ينبعث عبق الأصالة والتراث الفلسطيني من "خيمة الشعر" التي أقامها أعضاء فرقة "نشامة البادية" للتراث البدوي الفلسطيني، لتقديم لوحات فنية فلكلورية متنوعة، تُظهر حفاظهم على الإرث التراثي لآبائهم وأجدادهم.
وتنطبع ملامح البداوة على مختلف الأنشطة والفعاليات التي يتم تقديمها خلال المهرجانات والاحتفالات والسهرات الليلية، بدءًا من الدحية البدوية، مرورًا بدبكة اليرغول الفلكلورية، ولوحات "الصابية"، وهي لوحات يتم عبرها الرقص بالخيل الجِمال، على نغمات "الأوف" و"الميجانا"، والأهازيج النبطية. ويمارس أعضاء الفريق والذي يتميز أفراده بلباس خاص، أنشطتهم الفنية في مختلف المجالات الوطنية أو المجتمعية، حيث يتم تقديم اللوحات التراثية بما يتناسب مع الاحتفال، إذ يشارك في المُناسبات الوطنية والتراثية، إلى جانب مشاركته الدائمة في الاحتفالات والمُناسبات الاجتماعية، وجلسات السَمَر والمُجاملات.
وتختلف طبيعة العمل وفقًا للمُناسبة المدعوّ لها، إذ يتم في المهرجانات والمُناسبات الوطنية والتراثية - يوم الأرض أو يوم الأسير الفلسطيني أو ذكرى يوم النكبة الفلسطينية – على سبيل المثال، تقديم لوحات الدحية، ودبكة اليرغول، مع الحفاظ على مشهد صبابات القهوة وكانون النار داخل بيت الشعر – وهو أساس عمل الفرقة على اعتبار أنه أحد أهم رموز وملامح حياة البادية – ويُصنع من وبر الماعز أو الجِمال، لكن الأجيال الجديدة، قامت بتطوير ذلك البيت، وإضافة لمسات عصرية، إلا أنها حافظت على شكله التراثي الأساسي، ويجلس بداخله المخاتير والهَجّانة وكِبار السن، لإشعال كانون النار، وشرب وضيافة القهوة.
وتنطلق فعاليات الاحتفال التراثي بإشارة من "اللّويح" نضال أبو قينص الشهير بـ "الشاويش" – وهو قائد الفريق - بعد تجهيز بيت الشعر والخيل والجِمال، فيبدأ الفريق بتقديم لوحات الدحية بمسمياتها المختلفة "الهجين، أو المربوعة أو المعاونين، فيما يتم تقديم الدحية الروحانية – بدون موسيقى – وفقًا للرغبة، تتلوها لوحات الدبكة الفلكلورية، ويشارك فيها عازف اليرغول، والمغني، وأعضاء فريق الدبكة.
ويقول اللّويح نضال أبو قينص لـ "العربي الجديد" إن الفريق مكون من 20 شخصًا، يحاولون الحفاظ على تراث أجدادهم، عبر مواصلة إقامة الاحتفالات التراثية، مع تطعيمها بكل ما يرمز للتراث البدوي الأصيل، فيما لا تزال شريحة واسعة من المواطنين في قطاع غزة تحافظ على تلك العادة، ويضيف: "سنورثها لأبنائنا على اعتبار أنها ركن أساسي من أركان التراث الفلسطيني". ويتم توزيع المهام داخل الفريق وفقًا للتخصص، إذ يقوم فريق التجهيز بنصب بيوت الشعر، وتجهيز الإضاءة والزينة، فيما يبدأ لاعبو الدبكة ومنهم عِزو اقطيفان، داوود أبو بلال، شادي أبو مرسة، أحمد صالح، وباقي أعضاء الفريق بتقديم الفقرات.
وتتميز الاحتفالات ذات الملامح التراثية، بالزينة البدوية، وهي عبارة عن إضاءة تدمج اللون البدوي، وتضم "السفايف" وهي خيوط مُحاكة بألوان زاهية تستخدم لتزيين الجِمال والخيول، والصواني المطرزة والتي تحافظ على اللون التراثي البدوي، فيما يطلب بعض أصحاب الاحتفالات العادية، تطعيم أفراحهم بتلك الزينة، أو بتقديم بعض لوحات الدبكة أو الدحية البدوية. ويختلف زي أعضاء الفريق لحظة تقديم الدحية، أو الدبكة، حيث يرتدي أعضاء فريق الدحية السلحلك – وهو حزام يوضع على الصدر، كان يستخدم قديمًا لوضع الرَصاص – والقمباز، وعقدة الرأس، بينما يقوم أعضاء فريق الدبكة، برفع القمباز إلى الأعلى لإظهار حركة الأقدام.
وعن برنامج الاحتفال، يوضح مدير فرقة نشامة البادية للتراث البدوي الفلسطيني، عامر أبو اسعَيِّد، أنه يتعامل بشكل مباشر مع الجمهور برفقة زميله محمد الرواغ لتنسيق الهيئة العامة للاحتفال، فيما يتم تجهيز الفرقة، وفقًا لطبيعة النشاط، سواء كان احتفالًا كاملًا، أو فقرة في مهرجان، ويقول: "تختلف طبيعة الاحتفال وفقراته من منطقة لأخرى، وفقًا لرغبة أصحاب المُناسبة".