضون إلى محاسبة النظام السوري على أفعاله، وشدّدوا على حق المهجرين في العودة إلى ديارهم، عبر استعمال أكثر من وسم، مثل "راجعين يا حلب" و"راجعين بلا أسد".