فتة الحمص تتربع على موائد الفلسطينيين في رمضان
يوسف أبو وطفة
تتربع فتة الحمص على مائدتي الإفطار والسحور في قطاع غزة خلال رمضان، فهي من أشهر الأكلات الشعبية التي يزداد الإقبال عليها خلال شهر الصوم، نظراً لانخفاض تكلفتها المادية عند شرائها من المحال التجارية.
وتحرص محال المأكولات الشعبية التي تبيع الفلافل والفول والحمص، وهي من الأكلات الفلسطينية الشعبية، على تجهيز عشرات الأطباق من الفتة يومياً بعد انتصاف النهار، لتكون متاحة للزبائن ومرتادي الأسواق الشعبية بحلول نهاية النهار وقبل أذان المغرب.
تحضر فتة الحمص الفلسطينية بإضافة الماء الساخن فوق قطع الخبز الصغيرة، ثم هرسها، وسكب الطحينة والحمص والملح والفلفل والليمون والثوم فوقها. ويتراوح سعر الطبق ما بين 5 إلى 20 شيكلاً إسرائيلياً (بين دولار ونصف الدولار و5 دولارات ونصف دولار)، حسب حجم الطبق والإضافات التي يطلبها الزبون. إذ يختار بعض الزبائن إضافة كفتة اللحم أو صدر الدجاج أو الكبدة إلى فتة الحمص، فتكتسب طعماً مختلفاً عن مذاقها التقليدي، فيما يزينها آخرون بأصناف من المكسرات، غير أن طريقة التحضير التقليدية هي الأكثر رواجاً.
ولا تاريخ محددا تعود إليه هذه الوجبة الشعبية، غير أن جميع من يعملون في المطاعم الشعبية أو ينتشرون في الأسواق خلال شهر رمضان يشيرون إلى أنهم ورثوها عن أجدادهم الذين عمل بعضهم في مهنة إعداد الوجبات الشعبية.
ولا يخلو سوق أو تجمع تجاري في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006 من محل شعبي يعد هذه الوجبة، إذ يعتمدها البعض طبقاً رئيسيًا للإفطار أو السحور، فيما يرى آخرون أنها وجبة تكميلية تغني المائدة.
ويقول فارس طوطح الذي يعمل في أحد المطاعم الشعبية إن فتة الحمص تحظى بإقبال ملحوظ خلال شهر رمضان، لا لمذاقها الشهي فقط، بل لانخفاض تكلفتها المالية في ضوء الواقع الاقتصادي المتردي للسكان. ولا ينكر طوطح، في حديثه لـ "العربي الجديد"، أن السبب الرئيسي وراء الإقبال على هذه الوجبة الشعبية خلال شهر الصوم مرتبط بالعادات الرمضانية التي توارثها الفلسطينيون جيلاً بعد جيل.
ويشير إلى أن عملية إعدادها تتخللها مراحل عدة لا تستغرق وقتاً طويلاً في المطاعم الشعبية التي اعتادوت على إعداد عشرات الأطباق يومياً. ويحرص طوطح والعاملون معه على تحضير الأطباق مبكراً، من أجل عرضها مغلفة أمام الزبائن، واختصار الوقت وتقليل الضغط خصوصاً في الساعات الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار في غزة.
أما الفلسطيني محمد عكيلة الذي يملك مطعماً شعبياً في غزة فيحرص يومياً على إعداد أطباق من فتة الحمص وعرضها أمام الراغبين، بأسعار تتراوح بين 5 و10 شيكلات إسرائيلية.
ويقول عكيلة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن هذه الوجبة الشعبية تشهد إقبالاً واسعاً سواء من الفقراء أو المقتدرين، نظراً لانخفاض تكلفتها وطعمها المميز. ويضيف أن فتة الحمص حافظت على شكلها التقليدي الذي توارثته المطاعم الشعبية عن أصحابها الأصليين، رغم الإضافات الكثيرة التي بات البعض يعتمدها.
وإلى جانب فتة الحمص، يقبل الفلسطينيون في رمضان على شراء الفلافل المحشوة التي تختلف عن تلك التقليدية، من الباعة المتجولين أو من المطاعم الشعبية.