استمع إلى الملخص
- تُعرف أم الجمال بلقب "الواحة السوداء" بسبب صخورها البركانية السوداء، وتتميز بأحواض المياه والقنوات التي تعكس قدرة الأنباط على بناء منظومة ذكية مستدامة.
- يعود تاريخ المدينة إلى أكثر من ألفي عام، حيث استوطنها الأنباط والرومان والبيزنطيون والأمويون والعباسيون، وتعد موقعاً نشطاً للبحوث الأثرية والتراث الثقافي.
أدرجت مدينة أم الجمال الأثرية في محافظة المفرق شمال شرق الأردن ضمن قائمة التراث العالمي، وفق ما أعلنته الجمعة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) التي تعقد اجتماعاً للجنة التراث العالمي في نيودلهي راهناً. وانضمت أم الجمال إلى ستة مواقع أردنية مدرجة في قائمة "يونسكو" للتراث العالمي، وهي بترا وقصير عمرة وموقع أم الرصاص ووادي رم والمغطس والسلط.
وقال وزير السياحة والآثار مكرم القيسي، في بيان، إن أم الجمال هي المدينة النبطية الثالثة بعد البترا وأم الرصاص التي مثلت امتداداً لحكم الأنباط شمالاً وشاهداً على قدرة الأنباط على بناء منظومة ذكية مستدامة على الرغم من شح المياه.
وكانت وزارة السياحة والآثار، ممثلة بدائرة الآثار العامة، قد أرسلت إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ملف ترشيح المدينة لإدراجها في قائمة التراث العالمي. وأوضحت أن عملية التحضير للملف وتجهيزه للترشيح وخطة الإدارة، التي جاءت بالتعاون مع العديد من الشركاء مثل مشروع أم الجمال الأثري وجامعة كالفن وبلدية أم الجمال، استغرقت وقتاً طويلاً. وبينت أن التسليم الأولي للملف تم في 30 سبتمبر/ أيلول 2022، وتم إجراء التعديلات وإرسال النسخة الإلكترونية بشكلها النهائي في 24 يناير/ كانون الثاني 2023.
تبعد أم الجمال 86 كيلومتراً عن العاصمة عمان، وتقع إلى الشرق من صحراء محافظة المفرق (شمال شرق) قرب الحدود السورية، بمساحة إجمالية تصل إلى نحو خمسة كيلومترات مربعة. وتتسم المدينة التاريخية بأحجارها البازلتية السوداء التي يعود تاريخها إلى العصر النبطي الروماني البيزنطي، حيث تعد من أقدم المواقع التاريخية في الأردن.
وتزخر بأعداد كبيرة من أحواض المياه للاستخدام الخاص والعام لأنها بعيدة عن مصادر المياه، ووجد حديثاً بعض القنوات لجر المياه من تحت الأرض يرجح أن سكان أم الجمال كانوا يحصلون على المياه عن طريق سحبها من أماكن بعيدة بواسطتها.
وتُعرف مدينة أم الجمال بلقب "الواحة السوداء"؛ نسبة إلى لون صخورها البركانية، كما تتسم بكثرة وجود الجمال، وتعد أيضاً موقعاً نشطاً للبحوث الأثرية والتراث الثقافي. ويعود تاريخ الأبنية في المدينة الأثرية إلى أكثر من ألفي عام، حيث استوطنها الأنباط والرومان والبيزنطيون والأمويون والعباسيون وتعد أم الجمال إحدى المدن العشر في حلف ديكابولس الذي أقيم أيام اليونان والرومان، وكان يضم عشر مدن في المنطقة الواقعة عند ملتقى حدود الأردن وسورية وفلسطين حيث كانت تُعرف باسم كانثا.