29 ديسمبر 2020
+ الخط -

عشية انتهاء عامٍ مليء بارتباكات في مسائل العيش والعلاقات والتواصل، بسبب تفشّي فيروس كورونا، يروي نقّاد اختباراتٍ لهم فيه، ومشاهداتٍ تخرج من إطار الشاشة، بأصنافها وتقنياتها ومفرداتها، إلى يومياتٍ مثقلة بأسئلةٍ وقلاقل وأهواء ورغبات، وبعض هذا مُعطّل في زمنٍ قاتمٍ. الكتابة عن اختبار فرديّ لنقّاد، ينشرون في "العربي الجديد" مقالاتٍ وتحقيقات وحوارات سينمائية منذ وقتٍ ـ تجربةٌ تمزج السينمائيّ بالذاتيّ، وتقرأ شيئاً من معاينةِ وقائع وتحدّياتٍ ومصاعب. تجربة تنبش بعض الحميميّ، طارحةً إياه في نصوصٍ تلتمس السينما عنواناً أساسياً، وتذهب إلى تفاصيل ومناكفات وتساؤلات وتأمّلات، تصنعها السينما في يومياتهم، ويعيشون مساربها كلّ لحظةٍ.

الكتابة تخرج من أعماق الذات، لكنّها تقول أحوالاً وأهوالاً بلغةِ فردٍ يرى ويقرأ ويُشاهد ويسأل ويستمع ويلتقط ويبوح ويلتقط. منذ تفشّي وباء كورونا، يعاني الفرد ويبحث عن مخارج، ويطمح إلى استعادةٍ سريعةٍ لأمانٍ وراحةٍ، وإنْ يكن الأمان والراحة معطوبين، بطريقةٍ أو بأخرى، في أيام العيش اليومي قبل كورونا، بسبب أزماتٍ في الاقتصاد والاجتماع والإعلام والثقافة والإنتاج.

ولأنّ زملاء "العربيّ الجديد" يتابعون أحوال السينما، صناعةً وأفلاماً وإنتاجاً وعروضاً وتقنياتٍ ومهرجانات وكتابة، في الأيام العادية في كلّ عامٍ، تتحوّل الكتابة معهم، عشية انتهاء عامٍ مليء بالنكبات والخراب والعطب، إلى نصوصٍ تؤرشف بعض انفعالاتهم وتفكيرهم إزاء الوباء، وإزاء إفرازاته في السينما والثقافة والعلاقات والتواصل والمشاعر والتأمّلات.

في نصوصهم، تُروى السينما بلغةٍ بعيدةٍ عن النقد. تُقال كفعلِ عيشٍ حقيقيّ، وإنْ في زمنٍ افتراضي. تُصبح أسلوباً ذاتياً يكتنفه حنينٌ أو بوح أو رأي أو انفعال. هذه تجربة تضع جانباً "حصاداً سنوياً معتاداً"، لاختبار مدى تحمّل النصّ السينمائي ذاتاً فردية، بارتكاباتها وأسئلتها وهواجسها ومشاعرها وتطلّعاتها وتمنّياتها.

المساهمون