بلدية العاصمة الألمانية تصف فيلماً فاز في مهرجان برلين بأنه "معادٍ للسامية"

13 نوفمبر 2024
باسل عدرا (يساراً) إلى جانب يوفال إبراهام في مهرجان برلين (سيباستيان رويتر/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أثار الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" جدلاً بعد فوزه بجائزة في مهرجان برلين السينمائي، حيث وُصف بأنه "معادٍ للسامية" من قبل بلدية برلين، مما دفع المخرج يوفال أبراهام للرد على هذا الوصف.
- يتناول الفيلم قضية تهجير الفلسطينيين من مسافر يطا في الخليل بسبب عنف المستوطنين، وحظي بإشادة دولية رغم الانتقادات في ألمانيا بعد خطابات المخرجين ضد الاحتلال الإسرائيلي.
- تعرض مهرجان برلين لهجوم سياسي، وتلقى المخرج تهديدات بالقتل، بينما أشادت وسائل إعلام دولية بالفيلم لتسليطه الضوء على الحياة في الضفة الغربية.

هاجم المخرج الإسرائيلي اليساري يوفال أبراهام، بلدية برلين بعدما اكتشف أنّ موقع البلدية قد وصف الفيلم الذي أخرجه هو والمخرج الفلسطيني باسل عدرا "لا أرض أخرى"، والفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله)، بأنه "معادٍ للسامية".

وكتب يوفال أبراهام عبر صفحته في موقع إكس، مساء أمس الثلاثاء: "لقد كتبت البوابة الرسمية لمدينة برلين للتو أنّ فيلمنا No Other Land لديه اتجاهات معادية للسامية، وهو الفيلم الذي فاز بجائزة برلين السينمائية ودُعي أخيراً ليُعرض في السفارة الألمانية في إسرائيل".

وأضاف المخرج الذي تعرّض لتهديدات إسرائيلية سابقة بالقتل بسبب الفيلم: "يؤلمني أن أرى كيف، بعد قتل معظم أفراد عائلتي في الهولوكوست، تُفرّغ كلمة معاداة السامية من معناها لإسكات منتقدي احتلال إسرائيل للضفة الغربية (موضوع فيلمنا) وإضفاء الشرعية على العنف ضد الفلسطينيين. أشعر بعدم الأمان وعدم الترحيب في برلين عام 2024 بصفتي إسرائيلياً يسارياً وسأتخذ إجراءً قانونياً".

وفي منشور آخر، كتب: "في غضون ساعة واحدة، سنعرض الفيلم أمام 500 شخص في أكاديمية برلين للفنون - والتي تموّلها الدولة. كيف يمكن لي أنا وباسل عدرا أن نشارك أعمالنا في مدينة تحرّض على العنف ضدنا؟ ماذا يحدث؟".

ويتناول فيلم "لا أرض أخرى" والذي بدأ عرضه في عدد من الدول حول العالم، قضية التهجير القسري للفلسطينيين من قرية مسافر يطا في الخليل جنوبي الضفة الغربية بسبب العنف الذي يرتكبه المستوطنون الإسرائيليون. وفاز الفيلم في الدورة الرابعة والسبعين في مهرجان برلين السينمائي في شهر فبراير/ شباط من العام الحالي إضافة لجوائز في مهرجانات عالمية أخرى.

ووصف موقع بلدية برلين الرسمي الفيلم بالقول "فيلم وثائقي فلسطيني نرويجي، من إخراج يوفال أبراهام، إسرائيلي، وباسل عدرا، فلسطيني. وينصبّ التركيز على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية ومعاناتهم تحت الاحتلال الإسرائيلي. الفيلم الذي يحمل ميولاً معادية للسامية، تم الانتهاء منه عام 2023، بعد هجوم حماس على إسرائيل، وهو ما لا ينعكس في هذا الفيلم الوثائقي"، وهو ما يعكس اختيار موقع البلدية وصفاً للفيلم غير الوصف الرسمي الذي يُدرج لكل فيلم.

