السرطان والخرف وأمراض القلب... ماذا تفعل الأطعمة المصنّعة بأجسادنا؟

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
17 أكتوبر 2022
أمراض القلب وسرطان القولون.. احذروا الطعام المعالج!
+ الخط -

لسنوات طويلة بقي الاعتقاد أن الأنظمة الغذائية القائمة على الطعام عالي المعالجة أو الطعام المصنّع تؤدي إلى السمنة، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هذه الأنظمة فعلياً أخطر من ذلك. فاستهلاك هذا النوع من الطعام يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف.

ونقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن دراسة أميركية حديثة شملت 50 ألفاً من المتخصصين الصحيين أن هذه الأطعمة يمكن أن تؤدي إلى سرطان القولون. 

ووجدت دراسة أجريت الشهر الماضي في دورية Nature Reviews Clinical Oncology أن الأشخاص الذين وُلدوا بعد عام 1990 هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان قبل بلوغهم الخمسين من العمر مقارنة بالأشخاص الذين ولدوا قبل عام 1970. ويُشتبه في أن الطعام عالي المعالجة قد يكون عاملاً مساهماً في هذا التطور.

 ما هو الطعام عالي المعالجة؟

هي أغذية معالجة بشكل كبير أي مصنّعة، وهي في الغالب منخفضة البروتين والألياف، وتحتوي على نسبة عالية من الملح والسكر والدهون، وقد خضعت لتدخلات صناعية مثل البثق والقولبة والطحن.

وأمثلة الطعام عالي المعالجة تشمل المشروبات الغازية والرقائق والشوكولاتة والحلوى والآيس كريم وحبوب الإفطار المحلاة والشوربات المعبأة وشرائح الدجاج والنقانق (هوت دوغ) والبطاطا المقلية وغيرها. 

وكتب عالم الأوبئة في كينغز كوليدج، تيم سبيكتور، في كتابه Spoon-Fed: "المعالجة العالية للأغذية الحديثة عموماً تدمر البنية المعقدة للخلايا النباتية والحيوانية، ما يحولها إلى منتج فارغ من ناحية الفائدة الغذائية".

لكن لماذا تضر المعالجة بالصحة؟ 

وجدت دراسة حديثة شملت 20 ألف بالغ إيطالي أن علامات الالتهاب، التي تترجم بارتفاع كريات الدم البيضاء، كانت أكثر وضوحاً عند أولئك الذين كانت وجباتهم الغذائية تضم طعاماً عالي المعالجة.

وتقول خبيرة التغذية في مجال صحة القلب والتمثيل الغذائي، سارة بيري إن التفاعل الذي يشهده جسم الإنسان بعد تناول هذا النوع من الأغذية "يعرضنا للإصابة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى السرطان".

ما هو الحل ضد الأطعمة عالية المعالجة؟

ترى بيري أن الطعام عالي المعالجة منتشر جداً لدرجة بات إلغاؤه من نظامنا الغذائي كابوساً لوجستياً وسيستغرق وقتاً طويلاً. علاوة على ذلك، يستمتع الناس بمذاقه الصناعي المحسن. وأحد الأمثلة على كيفية تغلغل التصنيع داخل الطعام، هو ظهور المأكولات النباتية، والتي تُنتَج بكميات كبيرة وتُسوَّق بعناية في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن الكثير من البدائل النباتية المعبأة بشكل لامع هي في الواقع طعام عالي المعالجة. وتذكّر بيري: "انظر إلى حليب الشوفان، على سبيل المثال. هيكله الأصلي أُزيل وهو مليء بالإضافات". والمشكلة هي أن العديد من المنتجات التي تقدم نفسها على أنها صحية، مثل ألواح البروتين وبدائل الحليب، ليست في الحقيقة كذلك. وبالفعل في العقدين الأخيرين بات شعار "الطعام الصحي" قطاعاً تجارياً ضخماً، رغم أنه ليس "صحياً" بالضرورة.

وتقول بيري إنه، إذا أردنا تقليل استخدام الطعام عالي المعالجة على المدى الطويل، سنحتاج كمجتمع عالمي إلى إعادة اكتشاف أهمية مكونات الطعام الطازج، والطهي، واكتشاف أسباب ازدياد الأمراض المزمنة والسرطان وربطها بالأطعمة الجاهزة.

ذات صلة

الصورة
خلال إعداد دبس العنب (العربي الجديد)

مجتمع

يعد دبس العنب، الذي تعرف منطقة راشيا الوادي شرقي لبنان بإنتاجه، قيمة غذائية وصحية لخلوه من المواد الحافظة، وإضفائه طعماً حلواً على المأكولات.
الصورة
طبيبة وطفل في رواق مشفى الأقصى، 6 مارس 2024 (أشرف عمرة/ الأناضول)

مجتمع

منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خرج نحو 32 مستشفى ومركزاً صحياً، بينها مستشفى شهداء الأقصى، عن العمل.
الصورة
تقلص الدعم يهدد الخدمات المقدمة للمرضى (عامر السيد علي)

مجتمع

يحذر مسؤولو القطاع الصحي في مناطق شمال غربي سورية من توقف الكثير من المنشآت الصحية عن العمل نتيجة توقف الدعم، ما يمثل مخاطر جمة على صحة مئات آلاف السكان.
الصورة
تكتظ مراكز الإيواء بالنازحين (مجدي فتحي/Getty)

مجتمع

عمد الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان الحالي إلى استهداف المنظومة الصحية في غزة، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية
المساهمون