كاريكاتير عن غزة يثير الجدل في الكويت

الكويت
avata
أنور الروقي
صحافي كويتي. مراسل العربي الجديد في الكويت
14 نوفمبر 2023
صحيفة الراي الكويتية تتراجع عن كاريكاتير اعتُبر "مسيئاً" للمقاومة
+ الخط -

أثار كاريكاتير نشرته صحيفة الراي الكويتية، الأحد، استياء الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، الذين انتقدوا الصحيفة بسبب الكاريكاتير الذي وصفوه بـ"المسيء" لموقف الدولة الرسمي والشعبي من دعم القضية الفلسطينية، في ظل الحرب المتواصلة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واعتبروا أن هدف الكاريكاتير هو "شيطنة المقاومة الفلسطينية" في القطاع وتصويرها كمنظمة "إرهابية"، كما تروّج الدعاية الصهيونية.

ونشرت صحيفة الراي، واسعة الانتشار في البلاد، كاريكاتير الرسام سامي الخرس في الصفحة الأخيرة من عددها الصادر الأحد، والذي يُظهر رجلاً مُلتحياً، يحمل في يده اليسرى مسواكاً يضعه في فمه وفي يده الأخرى علماً أسود عليه شعار لسيف وبندقية وسطهما قنبلة، ويتكئ على بندقية، وتظهر خلفه آثار دمار مباني غزة المدنية، وطائرات الاحتلال تُحلّق فوقها.

وكتب الناشط حمد المضيان، على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقاً)، مستغرباً نشر الكاريكاتير: "طبعاً كلنا ندري توجّه الأغلب يشوفون أنه حماس مجموعة إرهابية، وخايفين يقولونها وعندهم إسلاموفوبيا أكثر من الأجانب، دائماً عندهم مشكلة مع الإخوان (الإخوان المسلمين)، أو أي أحد ما يعجبهم يحطونه بخانة الإخوان، لكن حماس رمز المقاومة وتاج على راس كل الصهاينة". 

وبدوره، انتقد الناشط السياسي سعد القضاع صحيفة الراي، واصفاً نشرها الكاريكاتير بأنه انضمام إلى "الصهاينة العرب".

بدوره، علّق المدوّن مؤيد صالح الشعبان، قائلاً: "كاريكاتير غير موّفق ومسيء للمقاومة ولأهلنا في غزة، ويخالف توجّه دولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً"، وأضاف: "لا بدّ من إزالته وتقديم الاعتذار الذي يوازي هذه الإساءة".

وقال الكاتب فالح بن حجري: "الكاريكاتير الذي يحتاج مذكرة تفسيرية لشرحه هو كاريكاتير فاشل مهما كانت النوايا حسنة، الكاريكاتير هو فن البساطة ويتلبس حالة الموضوع ويكون كالشهاب أو القنبلة كما قال الكاتب زهير غانم"، وتابع: "عذراً إخواننا في فلسطين، فلدينا ناس ما تعرف تسولف (تتكلم)، وما تعرف ترسم أيضاً".

في المقابل، نشرت صحيفة الراي توضيحاً على لسان رسام الكاريكاتير سامي الخرس، قال من خلاله إنّ كاريكاتيره "لم يحمل أي إساءة للمقاومة الفلسطينية، كما فهم البعض خطأ"، وأنه يقدّر المقاومة ويحترم ما تقدمه من دفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته.

وأوضح الخرس أنّ مقصده من الرسم الكاريكاتيري هو "التعبير بطريقته عن التطرف الذي تتعرض له غزة وفلسطين من مختلف الفئات، والأحزاب التي وقفت مكتوفة الأيدي عن نصرة غزة"، مُضيفاً أنّ "المقاومين في غزة يدافعون اليوم باللحم الحي، وداعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة، التي طالما ادّعت حماية المسلمين، تدير ظهرها اليوم للشعب الفلسطيني، وجاءت المقاومة ببطولاتها لتكشف الحقيقة وزيف خطابهم".

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وأردفت صحيفة الراي التوضيح بقولها إنها "تنشر هذا التصريح التوضيحي للفنان سامي الخرس، وتعرض بعضاً من رسوماته التي تعبّر عن ألمه وتثبت اهتمامه بما أصاب إخواننا في فلسطين من ظلم بيّن، وتنكّر عالمي نعرفه، أو تنكّر من آخرين لم يكن في الحسبان"، وتابعت: "لذا اقتضى التنويه حرصاً على اكتمال الصورة، والاعتذار لمن لم يلمّ بالمقصد من الرسمة، وهذا حال الرسومات الرمزية والكاريكاتير، دوماً تحفّز النقاش وتشحذ الأفكار، ويظل المعنى أحياناً في ذهن الفنان، الذي آثر اليوم أن يكشف مقصده وبوضوح لا يقبل اللبس".

لكن مع ذلك تواصلت الانتقادات للصحيفة، ما دعاها إلى حذف الكاريكاتير من حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك حذفه من موقعها الإلكتروني، على الرغم من أنه نُشر في النسخة الورقية من عدد الصحيفة يوم الأحد.

ذات صلة

الصورة
نتنياهو يشكر أعضاء الكونغرس على تصفيقهم خلال خطابه، 24 يوليو 2024 (فرانس برس)

سياسة

لم يكد نتنياهو يكمل دقيقة كاملة خلال خطابه الذي استغرق 53 دقيقة أمام الكونغرس الأميركي أمس الأربعاء، حتى قاطعه أعضاؤه بتصفيق حار
الصورة
ناشطون يطالبون بوقف إمداد إسرائيل بالسلاح، 24 يوليو 2024 (فرانس برس)

سياسة

اعتدت قوات الشرطة الأميركية على المتظاهرين بالقرب من مبنى الكونغرس، الأربعاء، وذلك على إثر قيام عدد من الناشطين بمحاولة إنزال العلم الأميركي.
الصورة
متظاهرون في واشنطن يحتجون على الحرب في غزة 23 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

شدد أميركيون يهود على ضرورة أن تتوقف الولايات المتحدة عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل التي تقتل آلاف الفلسطينيين في غزة داعين إلى وقف إطلاق النار
الصورة
ناشطون ينظمون تظاهرة ضد نتنياهو في واشنطن 24 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

تحت شعار "لن نجعله يستريح" نظم ناشطون أميركيون تظاهرة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام فندق ووترغيت في العاصمة واشنطن، الأربعاء.
المساهمون