ولكن وبحسب منشور لأبراهام الأربعاء على "إكس" فقد قام "موقع مدينة برلين بحذف اتهامهم الفظيع بهدوء بين عشية وضحاها، دون اعتذار علني أو توضيح حتى الآن، كما طالبنا في رسالة أرسلناها لهم".

ضجة مستمرة ضد الفيلم الفائز في مهرجان برلين

وأحدث فوز الفيلم ضجة كبيرة في ألمانيا بعد خطابات الفوز التي قدّمها كل من مخرجي الفيلم باسل عدرا ويوفال أبراهام على منصة المهرجان، إذ هاجمهما سياسيون والعديد من وسائل الإعلام الألمانية، ووصفت خطابهما بـ"المعادي للسامية"؛ بسبب انتقادهما الاحتلال الإسرائيلي ودور الحكومة الألمانية في دعم الإبادة الجماعية في غزة وتزويد إسرائيل بالسلاح.

وصرّح رئيس بلدية برلين في حينها، كاي فيغنر، أنّ "معاداة السامية لا مكان لها في برلين، وهذا ينطبق أيضاً على الفنانين"، معتبراً "ما حدث في مهرجان برلين السينمائي اجتزاءً لا يُحتمل"، كما دعا إلى محاسبة إدارة المهرجان. وتعرض مهرجان برلين بعد هذه الحادثة لحملة هجوم غير مسبوقة بسبب تصفيق الجمهور لكلمات المخرجين التي وصفت إسرائيل بنظام الفصل العنصري. ووصل التحريض بحق المهرجان إلى دعوات لوقف تمويله وإقالة مسؤوليه بعد هذه الحادثة التي أدانتها مختلف الأحزاب السياسية المركزية في ألمانيا.

وكشف المخرج الإسرائيلي لاحقاً عن تلقيه تهديدات بالقتل في إسرائيل بعد هذا الخطاب الذي لن يتراجع عنه، قائلاً إنه يقف وراء كل كلمة قالها خلال خطابه في الحفل. وأشار في خطابه إلى أنه إسرائيلي الجنسية وزميله باسل عدرا المشارك في الإخراج فلسطيني، وأنهما سيعودان بعد يومين فقط إلى بلد لا يتمتعان فيه بالمساواة. وتابع: "أنا أعيش في ظل نظام مدني وباسل في نظام عسكري. نقيم على بعد 30 دقيقة فقط من بعضنا البعض. أتمتع بحق التصويت، أما هو فلا، ويُسمح لي بالتحرك بحرية في هذا البلد، في وقت إن باسل، مثل ملايين الفلسطينيين، مقيد في الضفة الغربية المحتلة. يجب أن ينتهي عدم المساواة هذا بيننا".

واتهم المخرج الفلسطيني باسل عدرا في نفس الحدث في حينه، دولة الاحتلال بارتكاب إبادة بحق الفلسطينيين وانتقد بيع ألمانيا الأسلحة لإسرائيل. وقال عدرا: "إنني أحتفي بالجائزة هنا، ولكن في الوقت نفسه من الصعب جداً بالنسبة لي أن أقيم احتفالاً، فعشرات الآلاف من الناس يُقتلون من قبل إسرائيل في غزة"، مضيفا: "أريد شيئاً واحداً فقط من ألمانيا، وهو احترام نداءات الأمم المتحدة والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل".

ووصفت صحيفة ذا غارديان البريطانية قبل أيام الفيلم بعد إطلاقه في دور السينما في المملكة المتحدة "إذا كان هناك شيء يمكن وصفه بأنه ضروري للمشاهدة، فهو هذا السرد الصارخ والصارم للحياة على الأرض في منطقة متنازع عليها (محتلة) في الضفة الغربية". كما أوصت به صحيفة فاينانشال تايمز وقيّمته بخمس نجوم.

المساهمون